«ديكاتلون» تتراجع عن إنتاج حجابٍ رياضي في فرنسا

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/27 الساعة 16:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/27 الساعة 16:40 بتوقيت غرينتش
«ديكاتلون» تتراجع عن إنتاج حجابٍ رياضي في فرنسا

تراجعت شركة ديكاتلون الفرنسية للملابس الرياضية عن طرح حجابٍ رياضي في أسواق فرنسا بعدما دعا العديد من الساسة، بما في ذلك سياسيةٌ من حزب "الجمهورية إلى الأمام" الوسطي الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى مقاطعتها.

وجديرٌ بالذكر أنَّ الحجاب الرياضي الخفيف ذا اللون الواحد الذي أنتجته الشركة، ويُغطي الشعر وليس الوجه، يُباع بالفعل في المغرب وكان من المقرر أن يمتد إلى فرنسا وجميع أنحاء العالم. ولكن بعد اندلاع عاصفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهجوم بعض الساسة على الفكرة، تراجعت الشركة، وقالت إنَّه لن يُطرح للبيع في فرنسا "في الوقت الحالي" حسب تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.

رفض رسمي في فرنسا للحجاب الرياضي

وقالت أغنيس بوزين وزيرة الصحة الفرنسية: "لا أتفق مع ظهور النساء بهذا الشكل. كنت أُفضِّل ألَّا تروِّج شركةٌ فرنسية للحجاب".  

فيما كتبت أورور بيرجي، المنتمية إلى حزب "الجمهورية إلى الأمام" الوسطي الذي يتزعمه ماكرون، تغريدةً أعربت فيها عن معارضتها الفكرة، قائلةً إنَّها ستقاطع متاجر الشركة التي اتهمتها بعدم احترام القيم الفرنسية. وقالت: "بصفتي امرأة ومواطنة، لن أثق مجدداً في شركةٍ لا تحترم قِيَمنا".

ومن جانبها نشرت شركة ديكاتلون تغريدةً دافعت فيها عن منتجها، وذكرت أنَّها تلقَّت أكثر من 500 مكالمة ورسالة بريدية إلكترونية بشأن ذلك الموضوع، يوم الثلاثاء 26 فبراير/شباط، بالإضافة إلى تلقِّي إهاناتٍ وتهديداتٍ موجَّهة إلى موظفيها.

ويُعَد هذا الخلاف هو الأحدث في سلسلةٍ من العواصف السياسية التي أُثيرت حول ملابس المرأة المسلمة في فرنسا.

وهو امتداد لحالة الرفض الخاصة بالنقاب في فرنسا

ففي عام 2010، حظرت حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليمينية النقاب في فرنسا، فاتهمتها جماعاتٌ حقوقية بالإساءة إلى النساء المسلمات.

ومنذ عام 2004، تحظر فرنسا ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية، وكذلك فالعاملون والعاملات في القطاع العام الفرنسي لا يمكنهم ارتداء الحجاب أو رموزٍ دينية ظاهرة في العمل، لأنَّ المتعاملين معهم يجب أن يروهم محايدين.

لكنَّ ارتداء الحجاب ليس محظوراً في الأماكن العامة، ولا الملاعب الرياضية.

وفي عام 2016، أصدر العشرات من رؤساء البلديات في المدن الساحلية الفرنسية حظراً يمنع ارتداء "البوركيني" -وهي ملابس سباحة مخصصة للمحجبات- على الشواطئ. وصحيحٌ أنَّ أعلى محكمة إدارية في فرنسا سرعان ما حكمت بعدم شرعية هذا الحظر، لكن كان هناك خلافٌ سياسي حاد حول مبدأ العلمانية الفرنسي المبني على الفصل الصارم بين الكنيسة والدولة.

إذ حذَّرت جماعاتٌ حقوقية آنذاك من أنَّ بعض الساسة يُحرفون ذلك المبدأ، ويغيِّرونه لمصلحتهم السياسية، ويستخدمونه في استهداف المسلمين عمداً بعد سلسلةٍ من الهجمات الإرهابية.

من جانبها قالت فيونا لازار، وهي برلمانية منتمية إلى حزب "الجمهورية إلى الأمام" الذي يتزعمه ماكرون، إنَّ من العار أنَّ شركة ديكاتلون قد تراجعت عن طرح الحجاب الرياضي، واستسلمت أمام دعوات المقاطعة و "التهديدات العنصرية وكراهية الإسلام الجامحة".

علامات:
تحميل المزيد