مُنع الشيخ شادي السليمان، أحد أبرز رجال الدين المسلمين الأستراليين، من دخول نيوزيلندا، في أعقاب مذبحة كرايستشرش، ولكن جرى إلغاء الحظر عن الداعية الأسترالي المسلم بعد تقديمه شكوى إلى الحكومة الأسترالية.
وقالت صحيفة Stuff النيوزيلندية، الثلاثاء 19 مارس/آذار 2019، إن الخبر سوف يُثير تساؤلات حول سبب وجود الشيخ في قائمة حظر السفر النيوزيلندية، خاصة في ضوء الاتهامات الموجَّهة إلى أجهزة الأمن الأسترالية وشركائها الدوليين، التي تقول إنهم يركزون أكثر من اللازم على التطرف الإسلامي مقارنة بإرهاب التيار اليميني.
الشيخ شادي على قائمة اغتيالات داعش
وبصفته رئيساً لمجلس الأئمة الوطني الأسترالي، يقدم الشيخ شادي المشورة للحكومات حول القضايا الإسلامية الرئيسية. ووضع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اسمه على قائمة اغتيالات، مما يستدعي قتله.
وكان من المقرر أن يسافر إلى كرايستشرش، الإثنين 18 مارس/آذار 2019، لمساعدة الجاليات المسلمة، في الوقت الذي تستعد فيه للمهمة الصعبة المتمثلة في دفن 50 من ضحايا حادث إطلاق النار الجماعي الذي وقع يوم الجمعة 15 مارس/آذار.
ومع ذلك، قال الشيخ شادي إنه تلقَّى تعليمات من سلطات نيوزيلندا بعدم الذهاب إلى المطار؛ لأنه لن يُسمح له بالسفر دون تأشيرة خاصة.
وقال لصحيفتي The Sydney Morning Herald وThe Age الأستراليتين: "شعرت بالصدمة. من المحزن أن أرى حدوث أمر كهذا، خاصة في مثل هذا الوقت المليء بالتحديات والصعوبات".
وقال الشيخ شادي إنه أثار القضية مع مسؤولين في الحكومة الأسترالية في وزارة الشؤون الداخلية، ومُنح تأشيرة خاصة في غضون 24 ساعة، الثلاثاء 19 مارس/آذار.
وتعرَّض لهجوم بسبب انتقاده الشذوذ الجنسي
وقد هاجم العديدون الشيخ شادي عام 2016، بسبب آرائه حول الشذوذ الجنسي، بعد ظهور مقطع فيديو له قال فيه إن الشذوذ الجنسي هو المسؤول عن "انتشار كل هذه الأمراض".
وجاء ذلك مباشرة في أعقاب حضور الشيخ إفطاراً في كيريبيلي هاوس، أحد مقارّ إقامة رئيس الوزراء الأسترالي، كضيف على رئيس الوزراء آنذاك مالكولم تيرنبول، وشجب تيرنبول هذه الآراء، ووصفها بأنها "غير مقبولة".
وحظر قانون سنّته الدنمارك في أبريل/نيسان 2018، بعضَ الدعاة، بمن فيهم الشيخ شادي، من دخول البلاد. وحظرت الدنمارك أيضاً النساء اللاتي يرتدين النقاب في الأماكن العامة.
وأكدت مصلحة الهجرة النيوزيلندية أن الشيخ شادي مُنع من دخول البلاد بسبب الحظر الذي فرضته عليه الدنمارك العام الماضي.
وقالت مديرة الحدود الوطنية ستيفاني غريثيد: "بإمكان مصلحة الهجرة النيوزيلندية التأكيد على أنه جرى إخطار السيد السليمان بأنه لا يمكنه السفر إلى نيوزيلندا من دون تأشيرة، نتيجة حظره من السفر إلى الدنمارك".
الدنمارك سبب منعه من دخول نيوزيلندا
وأضافت: "بسبب الحظر، طَلبَ الشيخ شادي الحصول على ما يُعرف بتوجيه خاص يتيح له الحصول على تأشيرة. ومع مراعاة جميع ملابسات الموضوع، حصل السيد السليمان على التوجيه الخاص، وتأشيرة زائر مدتها شهر واحد".
وقالت ستيفاني إنها لا تستطيع الإدلاء بتصريحات أخرى، لأسباب قانونية ودواعي الخصوصية.
ورفض متحدث باسم رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون التعليق. وقال المتحدث باسم مجلس الأئمة بلال رؤوف، إن أي ضغوط على نيوزيلندا من المسؤولين الأستراليين جاءت عن طريق وزارة الداخلية، وليس موريسون، أو وزير الهجرة الأسترالي ديفيد كولمان.
وقال: "لا نفهم أسباب وضعه على قائمة الحظر، هذا أمر سيبحث فيه الشيخ شادي، وسيسعى لمعالجته".
ويخطط الشيخ شادي الآن للسفر إلى نيوزيلندا الأربعاء 20 مارس/آذار. وقال إنه "لن يطرح أي افتراضات" حول سبب إدراجه في قائمة حظر السفر.
وقال: "من المؤسف أن نرى أنه في بعض الأحيان لا تجري أمور التحري بصورة صحيحة".