تحدَّث نجل آخر ضحايا مسجدي نيوزيلندا لصحيفة Stuff النيوزيلندية عن اللحظات الصعبة التي عاشها قبل أن ينجو بأعجوبة.
فبينما كان منفذ الهجوم على المسجد يقود سيارته مبتعداً عن المذبحة، التي تسبَّب فيها في جادة دينز بمدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، رصده أبٌ وابنه في طريقهما لأداء صلاة الجمعة، وهما محمد أمين ناصر وابنه ياسر، محلل البرمجيات في مجلس مدينة كرايست تشيرش.
رأى ياسر البندقية أولاً، وأخبر والده أنَّ عليه الفرار ركضاً، وبينما يركض الاثنان استدار ليطلب من والده الانبطاح أرضاً.
كان والده جاثياً على الأرض بالفعل، لكن ليس لأنَّه نفَّذ تعليمات ابنه، بل كان الدم يتدفق من جرحٍ في جانبه وأسفل ظهره، بعدما انتبه له القاتل ووجَّه له 3 رصاصات.
لكن لحسن حظه فقد استخرج الجراحون الرصاصات الثلاث من جسده، فيما قال ياسر إنَّ الأطباء كانوا متفائلين حيال فرص نجاته.
ويُعتقد أنَّ ناصر هو آخر شخص أطلق عليه المسلح النار في محيط المسجد.
قال ياسر إنَّه ووالده أوقفا سيارتهما قرب فندق أرغايل أون ذا بارك، الجمعة 15 مارس/آذار، وبدآ في السير نحو المسجد على طول شارع دينز.
وكانت أول علامة تنبئ بوجود مشكلة هي سماعهما دويّ رصاصة، لكنهما لم يأخذاها على محمل الجد، حتى سمعا دويّ رصاصةٍ أخرى بعدها.
ويقول ياسر عن تلك اللحظة: "بعد سماعنا الرصاص شاهدنا مسلحاً على بعد حوالي 20 متراً. أخبرتُ والدي: لا بد أن نهرب".
وحينها توقَّف المسلح على بعد حوالي خمسة أو ستة أمتار وهو في سيارته.
يقول ياسر: "ما إن رأيت البندقية في يده حتى بدأنا في الركض، وبعد بضع خطوات استدرت لأقول لوالدي: أرجوك أنت بحاجة لأن تجلس أرضاً، وكان بالفعل مستلقياً على الأرض وهو مضرج في دمائه".
بينما هرع إلى السيارة للحصول على هاتفه لطلب الطوارئ، وقد تمكَّن ضابطا شرطة من إيقاف النزيف.
وقال عن ذلك: "كنتُ أصرخ باكياً: أنقذا والدي، أرجوكما. لم أشهد في حياتي أي إطلاق نار، كانت صدمةً هائلة بالنسبة لي".
كان والده ما زال واعياً، ولكنه يتألم، ولم يكن يتحدث في تلك اللحظة، إذ قال ياسر: "كانت عيناه ترويان القصة".
وبعدها، وصلت سيارة إسعاف وأخذته هو وأباه إلى المستشفى، وتبيَّن أنَّ رئتيه وكليته أصيبت بجروح بالغة.
واليوم السبت 16 مارس/آذار 2019، كان ياسر يفكر في شقيقيه في باكستان، وشقيقته في إيطاليا، ويقول: "أشعر بالذنب قليلاً لأنَّني لم أستطع إنقاذ والدي".