يسعى رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبدالرزاق الذي يحاكم في أكبر قضية فساد في تاريخ ماليزيا، لاستعادة سُمعته بين المواطنين ويبدو أنَّه وجد منفذاً يعتقد أنه سيساعده في تحقيق ذلك، لقد قام باستئجار أستوديو لتسجيل أغنية يدافع من خلالها عن نفسه.
حسب تقرير صحيفة The Guardian استعان نجيب بفرقة شابة من المغنين المساعدين، في إصدار نسخة من أغنية موسيقى السول الناجحة "Kiss and Say Goodbye" من غناء فرقة The Manhattans في فترة السبعينيات، بعدما ترجم الكلمات إلى اللغة الماليزية وجعلها متوائمة، وذلك في محاولةٍ لاستعادة سُمعته بين الماليزيين.
ويعرب نجيب في الأغنية عن أسفه لخسارة الانتخابات التي جرت في مايو/أيار الماضي، ويتهكَّم على الحكومة الجديدة، ويعلن براءته من تهم الفساد المُوجَّهة ضده، مُدَّعياً أنَّه ضحية "أجندة انتقام وتشهير".
وفي الافتتاحية، يترك نجيب ملاحظةً حزينة في المقدمة المميزة للأغنية، قائلاً: "لابد أنَّ هذا أكثر أيام حياتي حزناً. خرجتُ من الحكم منذ يوم 9 مايو/أيار 2018. وطوال كل هذا الوقت، كنتُ أقاتل من أجل الأشخاص الذين أُحِبُّهم بحق. لكن ماذا بوسعي أن أفعل. آذاني تحالف الأمل بأجندة الثأر والتشهير التي يتبنَّاها. لكنَّني أُسلِّم أمري لله كي يمنحني القوة وأعيد تنظيم تحالف الجبهة الوطنية".
ثُمَّ شرع هو وفريقه من المغنين في أداء النسخة الماليزية من أغنية السول، التي تضم كلمات مثل: "الأمل عالٍ كالجبال، لكنَّه تحطَّم وبات رماداً، لقد وثقتُ بكم، ووثقتُ بكل وعودكم"، وهي فقرة مُوجَّهة مباشرةً لحكومة تحالف الأمل، التي فازت بفارقٍ كبير في انتخابات مايو/أيار الماضي ويقودها مهاتير محمد (93 عاماً).
ومنذ أُطِيح من الحكم، كان سقوط نجيب من عليائه لا يُضاهى. ويأتي إصدار الأغنية قبل أقل من شهر على الموعد المقرر لمثول نجيب للمحاكمة في عشرات التهم المتعلقة بالفساد، وغسيل الأموال، وإساءة استخدام السلطة المرتبط بدوره المزعوم في فضيحة صندوق التنمية الإستراتيجي الماليزي، التي جرى فيها الاستيلاء على مليارات الدولارات من صندوقٍ حكومي وتوزيعها في مختلف أنحاء العالم. ويُتَّهم نجيب كذلك بإساءة استخدام منصبه رئيساً للوزاء للتربُّح من الاستيلاء على الأموال، ويُزعَم أنَّ 681 مليون دولار قد دخلت حسابه المصرفي الشخصي ثُمَّ جرى التستُّر عليها. وفي حال أُدين في كل التهم، قد يواجه حكماً يزيد عن 200 سنة.
ويعلن نجيب باستمرار أنَّه بريء، وتُعَد محاكمته المقبلة محط ترقُّبٍ كبير في ماليزيا.
ونجيب ليس هو القائد الوحيد في جنوب شرق آسيا الذي لجأ للأغاني باعتبارها وسيلة للتواصل مع الناس. إذ يوجد لدى رئيس الوزراء ورئيس الحكومة العسكرية في تايلاند، برايوت تشان أوتشا، اهتمامٌ جانبي بموسيقى البوب، وصدرت أولى أغنياته، "Return To Happiness in Thailand"، بعد استيلاء الجيش على السلطة في انقلابٍ وقع عام 2014. وسجَّل برايوت بعد ذلك عدداً من الأغاني حول تايلاند، بما في ذلك أغاني "Bridge"، و"Because You Are Thailand"، و"Hope and Faith".