عاش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحظة محرجة، خلال اتصاله بمحطة الفضاء الدولية لتهنئة جيسيكا مائير وكريستينا كوخ، لسيرهما في الفضاء خارج المركبة، وذلك عندما هنّأهما بكونهما "أول امرأتين تسبحان في الفضاء على الإطلاق".
وساد الصمتُ لحظات، بسبب تأخُّر في الاتصال بين ترامب والمحطة الفضائية، قبل أن توضح جيسيكا أنها وكريستينا ليستا أول امرأتين تتجولان في الفضاء، وفقاً لما ذكرته صحيفة Daily Express البريطانية، السبت 19 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الواقع، سارت أول امرأة في الفضاء عام 1984، وتبعتها 14 امرأة أخرى من حينها.
تصحيح معلومات الرئيس
وجاء هذا الخطأ حين كان ترامب يجلس أمام طاولة في البيت الأبيض، وابنته إيفانكا ترامب ونائبه مايك بنس جالسَين على جانبيه، في حين يقف مجموعة من العاملين بوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ومجموعة من فتيات الكشافة في الخلفية.
وقال ترامب وهو ينظر إلى الكاميرا بتركيز: "هذه هي المرة الأولى التي تسير فيها نساء خارج المحطة الفضائية".
وأضاف: "أنتما رائعتان؛ إنهما أول امرأتين تسيران في الفضاء ليغيرا أحد الأجزاء الخارجية في المحطة الفضائية".
وقال: "هما يضطلعان ببعض العمل، ويفعلانه على ارتفاع شاهق، ارتفاع لن يراه سوى قلة قليلة من الناس"
وبعدها يمكننا سماع جيسيكا وهي تصحح معلومات الرئيس، موضحة أن هذا الحدث يمثل المرة الأولى التي تسبح فيها امرأتان في الوقت نفسه خارج المركبة الفضائية.
وقالت كريستينا: "لا نريد أن نتلقى كثيراً من الثناء، لأن عديداً من النساء الأخريات سِرن في الفضاء من قبل"، وأضافت مستدركةً: "لكن هذه هي المرة الأولى التي تذهب فيها امرأتان إلى الخارج في الوقت نفسه".
وكانت سفيتلانا سافيتسكايا قد أصبحت أول امرأة تسير في الفضاء عام 1984، وفقاً للصحيفة البريطانية، وفي السنوات الـ35 التالية، سارت 15 امرأة في الفضاء.
وأمضت جيسيكا وكريستينا سبع ساعات خارج المحطة الفضائية لاستبدال وحدة تحكم طاقة معطوبة، واتجهت المرأتان إلى الهيكل P6 الذي يقع في نهاية المحطة الفضائية لبدء العمل.
وأطلقت وكالة ناسا بثاً مباشراً لسيرهما في الفضاء، والذي يعد حدثاً مهماً لرائدات الفضاء.
استقبال حافل لرائدتي الفضاء
وسبق أن سارت كريستينا في الفضاء بمحطة فضائية أربع مرات. أما جيسيكا، فقد كانت هذه هي المرة الأولى التي تغامر فيها بالسير في الفضاء.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنَّ سير المرأتين بالفضاء حدثَ هذا العام، في وقت أبعد مما كان متوقعاً بالبداية، إذ خُطط لهذه المهمة أن تكون في شهر مارس/آذار، لكن رجلاً حلَّ محل إحدى رائدات الفضاء، لأن بدلة الفضاء لم تكن مناسبة لها.
وخرجت كريستينا، المهندسة الكهربائية، وجيسيكا، التي حصلت على درجة الدكتوراه في علم الأحياء البحرية، من المركبة في زيهما الفضائيَّين التابعين لـ "ناسا"، الساعة الـ11:38 بتوقيت غرينتش (07:38 بتوقيت شرق الولايات المتحدة) يوم الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول.
واستقبل عديد من الشخصيات النسائية البارزة بالولايات المتحدة نبأ سير رائدتي الفضاء في الفضاء باحترام كبير، واعتبرنه حدثاً ذا أهمية وطنية ودولية.
إذ كتبت السيناتورة الأمريكية كامالا هاريس على موقع تويتر: "لأول مرة في تاريخ أمتنا، سار طاقم من الإناث فقط بالفضاء اليوم"، وأضافت: "هو ليس حدثاً تاريخياً وحسب، بل تذكرة بأنه حتى السماء لا ينبغي أن تكون الحد الذي تقف عنده النساء".
وقالت كاثي سوليفان، أول امرأة أمريكية تسير في الفضاء، ونفذت مهمتها قبل 35 عاماً، إن حدث يوم الجمعة أسعدها.
وأضاف متحدث باسم ناسا: "إن إنجازاتنا توفر مصدر إلهام للطلاب في جميع أنحاء العالم، إذ إنها تثبت أن العمل الشاق يمكن أن يقودك إلى ارتفاعات كبيرة، ويجب أن يكون جميع الطلاب قادرين على رؤية أنفسهم في هذه الإنجازات".