رفضت الحكومة الفرنسية منح تعويضٍ لابن واحدة من بين 4 كانوا ضحايا هجوم إرهابي وقع في جبال الألب الفرنسية بسبب خلافٍ على تهجئة اسم والده.
وأوضحت صحيفة The Daily Mail البريطانية أن الابن البالغ من العمر 52 عاماً، يعاني مرضاً دماغياً شديداً، وقد أُجبر على الإقامة بدار رعايةٍ في بريطانيا منذ مقتل والدته ومُدبِّرة شؤونه سهيلة العلاف؛ إثر إصابتها بطلقٍ ناريٍ في سبتمبر/أيلول من عام 2012، وهي في سن الـ74.
3 ضحايا هجوم إرهابي في جبال الألب الفرنسية
وحسب تقرير للصحيفة البريطانية، نشرته الأحد 24 مارس/آذار 2019، كانت سهيلة العلاف قد قُتلت على يد قاتلٍ مجهولٍ أرداها هي وابنتها إقبال الحلّي وزوج ابنتها سعد الحلّي، وهم من سكان قرية كلايغيت بمدينة سوري الإنجليزية>
وقد قُتلوا جميعاً على طريقٍ جبليةٍ نائيةٍ قرب مدينة آنسي الفرنسية. كما قُتل دراجٌ محليٌ يبلغ من العمر 45 عاماً، يدعى سيلفيان مولير.
لكن ابنتي سعد الحلي قد نجتا. زينة، التي كانت تبلغ من العمر وقتها 4 سنواتٍ، اختبأت في دوَّاسة سيارة العائلة الـ "بي إم دبليو"، بجوار جثتي أمها وجدتها.
أما شقيقتها زينب، التي كانت تبلغ من العمر 7 سنواتٍ، فقد أُصيبت بطلقٍ ناريٍ وضُربت، لكنها نجت.
وبموجب القانون الفرنسي، يحق لابن سهيلة العلاف، الذي يعاني وسواسٍاً قهريٍاً يجعله يعجز عن الخروج دون رقابةٍ، يحق له أن يحصل على تعويضٍ ماديٍّ، لأن أمه وشقيقته ضحايا هجوم إرهابي قد قُتلتا في اعتداءٍ إجراميٍّ.
خطأ في الترجمة يحرم ابن الضحية من تعويض مالي!
لكن مسؤولي مؤسسة Fonds de Garantie -المكافِئة لهيئة التعويض عن الإصابات الجنائية- يقولون إنه ليس مؤهَّلاً للحصول على التعويض، لأن اسم والده مكتوب بتهجئة مختلفة عن المكتوبة في شهادة ميلاد شقيقته.
ففي إحدى الوثيقتين كان اسم الأب "طاهر"، في حين كان في الأخرى "ظاهر"!
ورغم الاعتراف بأنه ابن سهيلة العلاف، وأن مترجماً خبيراً مكلَّفاً من محاميه قد أكد أن الاختلاف ناشئ ببساطةٍ من زلّةٍ في الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، فقد ادعت السلطات الفرنسية أن هذا الاختلاف يعني أنه ليس قريباً لشقيقته!
وتقول محاميته، إيزابيلا باثورست، وهي من مؤسسة Slater and Gordon: "ذلك يتخطى مستوى الهزل".
وتابعت باثورست: "لقد ركزت السلطات الفرنسية على خطأ غير منطقيٍ، وغير ذي صلةٍ لتُعقِّد موقف الأسرة". وأضافت: "سيُدفع التعويض للابن، الذي يرغب في إبقاء هويته مجهولةً، ليعيش قرب عائلته في بريطانيا".
بينما لا تزال الشرطة تبحث عن القاتل
ويقول قريبٌ للعائلة: "فقدان والدته في ظروفٍ كتلك كان مدمِّراً تماماً". وتابع: "لقد كانت كل عالمه، لقد رعته، ودعمته، ومنحته الثقة والقدرة على عيش حياةٍ جيدةٍ بعض الشيء".
من جهةٍ أخرى، قال مصدرٌ في مؤسسة Fonds de Garantie إنه من غير المسموح به مناقشة حالات الأفراد "علانيةً". وتصر الشرطة الفرنسية على أن التحري عن قاتل ضحايا هجوم إرهابي ما زال جارياً.
تفترض إحدى النظريات أن مولير، الدرّاج الذي أصابته 7 رصاصاتٍ، كان هو الهدف لعملية الاغتيال، وأن عائلة الحلّي كانت في المكان والوقت غير المناسبَين فقط.