منذ صباح السبت الباكر 8 ديسمبر/كانون الأول 2018، توافد المتظاهرون المنددون بزيادة أسعار الوقود وتردي الأوضاع الاقتصادية، إلى مركز العاصمة الفرنسية باريس، لتبدأ الشرطة الفرنسية في مواجهتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، محاولةً إخماد غضبهم قبل وصول مزيد من الحشود إلى الشانزليزيه.
واستعدت الحكومة الفرنسية جيداً لهذا اليوم، الذي دعا فيه متظاهرو "السترات الصفراء" إلى الحشد في البلاد، مطالبين بتحسين مستوى المعيشة، وذلك وسط مخاوف من وقوع أعمال عنف، كما حدث الأسبوع الماضي.
وبدت فرنسا على غير عادتها، بعد أن نشرت الحكومة 89 ألف شرطي، وأغلقت برج إيفل والمعالم السياحية الأخرى والمتاجر، لتجنّب أعمال النهب، وتمت إزالة مقاعد الشوارع، لتجنب استخدام القضبان المعدنية كمقذوفات.
مواجهات واعتقالات
ومع الساعات الأولى من صباح السبت، تواجد قرابة 1500 محتج في شارع الشانزليزيه، بعد أن سمحت الشرطة التي اتخذت تدابير أمنية واسعة، بدخولهم إلى الشارع بعد تفتيشهم، قبل أن تقع مناوشات بينهم.
قال سائق شاحنة عرف عن نفسه باسم داني إنه يخطط كغيره للسير باتجاه القصر الرئاسي للتعبير عن غضبه حيال ماكرون المتهم بمحاباة الأغنياء.
10:38 Cops shooting teargas against #GiletsJaunes protesters in #Paris. #8decembreParis #8Decembre #8decembre2018 #YellowVests #YellowJackets Video by @eha_news pic.twitter.com/4XVLc6LJTS
— Enough is Enough! (@enough14) December 8, 2018
وأضاف السائق البالغ من العمر 30 عاما الذي قدم إلى باريس من ميناء كيان في نورماندي "أنا هنا من أجل ابني. لا يمكنني تركه يعيش في بلد حيث يستغل الفقراء".
وشرعت الشرطة في استخدام الغاز المسيل للدموع ضد "السترات الصفراء"، خلال الاحتجاجات المتواصلة بالبلاد حتى الآن، ما أدى إلى وقوع تصادمات قرب جادة الشانزليزيه وسط باريس بين قوات مكافحة الشغب الفرنسية ومحتجين من حركة "السترات الصفراء".
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لإبعاد مئات المتظاهرين الذين احتشدوا حول منطقة التسوق الراقية وقوس النصر وسط العاصمة الفرنسية، منددين بحكومة ماكرون، ومطالبين برحيله.
وأطلق الغاز المسيل للدموع وسط هتافات: "ماكرون، استقيل".
وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، توقيف 481 شخصاً واعتقال 211، في العاصمة باريس، بحوزتهم أشياء مثل المطارق ومضارب البيسبول وكرات معدنية.
التظاهرات "وحش خرج عن سيطرة"
وكان وزير الداخلية كريستوف كاستانير قد حذّر، أمس الجمعة، من أنَّ "القوة ستبقى للقانون"، عارضاً تدابير أمنية "واسعة النطاق" سيتمّ اتخاذها لهذه المناسبة، ومن ضمنها استخدام آليّات مدرعة لقوّات الدرك، قادرة على إزالة السواتر التي قد ينصبها المحتجّون في العاصمة، كما حدث في الأول من ديسمبر/كانون الأول، في مشاهد انتشرت في جميع أنحاء العالم.
لكن كاستانير وضح سبب مخاوف الحكومة من هذه التظاهرات، وذلك عندما وصف الأحداث بـ"وحش خرج عن سيطرة مبتكريه"، في إشارة إلى حركة "السترات الصفراء".
🔴 LIVE |
Police start to fire tear gas to #GiletsJeunes protesters in Paris — developing pic.twitter.com/TFrFWSyUcz
— Vocal Europe (@thevocaleurope) December 8, 2018
وتقول السلطات الفرنسية إن الاحتجاجات اختطفتها عناصر يمينية متطرفة، وعناصر فوضوية تصرُّ على العنف، وتُثير الاضطرابات الاجتماعية، في تحدٍّ مباشر لماكرون وقوات الأمن.
وتدعو بعض الشعارات التي تُطلَق على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى تغيير النظام، أو رحيل الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي ما زال يلتزم الصمت حتى الآن، غير أنه من المفترض أن يُلقي كلمةً حول هذه الأزمة الخطيرة، مطلع الأسبوع المقبل.
وهذه أكبر أزمة تواجه ماكرون منذ انتخابه قبل 18 شهراً، وقد ترك لرئيس الوزراء إدوار فيليب التعاملَ مع الاضطرابات وتقديم تنازلات.
لكنه يتعرَّض لضغوط للتحدث، بينما تحاول إدارته استعادة زمام المبادرة بعد ثلاثة أسابيع من الاضطرابات الأسوأ في فرنسا، منذ أعمال الشغب الطلابية عام 1968.
وهزت فرنسا أعمال عنف وقعت نهاية الأسبوع الماضي وشهدت إحراق 200 سيارة وتخريب قوس النصر وزجّت بحكومة ماكرون في أسوأ أزمة تواجهها حتى الآن.
وقال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير إنه لا يتوقع أن يشارك سوى "بضعة آلاف" في تظاهرات باريس التي انضم إليها 8000 شخص في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. لكنه تحدث عن وجود "أفراد يتسمون بالعنف الشديد" بينهم.