بعد إجراء تحليلات لعينات الدم، للمرة السابعة، توصل علماء إلى أن مجرم الحرب رودولف هيس لم يتم استبداله في السجن بشبيه له، خاصة أنه لسنوات طويلة كانت شائعة تقول إن السجين المعروف باسم سبانداو رقم 7 في سجن برلين ما هو إلا منتحل تم استبداله، ليحل محل دور فوهرر الرايخ الثالث.
لكن العلماء اليوم حللوا عينات دم لسبانداو رقم 7، وأخرى لبعض أقارب هيس الأحياء وتوصلوا لوضع حد لهذه النظرية: في النهاية، السجين هو بالفعل هيس حسبما نشرت صحيفة The Guardian البريطانية
وقال مؤلف البحث المساعد البروفيسور جان سيمبر كيسيليتش من جامعة سالزبورغ: "عدم ظهور أي تطابق كان ليدعم نظرية المنتحل، لكننا عثرنا على تطابق".
رودولف هيس وقع في الأسر عام 1941
ووقع هيس في الأسر بعد معركة فردية، وهبوط بالمظلة في اسكتلندا عام 1941، حيث كان يأمل فيما يبدو في التفاوض على اتفاق سلام. وقد تعرض للاحتجاز في مواقع مختلفة من بينها برج لندن، قبل أن يُحاكم في نورمبرج ويحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
في عام 1947، وصل إلى سجن سبانداو، وبقي هناك حتى عُثر عليه منتحراً عام 1987 في السجن الذي كان هو المسجون الوحيد فيه.
لكن كانت هناك شائعة تتعلق باستبداله
لكن ظلت شائعة تسري حتى قبل وصوله إلى سبانداو بأنه شخص بديل. حيث كان طبيبه في سجن سبانداو نفسه من بين الذين آمنوا بهذه النظرية -بحسب مؤلف الدراسة- مشيراً إلى شكوك في رحلته إلى اسكتلندا، ورفضه لرؤية أي من أقاربه حتى عام 1969، وادعاءات فقدانه للذاكرة.
وقد آمن بهذه النظرية سياسيون بارزون من بينهم الرئيس السابق للولايات المتحدة فرانكلين روزفلت. إلا أن عائلة هيس شككت في الفكرة.
وقد كتب سيمبر-كيدسليتش وزملاؤه تقريراً في دورية Forensic Science International Genetics يُفيد بأن استنتاجهم قائم على تحليل لعينات دم أخذت من سبانداو رقم 7 عام 1982. وقد حفظت العينة بإحكام لسنوات لأغراض تعليمية على شريحة مجهر، وحفظت لسنوات من قبل مؤلف آخر للدراسة وهو ريك وول أخصائي علم الأمراض بالجيش الأمريكي.
لكن بعد انتحاره تم تشويه جسده لهذا السبب
وتم تشويه جسد هيس، وحرقه عام 2011، لتجنب أن يصبح قبره مقصداً للنازيين الجدد.
وقد تتبع الفريق أحد أقرباء هيس الذكور، الذي كان يُخفي هويته بحرص. ووفقاً لمجلة the New Scientist -وهي أول من أعد تقريراً عن الدراسة- فقد وافق الرجل على تقديم عينة حمضه النووي، ثم قام الفريق بمقارنتها بالعينة المأخوذة من سبانداو رقم 7، وبحثوا عن علامات الحمض النووي في الجينوم.
وقد نقلت صحيفة The Guardian عن سيمبر-كيدسليتش قوله إن مفتاح الحل كان النظر إلى الكروموسوم Y، قائلاً: "عادة، لا تصلح علامات الحمض النووي المستخدمة في اختبارات الأبوة مع الأقارب البعيدين؛ لكن من ناحية أخرى، كنا نعلم بأن كلا المتبرعين (إذا كان سبانداو رقم 7 هو هيس) يحملان خطاً وراثياً واحداً".
ومع انتقال الكروموسوم Y من الأب إلى الابن، يوفر ذلك إمكانية إجراء تحليل مختلف. وأضاف سيمبر-كيدسليتش: "إن من يملكون خطاً وراثياً غير منقطع، يُظهرون نفس علامات الحمض النووي في كروموسوم Y".
كما صرح المؤلفون بأن من أجروا التحليل لم يكونوا على علم بقصة العينات إلا بعد خروج النتائج.
وقد أظهرت النتائج أن المتبرعَين بالعينات يحتمل أن يكونا أقارب بنسبة 99.99%.
وأضاف سيمبر-كيدسليتش: "نحن متأكدون للغاية بأن كلا العينتين (نتجتا) من نفس الخط الوراثي"، وأكد قائلاً: "إن الشخص الذي أخذت منه عينة الشريحة هو بالفعل رودولف هيس".