بدأت السلطات في نيوزيلندا، الإثنين 18 مارس/آذار 2019، بتسليم أهالي الضحايا جثث ذويهم، الذين قضوا في مجزرة المسجدين التي راح ضحيتها 50 شخصاً.
وقال نائب مفوض الشرطة والي هوماها إن أول جثة لأحد ضحايا إطلاق النار رفضت عائلتها استلامها، موضحاً أن العائلة فقدت اثنين من أفراد أسرتهم، وطالبت بتسلمهما معاً، بحسب صحيفة Stuff النيوزيلندية.
وأضاف: "إنهم فقدوا اثنين من أفراد العائلة وسيأخذون الجثتين معاً عندما ينتهي تشريح الجثة الثانية".
وقال هوماها إن الشرطة تأمل في الإفراج عن المزيد من الجثث بحلول منتصف هذا الأسبوع. وكُلِّف تسعون من العاملين في تحديد هوية ضحايا الكوارث لأداء هذه المهمة.
عملية الدفن ستكون معقدة
وحول عمليات الدفن، قال هوماها إنها ستكون "عملية معقدة".
وأضاف: "سيكون هناك الكثير من القرارات. إذ يوجد أولئك الذين سيرغبون في العودة إلى ديارهم. وأولئك الذين يريدون دفن موتاهم في حدود إطار زمني من تسلمهم الجثث. وآخرون يريدون التعاون وإقامة جنازة جماعية".
وقال هوماها إن قبيلة نغاي تاهو وأئمة مسلمين شاركوا في الدعاء والصلاة وزاروا مسجديّ النور ولينوود صباح اليوم الإثنين 18 مارس/آذار.
وقال: "نأمل أن تفتح أبواب هذين المسجدين بحلول نهاية الأسبوع حتى تتمكن الجالية المسلمة من العودة وإقامة الصلاة".
وفي الوقت نفسه، سينتقل مركز الأزمات الذي أقيم في مدرسة Hagley Community College قريباً إلى مركز Canterbury Horticulture في حديقة هاغلي، أمام مشفى كرايستشيرش.
الحب هو ردهم على الكراهية
وقالت ريهانا علي، من اتحاد الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا (FIANZ)، إن إعداد جثث الضحايا لدفنها سيجعل الناس يتعاطفون مع موتهم المأساوي.
وقالت: "نتعامل مع الجثة كما لو أن صاحبها لا يزال على قيد الحياة. إذ نغطيها ونستخدم الماء الدافئ فقط ونطهرها كما نتطهر قبل أن نصلي".
وتضيف: "فور أن ننتهي من غسل الجثة، نلفها بقطعة قماش بيضاء غير مخيطة. ونفعل ذلك لأننا نؤمن بالآخرة. إننا نؤمن بحياة القلب، وأن كل ما نأخذه معنا هو القلب عندما نعود إلى الله، ونترك أي شيء آخر امتلكناه خلفنا، وهذا ما تمثله تلك الأقمشة البيضاء، وبعد ذلك تُسلم الجثث إلى عائلاتها وتُقام مراسم الدفن".
وتتابع قائلة: "إننا نحاول من خلال كل هذا أن نتذكر أن ما نريد أن نعيده إلى هذه المأساة، وإلى هذا الرعب، هو شعور التعاطف. والشيء الرائع هو أننا وجدنا أفراد الجالية المسلمة المحلية هنا يشعرون بحزن عميق ولكنهم لا يشعرون بالكراهية. كان الحب هو ردهم على الكراهية البالغة، كان أمراً رائعاً".
وقال رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا الدكتور مصطفى فاروق إن الروح المعنوية للجالية المسلمة في نيوزيلندا لم تتحطم في أعقاب هجوم يوم الجمعة 15 مارس/آذار.
وقال: "أعتقد أن هؤلاء الأفراد اليمينيين الذين يحاولون الترويج للكراهية في جميع أنحاء العالم اختاروا بلدنا الجميل والسلمي للسبب نفسه الذي يجعلنا نشعر بالفخر عندما نقول إننا نعيش في واحدة من أفضل البلدان في العالم".
ويضيف: "وأود أن أبعث إليهم برسالة: لقد فشلوا فشلاً يُرثى له. لأن ما فعلوه لم يؤدِ إلا إلى زيادة الشعور بالحب والشعور الذي نكنه تجاه بلدنا".
وقال إمام مسجد النور جمال فودة إن دعم الشرطة والفرق الطبية والحكومة ساعد في التخفيف من وقع "المأساة المروعة".