فر آلاف الأشخاص من منازلهم الأربعاء 19 أغسطس/آب 2020، في شمال كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث اشتعلت مئات الحرائق المستعرة فيما يواصل رجال الإطفاء محاولة السيطرة عليها.
11 ألف صاعقة: ذكرت السلطات أن كاليفورنيا تعرضت لقرابة 11 ألف ضربة صاعقة خلال 72 ساعة في أسوأ عاصفة من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات، تسببت في إشعال 367 حريقاً، أكثر من 20 منها حرائق كبيرة.
قال ويل باورز، المتحدث باسم إدارة الغابات والحماية من الحرائق، إن أوامر إجلاء إجباري صدرت بحق الآلاف في منطقة شهدت سلسلة من تسعة حرائق تؤججها الرياح، أشعلتها الصواعق يوم الإثنين.
في وسط كاليفورنيا، قالت الإدارة إن طائرة هليكوبتر تحطمت أثناء مهمة لإلقاء الماء لمكافحة الحرائق في مقاطعة فريسنو على بعد نحو 258 كيلومتراً جنوبي سان فرانسيسكو، مما أسفر عن مقتل الطيار.
أضافت أنه إلى الشمال من تلك المنطقة، استعرت حرائق تؤججها الرياح على مساحة أكثر من 46 ألف فدان قرب فيرفيلد وفاكافيل في التلال والجبال خلال الليل لتدمر ما لا يقل عن 50 منزلاً وبناية، كما ألحقت أضراراً بخمسين أخرى.
فرار آلاف السكان: في فاكافيل وهي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة وتقع بين سان فرانسيسكو وساكرامنتو، عاصمة الولاية، اضطر مئات السكان للفرار في منتصف الليل فيما التهمت ألسنة اللهب التي أشعلتها الرياح العاتية عشرات المنازل.
قد أيقظ الجيران أو رجال الإطفاء العديد من السكان عبر الطرق على أبوابهم وقد رحلوا على عجل وبعضهم كانوا لا يزالون يرتدون ملابس النوم. وأصيب عدد من الأشخاص بحروق أثناء محاولتهم الفرار.
كتبت شرطة فاكافيل على تويتر: "إذا طلب منك الإخلاء، فالرجاء القيام بذلك بأمان. وتتم تعبئة كل وحدات الاستجابة لدينا تقريباً لإجلاء السكان وحمايتهم ومكافحة الحرائق".
مئات الحرائق: كما صدرت أوامر الإخلاء أيضاً في مقاطعات أخرى مثل منطقتي النبيذ الشهيرتين سونوما ونابا حيث كانت مئات الحرائق التي تسبب بها البرق تتقدم بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
بينما أعلنت سلطات الولاية أنّ ألسنة النيران التهمت أكثر من 20 ألف هكتار من المساحات الحرجية والزراعية والحضرية حيث أتت الحرائق على أشجار وسيارات ومنازل.
فيما قتل طيار مروحية كان يشارك في عمليات السيطرة على الحرائق في مقاطعة فريسنو في جنوب شرق سان فرانسيسكو بعدما تحطمت طائرته أثناء محاولتها صب المياه على النيران.
في تغريدة على تويتر قال حاكم الولاية غافين نيوسوم الذي أعلن حالة الطوارئ لتسهيل رصد الأموال اللازمة للتعامل مع الأزمة: "نحن نكافح حالياً 367 حريقاً". وأضاف أنّ "البرق ضرب 10.849 مرة في كاليفورنيا خلال الساعات الـ72 الماضية و(الولاية تسجّل) معدّلات حرارة قياسية عالمياً".
موجة حر تاريخية: تواجه شمال سان فرانسيسكو وجنوبها أكبر الحرائق وفق رجال الإطفاء خصوصاً في منطقتي إس سي يو لايتننغ كومبلكس وإل إن يو لايتننغ كومبلكس اللتين تواجهان حرائق متعددة اندلعت منذ الإثنين.
إذ أعلن نيوسوم الثلاثاء 18 أغسطس/آب، حالة الطوارئ "لضمان توافر الموارد الحيوية لمكافحة" هذه الحرائق، "المعززة بموجة حر تاريخية على الساحل الغربي والرياح".
أوضح نيوسوم أن نيفادا وأريزونا وتكساس، سترسل رجال إطفاء لمساعدة كاليفورنيا. وقد حذّر الناطق باسم إدارة الإطفاء في كاليفورنيا جيريمي ران من أن فرقه وصلت إلى أقصى طاقاتها.
صعوبة مواجهة الحرائق: قال رام خلال مؤتمر صحفي: "موارد مكافحة الحرائق تتضاءل مع استمرار اندلاع حرائق جديدة"، مضيفاً أن "حجم هذه الكوارث ومدى تعقيدها يمثلان تحدياً لكل جوانب استجابة خدمات الطوارئ".
تشهد كاليفورنيا موجة حرّ غير مسبوقة منذ أسبوع. وقد سجلت منطقة ديث فاليه الأحد درجة حرارة قياسية بلغت 54,4 درجة مئوية والتي يمكن أن تصبح، إذا تمت الموافقة عليها، ثالث أعلى درجة حرارة تسجل على الأرض.
يعاني حوالي 55 ألف شخص من انقطاع في الكهرباء وفقاً لموقع "باوراوتج.يو إس" إذ تعرضت العديد من التمديدات الكهربائية لارتفاع في درجة الحرارة. كما تم تسجيل حرائق عدة في كولورادو حيث تسبب الطقس الحار والجاف باندلاع النيران.
فيما أصبحت الحرائق أكثر تواتراً وأكبر حجماً في كاليفورنيا في السنوات الأخيرة، ويعود ذلك جزئياً إلى ظاهرة تغير المناخ. ووقع أعنف حريق في تاريخ كاليفورنيا أطلق عليه اسم "كامب فاير" في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 في شمال الولاية وأسفر عن مقتل 86 شخصاً.