أعلنت شابة مسلمة تُدعى راشنا فاروق استقالتها من وظيفتها كمسؤول اتصال في قناة Sky News الاسترالية عقب هجوم كرايستشرش في نيوزيلندا لأنها شعرت أن المعلقين كانوا يزيدون الاستقطاب والخوف، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وكتبت راشنا فاروق لموقع شبكة ABC الأسترالية بعد استقالتها من Sky News: "أحياناً كنت أشعر أنني مريضة جسدياً وأحياناً أخرى كنت أبكي داخل سيارتي أثناء عودتي للمنزل. ظللت أتنازل عن قيمي. ليس فقط قيمي كإحدى أفراد ديانة تُلام وتُنبَذ باستمرار في برامج هؤلاء المتعصبين، وإنما كصحفية طموحة أيضاً".
وأضافت راشنا التي عملت 3 سنوات في القناة: "لقد تنازلت عن قيمي ومبادئي عندما كنت أقف عاجزة وأنا أشاهد المعلقين والنقاد يغرسون المزيد من الخوف في نفوس المشاهدين".
وانتقد كريس كيني وهو أحد معلقي قناة Sky News موقع ABC لنقله كلام راشنا.
وعُدلت نسخة أصلية بسبب ادعاء راشنا أن قناة Sky NewsAustralia بثت صوراً من داخل المسجد. فيما قالت القناة إنها بثت مشاهد من الفيديو المباشر وليست صوراً من داخل المسجد.
حوارات عنصرية شهدتها راشنا
وعَدَدت راشنا الحوارات التي شهدتها وكانت مزعجة بالنسبة لها متضمنة قول السياسي الأسترالي كوري برناردي إنه يطالب بحظر النقاب، وحديث السياسية الأسترالية بولين هانسون عن شعارها "من الجيد أن تكون أبيض اللون" وادعاء السياسية الأسترالية برونوين بيشوب أن "الحرب" قد أُعلنت على الثقافة الغربية.
وتابعت راشنا: "كنت أتلقى المكالمات من المشاهدين الذين كانوا يصيحون بأن المهاجرين والمسلمين يدمرون أستراليا. ولكنهم لم يكونوا على علم بأن الشخص الذي يتحدث إليهم ينتمي إلى الفئتين".
وأضافت راشنا: "كنت أقف خلف أبواب الأستديو بينما كانوا ينتقدون كل أقلية في البلاد -ومنها أقليتي- مما يزيد الاستقطاب وجنون العظمة بين المشاهدين".
يشار إلى أن راشنا كانت تعمل موظفة اتصال متعاقدة بأستديو كانبرا التابع للقناة الإخبارية الاسترالية في مقر البرلمان، حيث كانت تساعد ضيوف الأستديو وتساعد في الأعمال المكتبية. وقالت إنها كانت تأمل أن تحصل على وظيفة ثابتة بعد التخرج من الجامعة.
وتابعت: "كصحفيين شباب ينبغي أن نتصرف وفق أخلاقنا في الوقت الحاضر بدلاً من أن يأتي وقت في المستقبل نزعم فيه أن بإمكاننا تقديم ما هو أكثر من الكلام. وما رأيناه من تناول إعلامي لمذبحة كرايستشرش قد يكون له عواقب على حياتنا".
Sky News تعلق على الاستقالة
وقال المتحدث باسم قناة Sky News: "نحترم قرار راشنا ونتمنى لها التوفيق في كل مساعيها المستقبلية. وكمحطة أخبار وشؤون محلية، تلتزم Sky News بالحوار والنقاش الحيويين لديمقراطية سليمة".
تعرضت وسائل الإعلام للضغط بعد الحادثة، إذ أُثيرت التساؤلات حول منح سياسيين ذوي آراء متشددة منصات للتعبير عن آرائهم.
واعتذرت شبكة ABC الأسترالية عن البث المباشر للمؤتمر الصحفي للسياسي الأسترالي فريزر أنينغ، الذي عقده بمدينة بريزبان، عبر موقع فيسبوك.
وقال رئيس التحرير التنفيذي لقناة ABC الإخبارية كريغ مكمورتري إن قرار عدم نقل المؤتمر الصحفي مباشرة على أي من منصات ABC لم يصل إلى منتج مواد الشبكات الاجتماعية الذي بثه عبر فيسبوك.
واعترف مكمورتري، لرافائيل إبستين الصحفي بإذاعة ABC Melbourne أن ذلك كان خطأً.
وقررت شبكة ABC الاسترالية صباح يوم الجمعة 15 مارس/آذار 2019، عدم عرض أي لقطات التقطها القاتل بكاميرا GoPro، ولكن القناة السابعة والتاسعة وSky News عرضت لقطات مختلفة يجري فحصها الآن من قبل جهات مراقبة وسائل الإعلام.
وقال ماكمورتري: "هذا الحدث تضمن الكثير من الأخبار التي كانت تنهمر وكان يتعين اتخاذ قرارات تحريرية سريعة. ولكن لا يجري الأمر دائماً على ما يرام".
وأضاف "هناك خلاف مشروع حول إمكانية عرض أي صور مزعجة أو كشف هوية القاتل لأن ذلك ما يريده هذا الشخص بالضبط".
وتابع: "لكن نقل الأخبار وتحليل كيفية حدوثها يصب في الصالح العام. وهو ما يفعله الصحفيون المسؤولون، ولكن الاختبار في إمكانية القيام بذلك دون إعطاء القاتل المزعوم الظهور الإعلامي الذي يسعى لنيله.
ووفقاً للمرصد الإعلامي، عرضت القناة السابعة والتاسعة لقطات من داخل المسجد في آن واحد.