شنّ مايكل كوهين، المحامي السابق لدونالد ترامب، هجوماً لاذعاً على الرئيس الأميركي، قبيل إصدار محكمة فيدرالية عليه حكماً بالسجن 3 سنوات، الأربعاء 12 ديسمبر/كانون الأول 2018، بعد إدانته بجرائم عدة، بينها دفع مبالغ لشراء صمت امرأتين هددتا بفضح علاقات غرامية، ادعتا إقامتها مع ترامب.
وقال كوهين في أثناء طلبه تخفيف الحكم عليه من القاضي الأميركي وليام بولي الثالث: "لقد كان عملي التغطية على أفعاله القذرة".
وأضاف كوهين (52 عاماً)، أنه يتحمل مسؤولية جرائمه، "ومن بينها تلك التي يمكن أن تورط رئيس الولايات المتحدة".
وطالب محامو كوهين بعدم سجنه بعدما أقر بذنبه في قضية التهرب الضريبي والإدلاء بشهادات كاذبة لمؤسسة مالية، والمساهمات غير القانونية للحملة الانتخابية الرئاسية، والإدلاء بإفادات كاذبة للكونغرس.
ولكن القاضي بولي قال إنه كان على كوهين "أن يعرف ماذا يفعل"، وحكم عليه بالسجن 2 سنوات، وأمره بتسليم نفسه في السادس من مارس/آذار 2019.
وقال القاضي: "كل واحدة من هذه التهم وحدها تستدعي عقاباً شديداً"، مضيفاً أن كوهين "كان مدفوعاً بطمع وطموح شخصيَّين".
وقبل أن يصدر القاضي حكمه، قال كوهين مخاطباً المحكمة: "اليوم هو اليوم الذي أستعيد فيه حريتي.. لقد كنت أعيش في سجن شخصي وعقلي منذ اليوم الذي قبلت فيه عرض العمل مع قطب العقارات، الذي أعجبت جداً بفطنته في مجال الأعمال".
وأشار كوهين إلى تغريدة لترامب وصفه فيها بـ "الضعيف"، وقال: "لقد كان ضعفي هو ولائي الأعمى لدونالد ترامب".
أموال لشراء الصمت
واعترف كوهين بذنبه في تهم وجهها إليه مدعون فيدراليون في نيويورك ومكتب المحقق الخاص روبرت مولر، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) السابق الذي يحقق في مزاعم التدخل الروسي بانتخابات 2016 وما إذا كانت حملة ترامب تواطأت مع موسكو.
وأقر كوهين بأنه دفع ما مجموعه 280 ألف دولار للعارضة السابقة في مجلة "بلاي بوي" الإباحية كارين ماكدوغال والممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، لشراء صمتهما بعدما هددتا بفضح العلاقات التي ادعتا أنهما أقامتاها مع ترامب خلال حملة انتخابات عام 2016.
وقال كوهين للمحققين إن تلك الدفعات تمت "بالتنسيق مع" ترامب "وبتوجيه منه".
ووصف المدعون تلك الدفعات بأنها مساهمات غير قانونية تهدف إلى التأثير في الانتخابات.
وذكر الادعاء أن كوهين مارس الخداع، "من خلال إخفاء حقائق اعتقد أنه سيكون لها تأثير كبير على الانتخابات".
وسعى ترامب، هذا الأسبوع، إلى التقليل من أهمية تلك الدفعات، وقال إنها "تحويلات مالية خاصة بسيطة"، وإنها تسمى "خطأ" مساهمات في الحملة الانتخابية.
وكتب ترامب على تويتر، أن "كوهين يحاول أن يخفض الحكم عليه".
واعترف كوهين، الشهر الماضي (نوفمب /تشرين الثاني 2018)، بأنه كذب على الكونغرس عن اتصالاته مع روسيا بشأن تشييد "برج ترامب" في موسكو.
ووصل كوهين الى المحكمة مع زوجته وابنه، وابنته التي كانت تسير على عكاز.
وعلى مدى 12 عاماً، شغل منصب نائب رئيس "منظمة ترمب" التي تضم المشاريع التجارية المرتبطة بالعقارات التابعة للرئيس الأميركي، بحيث كان يعد المحامي أحد أهم المقربين منه.
وفي أبريل/نيسان 2018، دهم المحققون مكاتب كوهين ومنزله بنيويورك. وفي أغسطس/آب 2018، أقر بأنه أخفى عن السلطات الضريبية عائدات بقيمة 4 ملايين دولار تدرّها شركات سيارات الأجرة التي يملكها.