قالت صحيفة NZ Herald النيوزيلندية إن قطاع الأعمال التعليمية الدولية في نيوزيلندا، والبالغ حجم أعماله 5 مليارات دولار، يستعد لتلقّي ضربة هائلة، عقب مجزرة نيوزيلندا التي وقعت في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش، ولكن بعض الطلبة المسلمين يقولون إنَّ دعم الجمهور والعامة لهم قد يشجع الطلبة على القدوم إلى الجامعات النيوزيلندية .
وقد صرح رئيس أكاديمية التجارة الوطنية، الواقعة في مدينة كرايست تشيرش، كريغ موسون، إن بعض الطلبة من أمريكا الجنوبية غير المسلمين كانوا ينوون التسجيل والانضمام إلى فصوله الدراسية، ثم قرروا عدم المجيء بسبب الهجمات.
طلبة أجانب يتراجعون عن الدراسة في نيوزيلندا
وأشارت الصحيفة النيوزيلندية، الإثنين 18 مارس/آذار 2019، إلى نشر ضابط شرطة أردني على صفحة فيسبوك الخاصة بجامعة كانتربري: "بصفتي مسلماً… قبل هذه الجريمة كنت أريد المجيء إلى نيوزيلندا.. ولكنني الآن غيرت رأيي".
ولكن رئيس رابطة الطلبة المسلمين بجامعة كانتربري، باريز شاه، قال إن "الحب الذي يجده في كل مكان" يشجعه.
وقال: "أعتقد أن ذلك سيترك في النهاية تأثيراً إيجابياً. بغضّ النظر عن مقدار الأمور السلبية التي تظلل الموقف، أعتقد أن المجتمع النيوزيلندي رائع، وأعتقد أننا سنتخطى هذه الأزمة".
وحضر آلاف الطلبة وأعضاء التدريس إلى فعالية غداء تحت عنوان "مترابطون معاً"، في جامعة كانتبري، الإثنين 18 مارس/آذار 2019، لتقديم الدعم للمجتمع الإسلامي.
واجتمع جيش الطلبة المتطوعين، الذي تأسس عام 2011 لمساعدة المتضررين من زلزال كرايست تشيرش، مع إدارة الجامعة ورابطة طلاب الحرم الجامعي الرئيسي، لعرض توفير وسائل النقل للجنائز التي تقام لـ50 قتيلاً من ضحايا الهجوم.
استضافت نيوزيلندا أكثر من 125.000 طالب دولي عام 2017، من بينهم نحو 12.000 في كانتربري، وبينهم مسلمون من شبه القارة الهندية، وماليزيا، وإندونيسيا، والشرق الأوسط، وفيجي.
بعد مجزرة نيوزيلندا التي أودت بحياة 50 شخصاً
وكان للهجوم الذي شنّه مسلح على مسجدين تأثير نفسي على الطلبة المسلمين في جميع أنحاء البلاد.
قال سهيل الدين، منسق الفعالية برابطة الطلبة المسلمين في إحدى الجامعات النيوزيلندية ، إن الطلبة الذكور عادة لا يتم تصنيفهم بأنهم مسلمون، ولكن الطلبة الإناث المرتديات الحجاب يكنَّ دائماً معرَّضات للخطر.
وقال: "أعرف كثيراً من الطالبات قررن عدم الحضور إلى الجامعة خلال الأيام القادمة، بسبب الخوف".
وقال نائب رئيس رابطة الطلبة المسلمين بجامعة أوتاغو، ناصر تاميري، إن بعض الطالبات في ديوندين خائفات حتى من الذهاب إلى التسوق مرتدياتٍ الحجاب بعد هذا الهجوم.
ولكنه قال إن هناك مجموعة تطوعية، مراقبة الحرم الجامعي، تعرض توصيل الطالبات "إلى المتاجر أو إلى أي مكان". وفي كرايست تشيرش، قال شاه إنه اختار، مع طلبة آخرين، ارتداء ملابسهم الإسلامية التقليدية اليوم.
وقال: "قررنا ارتداء ملابسنا التقليدية كل يوم تقريباً في الجامعة، لنقول لأخواتنا الطالبات إنهن لسن وحدهن، وإننا نقف إلى جانبهن".
مجهودات إضافية لتسويق الجامعات النيوزيلندية
قالت طالبة الدكتوراه فاراهناز خوسرافي، البالغة من العمر 47 عاماً، ورئيسة المجتمع الإيراني بإحدة الجامعات النيوزيلندية ، والتي لا ترتدي الحجاب، إنها ارتدت الحجاب يوم السبت التالي للهجوم، لدعم ابنتها البالغة 15 عاماً والتي اختارت ارتداء الحجاب.
وقالت: "كثير من السيدات قلن إنهن مستعدات لارتداء وشاح الرأس، لدعم النساء اللاتي يرتدين الحجاب إذا شعرن بالخوف".
وقال موسون، الذي يرأس مجموعة القطاع الوطني للتعليم العالي المستقل في نيوزيلندا، إن الوكالة الوطنية لتسويق التعليم "تعليم نيوزيلندا" تنسق جهودها، لإخبار الطلبة الأجانب المحتملين بأن نيوزيلندا لا تزال آمنة وترحب بهم.
وقال: "لا بد من أن نوصل رسالة إيجابية بأنه هجوم فردي ومعزول بلا أي دعم شعبي، ولكن يجب أن يتم ذلك بطريقة حريصة ومتفهمة".