في خطوة قد تعيد الهدوء إلى شوارع المدن الفرنسية، بعد احتجاجات السترات الصفراء بسبب الزيادات الضريبية، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، أن حكومته تخلت عن زيادة الضرائب على الوقود، بعد أن علّقت العمل بها 6 أشهر فقط، وذلك في أعقاب احتجاجات عنيفة.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي لمجلس النواب بالبرلمان، الأربعاء 5 ديسمبر/كانون الأول 2018، وفق ما نقلته وكالة رويترز: "الحكومة مستعدة للحوار.. لأن هذه الزيادة الضريبية أُسقطت من مشروع قانون ميزانية 2019".
وكانت الحكومة قالت في وقت سابق من الأربعاء، إنها لن تغير نسخة مشروع قانون الميزانية المعروضة حالياً على مجلس الشيوخ، والتي أسقطت منها زيادة الضرائب على الوقود بعد احتجاجات السترات الصفراء .
وفي حين أوضح فيليب في البرلمان، أن الزيادة لن تكون متضمنة في مشروع قانون الميزانية، فإنه لم يفصح عما إذا كان سيجري ضمّها لاحقاً في 2019، في تحديث للميزانية.
عمدة باريس تعارض وزير الداخلية وترحب احتجاجات السترات الصفراء
وبعد التصريحات التي أطلقها وزير الداخلية الفرنسي الثلاثاء 4 ديسمبر/كانون الأول 2018، بخصوص منع أي مظاهرات في العاصمة الفرنسية باريس، وتوعده المحتجين بمزيد من قوات الأمن، قالت عمدة مدينة باريس، آن هيدالغو، الأربعاء، إن أصحاب "السترات الصفراء" المحتجين على ارتفاع أسعار الوقود وتردي الأوضاع الاقتصادية لهم الحق في تنظيم المظاهرات.
وفي تصريح صحافي، الأربعاء، أعربت هيدالغو عن دعمها احتجاجات السترات الصفراء المخطط تنظيمها، يوم السبت المقبل 8 ديسمبر/كانون الأول 2018، على الرغم من دعوة وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستنير، إلى الامتناع عن تنظيمها.
وأدانت أعمالَ العنف التي ترافق المظاهرات، مشيرة إلى أنه لا يمكن منع المظاهرات إلا لسبب تضمُّنها أعمال عنف.
وأضافت عمدة باريس، وفق ما نقلته "الأناضول": " باريس تعود لكل الفرنسيين. من حقهم تنظيم مظاهرات في المدينة، لإظهار ردود فعلهم تجاه الحكومة. على وزير الداخلية أن يتخذ إجراءات أمنية على هذا الأساس".
أكبر أزمة تواجه الرئيس إيمانويل ماكرون بسبب زيادة الضرائب على الوقود
وتعد احتجاجات السترات الصفراء التي عمت مدناً مختلفة في البلاد وسجَّلت أعمال تخريب ونهب، أكبر أزمة محلية تواجه الرئيس إيمانويل ماكرون منذ توليه رئاسة البلاد.
وتشهد فرنسا احتجاجات ينظمها أصحاب "السترات الصفراء" منذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، على رفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة، تخللتها أعمال عنف، حيث استخدمت الشرطة القوة ضد المحتجين.
يشار إلى أن ماكرون اعتبر المشاركين في احتجاجات باريس، السبت 1 ديسمبر/كانون الأول 2018، "مجموعة غوغاء لا علاقة لهم بالتعبير السلمي عن مطلب مشروع".
وقُتل في المظاهرات، المتواصلة منذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، 3 أشخاص وأصيب 1043 شخصاً بجروح، بينهم 222 من رجال الأمن، وتوقيف 424 شخصاً.