وسائل الإعلام الكورية الشمالية ترسم صورةً ورديةً لرحلة كيم جونغ أون

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/01 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/01 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش

تطرَّقت وسائل الإعلام الكورية الشمالية إلى محادثات نزع الأسلحة النووية بين كيم جونغ أون ودونالد ترامب، مع حذف موضوعٍ رئيسيٍّ واحد وهو فشلهم في التوصُّل إلى توافقٍ حول الخلافات بشأن العقوبات.

وقدَّمت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية روايةً إيجابيةً في مجملها عن اجتماع يوم الخميس في هانوي، قائلةً إن البلدين عمَّقا "احترامهما وثقتهما المتبادلة"، واصفةً القمة بالحدث "بالغ الأهمية".

وحسب تقرير The Guardian تناقضت لهجة الخطاب تماماً مع روايات وسائل الإعلام العالمية التي سلَّطت الضوء على الفجوة الواسعة التي أجبرت الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي على الافتراق في هانوي مُبكِّراً دون التوقيع على معاهدة.

ووصفت صحيفة JoongAng Daily الكورية الجنوبية نتائج القمة بـ"الصدمة الكبيرة". وقالت الصحيفة في تقريرها إن انهيار القمة "سيُشكِّل عبئاً على عملية السلام بين الكوريتين، والتي تسعى إليها حكومة كوريا الجنوبية"، مُشيرةً إلى الآمال التي تبخرت في أن يُساعد الرفع الجزئي للعقوبات على إعادة المشاريع الاقتصادية والسياحية المشتركة بين سول والشمال.

وأضاف تقرير الصحيفة: "لكن تلك الحقيقة تُؤكِّد أن عدم عقد صفقة هو أفضل من التوقيع على صفقةٍ سيئة. وإذا كان الشمال سيفوز فقط في حال عرض تفكيك منشآت التخصيب النووي في يونغبيون، لكانوا تمكَّنوا من عكس هذا المسار كما فعلوا في الماضي. وبهذا تحتفظ بيونغيانغ بوضعها كدولةٍ نوويةٍ بحكم الأمر الواقع، في حين يظل الجنوب عالقاً".

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن كيم وترامب "أبديا رغبتهما" في اللقاء مُجدَّداً، بعد 9 أشهرٍ من أول قمةٍ بينهما، ورحَّبا بـ"التقدُّم الملحوظ" الذي حقَّقوه منذ ذلك الحين، بحسب الوكالة.

وقالت الوكالة، مُشيرةً إلى الشمال باسمها الرسمي: "تبادل الطرفان الآراء بشكلٍ بناءٍ حول القضايا العملية الناجمة عن تأسيس عصرٍ جديدٍ من تحسين العلاقات بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة على أساس التقدُّم".

رافق التقرير بعض الصور لترامب وكيم في أول صفحتين من عدد صحيفة Rodong Sinmun ليوم الجمعة، وهي الصحيفة الكورية الشمالية الرسمية لحزب العمال الكوري، وهو مُؤشِّرٌ على أن وسائل الإعلام الحكومية تسعى لرسم الاجتماع في صورة انتصارٍ دبلوماسيٍ جديدٍ لكيم.

وكتب موقع NK NEWS الكوري في صفحته على تويتر: "كيف غطَّت كوريا الشمالية أخبار النهاية غير المتوقعة لقمة هانوي بالأمس؟"، وأضاف: هيمنت أخبار الاجتماع على أول صفحتين من صحيفة Rodong Sinmun، التي أرفقت التقرير برأيٍ بالغ الإيجابية، واصفةً الحدث بأنه (بالغ الأهمية في بناء الثقة المتبادلة)".

وتميَّزت وسائل الإعلام الكورية الشمالية بلهجةٍ إيجابيةٍ في العموم على مدار الأسبوع. وفي يوم الأربعاء 27 فبراير/شباط، خصَّصت صحيفة Rodong Sinmun صفحتها الأولى بالكامل للحظة وصول كيم إلى هانوي في اليوم السابق، وأرفقت بها مجموعةً من الصور المُلوَّنة.

وأعطت اهتماماً بالغاً للحظة لقاء الزعيمين وتناول العشاء في يوم الأربعاء، رغم أن الأجواء كانت تُشير إلى عقد اتفاقيةٍ أكثر تفصيلاً من البيان الغامض الذي وقَّعوا عليه بسنغافورة في يونيو/حزيران المنقضي.

 

ولكن تطرَّقت وكالة الأنباء المركزية الكورية إلى التحديات المُقبلة بغموض في يوم الجمعة، مُؤكِّدةً أن كيم وترامب سيتعيَّن عليهما تجاوز "العقبات والمصاعب الحتمية" التي عزتها إلى 7 عقودٍ من "العداء والمواجهة" بين البلدين.

ولم تتطرَّق الوكالة إطلاقاً إلى تصريحات ري يونغ هو، وزير خارجية البلاد، الذي عارض رواية ترامب عن المحادثات زاعماً أن كوريا الشمالية طلبت رفع العقوبات جزئياً مُقابل إغلاق مركز يونغبيون للأبحاث النووية، وليس رفع كافة العقوبات كما زعم الرئيس.

تحميل المزيد