قال السيناتور الديمقراطي الأميركي رون وايدن في بيان أرسل إلى "رويترز"، الإثنين 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إنه يدعو مسؤولي أجهزة المخابرات الأميركية إلى نشر ملخص للنتائج التي توصلوا إليها بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وقال وايدن إن على رؤساء أجهزة المخابرات أن "يخرجوا ويقدموا للشعب الأميركي والكونغرس تقييماً علنياً عمن أمر بالقتل".
جاء ذلك في أعقاب نشر تقارير عن أن وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) تعتقد أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمر شخصياً بقتل خاشقجي بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وقالت مصادر مطلعة لـ "رويترز"، إن الـ "سي آي إيه" أطلعت الكونغرس، الأسبوع الماضي، على تقييمها، الذي خلص إلى أن الأمير محمد أمر بقتل خاشقجي. ويعتمد تقييم الوكالة بالأساس على أدلة ظرفية وعلى استنتاج خبرائها بأن الأمير محمد يفرض سيطرة قوية على أفعال الحكومة.
وسربت السلطات التركية تفاصيل بشأن ما قالت إنه تسجيلات صوتية لعملية قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول بالثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018. وقالت المصادر إن بعض المسؤولين الأميركيين، ومنهم جينا هاسبل مديرة "سي آي إيه"، اطلعوا على التسجيلات.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه لم يستمع إلى التسجيل الصوتي لعملية القتل، "لأنه تسجيل مؤلم… ومروع". وأضاف أن الأمير محمد أبلغه أن "لا علاقة له بهذا الأمر".
وقال مسؤولون إن إدارة ترامب ربما تصدر بياناً رسمياً، الثلاثاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بشأن المعلومات التي تمتلكها الوكالات الأميركية عن مقتل خاشقجي ومَن أمر بقتله. كان خاشقجي، أحد منتقدي الحكومة السعودية، يقيم في الولايات المتحدة ويكتب في صحيفة "واشنطن بوست".
وقال دبلوماسي مطلع إن وزير خارجية تركيا، مولود تشاووش أوغلو، بحث مقتل خاشقجي خلال اجتماع بالأمم المتحدة الإثنين 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، مع الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش، لكنه لم يقدم طلباً رسمياً لإجراء تحقيق من جانب الأمم المتحدة.
ونشرت صحيفة تركية، الإثنين 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، تفاصيل أجزاء من التسجيلات الصوتية لما حدث بالقنصلية السعودية، بعد دخول الصحافي جمال خاشقجي إليها، وقتله خنقاً عبر فريق اغتيال قدم من السعودية لتنفيذ الجريمة.
وحسب صحيفة "صباح" التركية، فإن 4 أشخاص من فريق الاغتيال السعودي استقبلوا خاشقجي بالقسم (أ) في القنصلية، وجذبه أحدهم من يده فور دخوله وقال خاشقجي: "اترك ذراعي، ماذا تعتقدون أنكم ستفعلون!".
وبعد إدخاله إلى غرفة أخرى، قال له ماهر المطرب: "يا خائن، سوف تُحاسب".
وعندما اعترض خاشقجي على الشخص الذي جذبه حدث شجار وصراخ، قبل أن يتم أخذ خاشقجي للقسم (ب) الذي يضم المكاتب الإدارية.
وقالت الصحيفة إن أوّل دقائق كانت عبارة عن نقاش جرى بينه وبين 7 أشخاص، بعد ذلك انتقل خاشقجي والأشخاص الـ4 إلى القسم (ب) من القنصلية، ودارت بينهم مشاجرة كلامية مدة 4 دقائق تقريباً.
وبعد قتل خاشقجي، قال "الدوبلير" الذي ارتدى ملابس خاشقجي: "الرجل الذي قتلناه قبل 20 دقيقة أرتدي ملابسه الآن! هذا شيء تقشعر منه الأبدان".
وأضاف: "إن حذاء خاشقجي ضيِّق، لذلك سأرتدي حذائي أنا، وهذا لا يثير الانتباه".
وبعد أن تجهّز، سألهم عن مدى مطابقة هيئته لخاشقجي، فقالوا له إنه يشبهه تماماً، وأعطوه بعض التعليمات، وهي: "أولاً: عليك السير لأربعة شوارع، ثم اركب تاكسي واذهب إلى السلطان أحمد، وتخلص من ملابسك، وعد إلينا لنلتقي في القنصلية".
وقالت السلطات التركية إن فريق الاغتيال قد اتصل بالمملكة 19 مرة، وتحدثوا 4 مرات مع مستشاري محمد بن سلمان، إلى جانب ذلك اتصلوا بسعود القحطاني، المعروف بملاحقة المعارضين.
وبعد المتابعات الفنية للاتصالات، فإن الصوت الذي أجرى الاتصالات الهاتفية هو الصوت نفسه الذي قال لخاشقجي: "يا خائن"، وتبين أنه ماهر المطرب.