الصين تطلق حملة “الطبق الفارغ” لمحاربة إهدار الطعام.. قواعد جديدة بالمطاعم تتعلق بكمية الطعام وعدد الطلبات

أطلق الرئيس الصيني، شي جين بينغ، حملةً تستهدف عدواً جديداً للبلاد وهو "بقايا الطعام" إذ جاء تدشين الحملة في خطاب ألقاه شي ونُشر الثلاثاء 11 أغسطس/آب 2020، وقال فيه: "إن هدر الطعام أمر مخزٍ، والاقتصاد فيه أمر مشرِّف"، واصفاً كمية الطعام التي تُهدر في البلاد بأنها "صادمة ومزعجة"، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية الصينية Xinhua.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/08/14 الساعة 09:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/14 الساعة 12:10 بتوقيت غرينتش
الصين تطلق حملة "الطبق الفارغ" لمحاربة إهدار الطعام/رويترز

أطلق الرئيس الصيني، شي جين بينغ، حملةً تستهدف عدواً جديداً للبلاد وهو "بقايا الطعام" إذ  جاء تدشين الحملة في خطاب ألقاه شي ونُشر الثلاثاء 11 أغسطس/آب 2020، وقال فيه: "إن هدر الطعام أمر مخزٍ، والاقتصاد فيه أمر مشرِّف"، واصفاً كمية الطعام التي تُهدر في البلاد بأنها "صادمة ومزعجة"، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية الصينية Xinhua.

 صحيفة The Guardian البريطانية قالت إن شي استشهد في خطابه بمقطع من قصيدة صينية، يقول: "من يدري حقاً عن كل وجبة في أطباقنا، كلُّ حبةٍ تأتي بعد مشقة وعناء؟"، مضيفاً: "يجب الإبقاء على شعور الأزمة حيال أمننا الغذائي. لقد دقَّت جائحة كورونا ناقوس الخطر هذا العام".

أزمة المواد الغذائية: ويأتي تركيز الرئيس الصيني على هدر الطعام بعد أسابيع من الفيضانات التي اجتاحت مناطق عدة في جميع أنحاء البلاد وقضت على كثير من المحاصيل، ما أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، التي كانت أسعارها مرتفعة بالفعل من جراء جائحة كورونا التي أصابت الاقتصاد الصيني بالشلل.

في ظل التوترات التجارية مع الولايات المتحدة ودول أخرى، أصبح الأمن الغذائي، الذي لطالما كان أولوية للصين، أشد أهمية. إذ تستورد الصين ما يصل من 20% إلى 30% من احتياجاتها من الحبوب من خارج البلاد، وفقاً لتقديرات.

من جانبها، بدأت السلطات المحلية على الفور في اتخاذ إجراءات للتحذير العام من كارثة إهدار الطعام، أو ما يمكن القول عنها "حملة/عملية الطبق النظيف"، وهي مبادرة جرى الحديث عنها لأول في عام 2013، لكنها عادت الآن إلى الصدارة مرة أخرى في خطاب شي. 

كما دعت "جمعية صناع الطعام في ووهان" مطاعم المدينة إلى تطبيق نظام يُعرف باسم "طلب ناقص واحد"، حيث يجب على أي مجموعة تتناول الطعام في مطعم أن تكتفي بأطباق أقل بطبق واحد على الأقل من عدد أفراد المجموعة الجالسين إلى الطعام.

أنظمة جديدة في المطاعم: كما يجب على المطاعم، وفقاً للدعوة، تقديم نصف كميات الطعام المعتادة وأجزاء أصغر حجماً منه في عبوات الطعام الجاهزة. وبعد مسؤولي مدينة ووهان، شرعت مدن أخرى مثل شياننينغ، في مقاطعة هوبي أيضاً، ومدينة شنيانغ، في مقاطعة هاينان، في تطبيق نظام "طلب ناقص واحد".

في مدينة تشونغتشينغ، أصدر اتحاد الصناعة والتجارة هناك بياناً يعد بتنفيذ توجيهات شي، مع تركيب شاشات في الشوارع تروج وتدعو إلى "تأسيس نظام تذكير بالاستهلاك المُقتصد"، بالإضافة إلى تدابير أخرى "للإشراف على اتجاه المستهلكين إلى الاقتصاد في تناول الطعام".

ومع ذلك، جاءت التقارير من مراسلي صحيفة Chongqing Daily في عديد من المطاعم، لتشير إلى أن "هدر الطعام لا يزال شائعاً". إذ قالت الصحيفة في أحد عناوين تقاريرها يوم الثلاثاء 11 أغسطس/آب إن "أربعة أشخاص طلبوا ثمانية أطباق، ومع ذلك لم يتناولوها كلها".

"حملة طبق فارغ": ومع ذلك، ففي ظل أن الصين إحدى البلاد التي يُنظر فيها إلى طلب كمية طعام أكثر من الكمية المطلوبة على أنه سلوك مهذب، من المتوقع أن تواجه "حملة طبق فارغ" صعوبات جمة. إذ غالباً ما تُقدم وجبات الطعام العائلية مع أطباق مشتركة، ويميل المضيفون إلى طلب أطباق أكثر من عدد الجالسين إلى مائدة الطعام.

من جانبه، دعا شي في خطابه إلى تعزيز التشريعات والرقابة والإجراءات طويلة الأجل، إضافةً إلى رفع الوعي العام "لوقف صارمٍ لسلوك هدر الطعام". وقد خلص تقرير صدر في عام 2015 عن "الأكاديمية الصينية للعلوم" وهيئات أخرى، إلى أن ما يصل إلى نحو 18 مليون طن من الطعام يهدر سنوياً في المدن الكبيرة، رغم أنها كمية تكفي لإطعام 30 إلى 50 مليون شخص سنوياً.

على الجانب الآخر، وضمن تعليقات على مقال نشرته صحيفة People's Daily الرسمية الصينية للترويج لمبادرة "طلب ناقص واحد" في ووهان، كتب صينيون في موقع Weibo للتواصل الاجتماعي تعليقات متشككة وحتى ساخطة في بعض الحالات. وفي إشارة إلى المآدب الرسمية الباذخة وكميات الطعام الضخمة التي تقدم فيها، قال أحد المعلقين: "هل يمكنكم أولاً التقليل من كميات الطعام في وجبات عشاء المسؤولين؟ لماذا عليكم أن تحرموا الناس العاديين دائماً".

وقال معلق آخر، في إشارة إلى الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها كثيرون في أنحاء البلاد: "تبدو هذه الحملة موجهة بالخصوص إلى الطبقة الدنيا، رغم أننا بالفعل مقتصدون. حملة كهذه لن تعني شيئاً للأثرياء"، وقال آخر: "أنا أكره على نحو خاص هذا النوع من العمل السياسي الذي يعتمد على أن يدفع الناس العاديون الثمن".

فيما كتب شخص آخر شاكياً: "يا لهذا القدر من السيطرة والتحكم! حتى عدد أطباق الطعام التي يطلبها الناس لأنفسهم يجب أن تخضع للتنظيم؟"

علامات:
تحميل المزيد