عقارات وأملاك و157 مليون دولار في عام واحد فقط.. من أين حصد كوشنر وإيفانكا كل هذا؟

عدد القراءات
2,323
عربي بوست
تم النشر: 2020/08/07 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/07 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
إيفانكا ترامب ووالدها الرئيس الأمريكي - رويترز

مثل عديدين من جيل الألفية، جمعت إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر أعمالاً جانبية أخرى إلى جانب الوظائف اليومية، ويبدو أنهما حصدا ثمار تعبهما وجهدهما.
إذ تظهر إقرارات مالية جديدة أن الزوجين المكروهين على نطاق واسع حققا أرباحاً تتراوح بين 36.2 مليون دولار و157 مليون دولار من دخلهم الخارجي المشترك، أثناء عملهم في البيت الأبيض العام الماضي.

(ويستحيل تحديد المبلغ الذي جنوه بالضبط لأن كلاً منهما مطلوب منه الإبلاغ عن أرباحه ضمن عدد كبير جداً من النطاقات، لكن يكفي القول إنهم لا يكدحون من أجلها).

من أين لكم كل هذا؟ 

وعلى خلاف معظم أبناء جيل الألفية، لا يعمل جاريد وزوجته على جني بضعة دولارات إضافية، من أعمال مثل رعاية الكلاب أو بيع القمصان. إذن من أين تأتي أموالهم؟ وددت لو كنت قادرة على إخباركم، لكن على ما يبدو فإن أحد الأشياء التي يتسم بها فاحشو الثراء هو أن أموالهم غالباً ما تكون غامضة المصدر وعصيةً على التتبع بدرجة لا تصدق. قد يقول مُشكك إن هذا متعمد، فمعظم المنتمين إلى شريحة الـ1% الأكثر ثراء يخفون ثرواتهم وراء ترتيبات قانونية معقدة، لتجنب الضرائب والتعتيم على المعاملات المالية المراوغة.

وأنا هنا لا أتهم كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب بأي دنيئة، فالاثنان من كبار مستشاري الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وهما موظفان حكوميان مخلصان في نهاية الأمر. ومع ذلك، هناك عناصر في وثائق التقرير المالي السنوي الخاصة بهما تطرح أسئلة مثيرة للاهتمام.

"Cadre ستجعلنا من أصحاب المليارات"، هكذا صرخ الصبي الأعجوبة في زملائه، عندما شارك في تأسيس الشركة مع شقيقه في عام 2014.

وبالفعل جنى كوشنر من الشركة مئات الملايين، في العام الماضي فقط حصد مبلغاً يتراوح بين 25 مليون دولار و50 مليون دولار من الشركة. وأوردت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير سابق لها، أن شركة Cadre جمعت نحو 90 مليون دولار من تمويلات الأجانب، وتُمرر تلك التمويلات من خلال شركات خارجية سرية، منذ عام 2017. ومع ذلك، فإن كوشنر على ما يبدو كان منشغلاً جداً بصفقة القرن، لدرجة أنه نسي Cadr، ولم يضيف بيانات حصته في الشركة إلى نموذج التقرير المالي الخاص به إلا مؤخراً.

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح مدى ارتباط كوشنر بالشركة. ففي بداية العام، أوردت تقارير أن كوشنر قد تخلى عن حصته في الشركة الناشئة بعد الحديث عن تدقيق بشأن تضارب مصالح محتمل. ثم، في الشهر الماضي، قيل إنه وضع خططاً لتصفية الشركة. وفي غضون ذلك، تعهدت Cadre بعدم البحث عن ضم المزيد من المستثمرين الأجانب دون أي ضمانات قانونية. لكن علينا أن نثق بهم يا رفاق! كل شيء قانوني هنا.

ثمة بند آخر في تقرير كوشنر المالي يرصد نحو 1 إلى 5 ملايين دولار حصل عليها من شركة تُدعى Bergel 715 Associates خلال العام الماضي. كانت صحيفة The New York Times أجرت تدقيقاً في تعاملات الشركة المذكورة، واكتشفت أن رزماري فرابليك، وهي موظفة في بنك "دويتشه" Deutsche Bank الألماني في أمريكا، واثنين من زملائها اشتروا شقة بقيمة 1.5 مليون دولار من الشركة المملوكة جزئياً لصهر ترامب في عام 2013.

وهذا الأمر لافت للانتباه لأن فرابليك مسؤولة مصرفية خاصة تعمل منذ فترة طويلة مع دونالد ترامب وكوشنر؛ وقد حصل الاثنان على قروض بقيمة 190 مليون دولار من "دويتشه بنك" في ذلك الوقت. هذا في حين أن المفترض أن البنوك تميل إلى تقييد الموظفين فيما يتعلق بأي تعاملات شخصية مع العملاء، بسبب تضارب المصالح المحتمل. وقد فتح البنك عملية تدقيق داخلية بشأن صفقة شراء الشقة. وأنا أقول لكم، من يريد أن يراهن على أن نتيجة هذا التدقيق ستكون بطريقة ما تقريراً من نوعية: "لا شيء يستحق المراجعة هنا"؟

على الجانب الآخر، وفي حين أن معظم ثروات إيفانكا تأتي من ملكيات عقارية. سيكون مخالفاً لروح النسوية ألا أذكر هنا مسيرة إيفانكا الأدبية. فقد أظهر التقرير السنوي المالي الخاص بها لعام 2018 دفعةً مالية تقدر بنحو 263,500 ألف دولار من مستحقات مالية (يقال إن مجموعها يبلغ 787.500 ألف دولار) عن رائعتها الأدبية الصادرة عام 2017، Women Who Work. ورقم متواضع كهذا هو أحد العوائد التي جنتها إيفانكا ترامب من كتابها الفلسفي الذي تعترف فيه بأنه لم يكن لديها الوقت لتدليك جسدها خلال انتخابات عام 2016.

لكن، ومع الأسف! فقد أورد التقرير أن عائدات إيفانكا من بيع الكتاب هذا العام: "لا شيء (أقل من 201 دولار)". لكن لحسن الحظ، أن لديها مصادر أخرى لتحصل على المال اللازم للتدليك.

وفي الختام، "النساء العاملاتِ حقيقيات" كما اكتشفت إيفانكا في رائعتها، وكذلك الأشخاص الذين يجنون أرباحاً هائلة من الأملاك والإيجارات دون عمل، في الوقت الذي يتظاهرون فيه بالعمل في البيت الأبيض.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أروى مهداوي
كاتبة في صحيفة The Guardian البريطانية
كاتبة في صحيفة The Guardian البريطانية
تحميل المزيد