أمريكا تسعى لزيادة الضغوط على إيران في مؤتمر وارسو رغم تقاعس أوروبا

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/13 الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/13 الساعة 12:21 بتوقيت غرينتش
U.S. Secretary of State Mike Pompeo and Polish Foreign Minister Jacek Czaputowicz leave after their news conference at Lazienki Palace in Warsaw, Poland February 12, 2019. REUTERS/Kacper Pempel

يجتمع وزراء للخارجية ومسؤولون كبار من 60 دولة في العاصمة البولندية وارسو، الأربعاء 13 فبراير/شباط 2019، حيث تأمل الولايات المتحدة في زيادة الضغط على إيران، رغم مخاوف دول أوروبية كبرى من زيادة التوتر مع طهران.

ويسلط غياب وزراء خارجية القوتين الأوروبيّتين الكبيرتين ألمانيا وفرنسا الضوءَ على التوتر مع الاتحاد الأوروبي، بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 مع إيران، وإعادة فرض العقوبات عليها.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد، التي كانت طرفاً أساسياً في اتفاق إيران النووي لن تحضر أيضاً المؤتمر الذي يستمر على مدى يومين بسبب ارتباطات أخرى، لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سيسافر إلى بروكسل يوم الجمعة للاجتماع معها.

وسوف ينضم مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي إلى بومبيو في وارسو. وهون الوزير الأمريكي من شأن غياب وزراء أوروبيين بارزين عن المؤتمر، وذلك خلال توقف في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا، يوم الثلاثاء، قبل أن يتوجه إلى وارسو.

وقال في مؤتمر صحفي: "بعض الدول سيحضر وزراء خارجيتها والبعض الآخر لا. هذا هو اختيارهم".

"شرق أوسط أفضل وأكثر استقراراً!"

وأضاف: "نعتقد أننا سنحقق تقدماً حقيقياً. نعتقد أنه ستكون هناك عشرات الدول التي تعمل بجدية من أجل شرق أوسط أفضل وأكثر استقراراً، وآمل أن نحقق ذلك بحلول وقت مغادرتنا يوم الخميس".

وبينما فتحت دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا قناة جديدة للتجارة بغير الدولار مع إيران، لتفادي العقوبات الأمريكية وإنقاذ الاتفاق النووي، فقد انتقدت تلك الدول برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.

وقال مسؤول أمريكي كبير بشأن جدول أعمال مؤتمر وارسو "ستكون هناك مناقشات بشأن نفوذ إيران في الشرق الأوسط، ما الذي يمكننا فعله للمساعدة في حمل إيران على أن تكون في وضع أكثر نفعاً، وللتّصدي بشكل جماعي لبعض من سلوكها الضار في المنطقة".

ومن بين الخلافات الأخرى بشأن السياسة، عبَّر حلفاء واشنطن الأوروبيون أيضاً عن القلق إزاء قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا.

 الحضور

يتحدث في المؤتمر أيضاً جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض وصهر الرئيس ترامب، بشأن خطط الولايات المتحدة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ومن غير المرجح أن يخوض كوشنر في كثير من تفاصيل الخطة، غير أن هذه ستكون إحدى المناسبات الأولى التي يتحدث فيها علناً عن المساعي الأمريكية.

وقال المسؤولون الفلسطينيون إنهم لن يحضروا مؤتمر وارسو، بسبب قرار واشنطن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيحضر إلى جانب العديد من المسؤولين من الدول الخليجية.

ولم يتضح مَن الوزراء الذين سيحضرون، نظراً لأن المنظمين رفضوا نشر قائمة بالمشاركين قبل المؤتمر.

واستضافة المؤتمر فرصة لحكومة المحافظين في بولندا، لتعزيز العلاقات مع واشنطن، في وقت يواجهون فيه عزلة متزايدة داخل الاتحاد الأوروبي، وسط نزاع حول التزام الحكومة بمعايير سيادة القانون.

وقال بيوتر بوراس، مدير مكتب وارسو في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية: "هذا جهد واضح للتأكيد على رغبتهم في إرضاء واشنطن". وأضاف: "أهداف المؤتمر تحددها أيضاً الولايات المتحدة وليس بولندا، بولندا ليست سوى المنفذ".

لكن وزير الخارجية البولندي ياسيك تشابوتوفيتش قال إن التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة ضروري لحل المشكلات في الشرق الأوسط.

وقال في تصريحات للصحفيين في وارسو: "الاتحاد الأوروبي في رأيي لا يتمتع وحده بثقل سياسي يكفي لمحاولة التأثير فعلياً في الوضع في الشرق الأوسط".

وأضاف: "لا يمكننا ممارسة نفوذ إيجابي وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط إلا بالعمل مع الولايات المتحدة، وبصورة أعم مع مجتمع الدول الديمقراطية".

وقال ميشال بارانوفسكي، مدير مكتب صندوق مارشال الألماني في وارسو إن نتيجة المؤتمر يمكن أن تُبرز الانقسامات، أو تعزز الاتفاق بشأن إيران.

وقال: "ستثبت النتائج النهائية إلى حدٍّ بعيد ما إذا كان هذا المؤتمر سيُظهر زيادة التوافق أو سيظهر اتساع هوة الخلاف".

علامات:
تحميل المزيد