في أول يوم من الأسبوع، ومع عودتهم للجامعات والعمل، عبَّر النيوزيلنديون، الإثنين 18 مارس/آذار 2019، عن تضامنهم الكبير مع ضحايا مجزرة المسجدين، مُظهرين حزنهم وصدمتهم الشديدين مما جرى.
و أعرب نيوزيلنديون -على اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والسياسية- عن تضامنهم مع ذوي الضحايا، مؤكدين تلاحمهم في وجه الإرهاب.
وكان هذا الموقف واضحاً، عندما تجمع الناس حول أقرب نقطة مسموح الاقتراب منها قرب المسجد الذي وقعت فيه الجريمة، ووضعوا الزهور وقدموا التعازي لأهالي الضحايا.
واستمر هذا التضامن مع أول يوم عمل من أيام الأسبوع، عندما نظَّم مئات الطلبة في جامعة كانتبري في مدينة كرايس تشرش وقفة حداد على أرواح الضحايا.
وأظهر مقطع فيديو، نُشر على موقع تويتر، وقوف مئات الطلبة بصمت وذهول على صوت الأذان الذي رُفع في الجامعة.
My heart 😭
Students gather in respect of The Azaan (Muslim call to prayer) at Canterbury Christchurch University standing in solidarity with the Muslim community in New Zealand.
Retweet ❤️ pic.twitter.com/09pEZaF7WG
— StanceGrounded (@_SJPeace_) March 18, 2019
ولم نتمكن في موقع "عربي بوست" من التأكد من صحة الفيديو، إلا أنه ومن خلال بحثنا على تويتر، وجدنا فيديو آخر لنفس الوقفة مع صوت الأذان، يتم تداوله بحسابات أجنبية.
Adzan in University of Canterbury, Christchurch. #KiaKahaChristchurch pic.twitter.com/gJnrEnFVkh
— pulpul. (@SharifulAiman) March 18, 2019
رفضاً للهجوم الإرهابي
وأعرب نيوزيلنديون -على اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والسياسية- عن تضامنهم مع ذوي الضحايا، مؤكدين تلاحمهم في وجه الإرهاب.
وقالت "ياما نبي"، التي فقدت والدها الأفغاني "داود نبي" في الاعتداء الإرهابي: "إن جميع أفراد الشعب متساوون في البلاد بغض النظر عن معتقداتهم وانتماءاتهم السياسية".
وأضافت: "أود أن أبعث برسالة من هنا وهي أننا نعيش لمرة واحدة في هذه الدنيا، ولا يزهق أحد روح أحد، فالله وحده مَن يقبض أرواحنا".
بدوره، قال الحاخام "مندي كولوتين" إنه جاء إلى مسجد النور (أحد المسجدين اللذين تعرضا للهجوم) ليوصل رسالة دعم من المجتمع اليهودي بمدينة أوكلاند (شمال) إلى أشقائهم المسلمين للتخفيف من آلامهم، مضيفاً: "نحن أسرة واحدة".
واستهدف الهجوم الدموي مسجدين بمدينة "كرايست تشيرش"؛ وقُتل فيه 50 شخصاً، أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون، حسب أحدث البيانات الرسمية، فيما تمكنت السلطات من توقيف المنفّذ، وهو أسترالي يدعى "بيرنتون هاريسون تارانت".
وسجل الإرهابي "تارانت" لحظات استعداده وتنفيذه أعمال القتل الوحشية، وبث بعضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في أعنف يوم شهده تاريخ البلاد الحديث، بحسب رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن.
وعقب الهجوم مباشرة، أظهر الشعب النيوزيلندي أجمل نماذج التضامن من المسلمين، من خلال بنائه نصباً تذكارياً لضحايا الهجوم في الشارع الذي يقع فيه المسجد، وتركه الورود على النصب على مدار اليوم.