قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس السبت الأول من ديسمبر/كانون الأول، إنه اطلع على كل معلومات المخابرات التي لدى أميركا بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وأكد مجدداً أنه لا يوجد دليل ضد وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأضاف بومبيو في مقابلة مع قناة تلفزيون (سي إن إن) في بوينس أيرس على هامش قمة العشرين: "قرأت كل جزئية من معلومات المخابرات التي بحوزة الحكومة الأميركية".
وأكد: "عندما تم ذلك وعندما تكمل هذا التحليل لا يوجد دليل مباشر يربطه بقتل جمال خاشقجي. هذا بيان دقيق.. بيان مُهم وبيان نعلنه اليوم".
ورداً على سؤال عما إذا كانت وكالة المخابرات المركزية الأميركية خلصت "بقدر عالٍ من الثقة" إلى أن الأمير محمد الحاكم الفعلي للسعودية ضالع في القتل، قال بومبيو: "لا يمكن أن أعلق على أمور تتعلق بالمخابرات وما خلصت إليه سي.آي.إيه من نتائج".
وخلصت المخابرات المركزية الأميركية في تقييم لها إلى أن وليّ العهد أمر بقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. وخاشقجي كاتب رأي في صحيفة "واشنطن بوست" ومنتقد لوليّ العهد السعودي.
دعم السعودية في اليمن
وتعهد بومبيو أن تستمر الولايات المتحدة في دعم الحملة العسكرية للسعودية في اليمن، رغم الغضب الدولي المتزايد تجاه المملكة.
واعترف بومبيو في حديث من قمة مجموعة العشرين في بوينوس آيرس بأن الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يواجه الملايين خطر المجاعة، وصلت إلى "مستويات خيالية"، لكنه أشار إلى أن واشنطن والرياض تقدمان المساعدات.
وقال بومبيو لشبكة "سي إن إن" عندما سُئل عن المساعدة العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن: "نعتزم الاستمرار في البرنامج الذي ننخرط فيه الآن".
وصوَّت مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون لوقف الدعم العسكري للتحالف في اليمن تحدى فيه 14 عضواً من الحزب الجمهوري مناشدات لبومبيو ووزير الدفاع جيم ماتيس.
ويتوقع أن يتم إجراء تصويت نهائي الأسبوع المقبل، ما يمهّد لمواجهة سياسية جديدة في حال استخدم الرئيس دونالد ترامب حقه في معارضة القانون.
وأعلن بومبيو الذي التقى نظيره السعودي في بوينوس آيرس دعمه للحرب كوسيلة للتصدي لإيران التي تدعم المتمردين الحوثيين.
لكن أعضاء مجلس الشيوخ أعربوا عن غضبهم إزاء الهجمات ضد أهداف مدنية، بما فيها المستشفيات وحافلة مدرسية، بالإضافة إلى مقتل الصحافي جمال خاشقجي في تشرين الأول/أكتوبر داخل قنصلية المملكة في إسطنبول على يد مجموعة سعودية.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو نقل لوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إصرار واشنطن على محاسبة المسؤولين عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مشدّداً على وجوب "أن تفعل الرياض المثل".
كما قالت المتحدّثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان إن بومبيو دعا في اتصال هاتفي مع محمد بن سلمان إلى "إنهاء العمليات العدائية" في اليمن وبدء مفاوضات.
وأوضحت نويرت أن بومبيو تطرق خلال اتصاله الهاتفي مع محمد بن سلمان إلى ملف اليمن أيضاً، مجدداً دعوته إلى "إنهاء الأعمال العدائية" في هذا البلد الذي تدمره حرب أهلية.وطلب وزير الخارجية الأميركي أن "يأتي جميع الأطراف إلى الطاولة من أجل التفاوض على حل سياسي للنزاع".
وكرر بومبيو تشديده على عدم وجود "دليل مباشر" يدين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإعطاء الأمر بقتل خاشقجي الذي عاش في الولايات المتحدة وكتب في إحدى صحفها العريقة.
ويشارك الأمير محمد بن سلمان في قمة بوينوس آيرس في إشارة واضحة الى أنه لا يزال في موقع المسؤولية. وشوهد ولي العهد الشاب وهو يتحدث إلى ترامب، رغم أن البيت الأبيض أعلن أنهما تبادلا "المجاملات" فقط.
وقال ترامب إنه من الضروري الحفاظ على التحالف المستمر منذ عقود مع السعودية التي تعد أكبر مشتر للأسلحة الأميركية والمورد الرئيسي للنفط.
لكن الرئيس الجمهوري السابق للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر قال في مقابلة، نُشرت الجمعة، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى كبح الأمير محمد بن سلمان الذي "خرج عن السيطرة".
وأضاف في حديث الى صحيفة "رول كول" التي تعنى بأخبار الكونغرس "بالنسبة إليّ، لدينا علاقات مع بلد شبه مُهم وحليف شبه مهم. ولن أصفهما أكثر من ذلك".