«قانون إدارة الذئاب».. تعرَّف على «حيلة» الجمهوريين لمنع التصويت على قرار لوقف دعم أميركا حرب اليمن

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/15 الساعة 20:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/15 الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش
Demonstrators from the Stop The War Coalition stage the protest against the killing of journalist Jamal Khashoggi, war in Yemen and UK arms sales to Saudi Arabia outside the Saudi Arabian Embassy in London, Britain, October 25 2018. REUTERS/Henry Nicholls

قال موقع The Intercept الأميركي، إن قادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي يقوضون جهود الحزبين لوقف انخراط الولايات المتحدة في الحرب باليمن ، من خلال تمرير إجراء من شأنه أن يقضي على قرار مناهض الحرب في اليمن "تصويتٍ مُتعلِّق بالذئاب".

وأضاف الموقع الأميركي أنه في ليلة الثلاثاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني، صوَّتت لجنة القوانين بمجلس النواب، التي يقودها الجمهوريون، على طرح "قانون إدارة الذئاب" الذي سيحذف الذئاب الرمادية من قائمة الأنواع المهددة بالانقراض.

تنازلت اللجنة عن جميع النقاط النظامية الخاصة بمشروع القانون وصوَّتت لصالح طرحه للتصويت أمام المجلس.

الجمهوريون يقوضون المساعي لوقف انخراط الولايات المتحدة في الحرب باليمن

وأوضح أن خلاصة الأمر أنَّ الجمهوريين أضافوا صياغةً من شأنها أن تمنع تصويت المجلس على ما إذا كان يجب توجيه الرئيس دونالد ترامب لوقف انخراط الولايات المتحدة في الحرب باليمن التي تقودها السعودية والإمارات.

 الحرب في اليمن مدمرة  للغاية، وتسبَّبَت في تدمير المنازل والطرق والأسواق والمستشفيات والمدارس، وأدت إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم.

ووافق مجلس النواب، مساء يوم الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني، على قانون 201-187، على أساسٍ حزبي إلى حدٍّ كبير، ما أدى بنجاح إلى منع التصويت على قرار اليمن.

في سبتمبر/أيلول، قدَّم النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورينا، رو خانا، مشروع قرار اليمن، الذي كان سيُوجِّه إدارة ترمب لوقف  انخراط الولايات المتحدة في الحرب باليمن ودعم القوات الأميركية للأعمال القتالية المتعلقة بالحملة التي تقودها السعودية على اليمن.

ونظراً لأنَّ مشروع القانون استند إلى قانون صلاحيات الحرب لعام 1973، كان مشروع خانا من نوع القوانين "المميزة" بموجب لجنة القوانين، مما يعني أنَّه يمكن أن يتجاوز تصويت اللجنة، مما يمنع أي تدخل من لجنة القوانين صاحبة النفوذ، ومن ثم يمكن طرحه للتصويت مباشرة أمام المجلس.

إلا أنَّ مناورات الجمهوريين أدت إلى تجريد مشروع قانون خانا من صفته "المميزة"، ما يعني أنَّه لن يُطرح للتصويت من تلقاء نفسه.

لو كان مشروع القرار الخاص باليمن قد طُرِح للتصويت، لكانت هذه هي المرة الأولى التي يُصوِّت فيها أحد مجلسيّ الكونغرس، الذي يشتهر بتجنُّب التصويت على قضايا الحرب والسلام، تصويتاً مباشراً يمكن أن ينهي تدخل الولايات المتحدة في الصراع في اليمن.

رغم الغضب "الكبير" داخل مجلس النواب الأميركي من السعودية

في الكونغرس الأميركي، كان الغضب ضد المملكة السعودية في أعلى مستوياته على الإطلاق بعد مقتل جمال خاشقجي، كاتب الأعمدة في صحيفة Washington Post، على أيدي عملاء سعوديين الشهر الماضي.

تبنَّى مشروع القرار 81 عضو من مجلس النواب، بما في ذلك أربعة أعضاء جمهوريين والعديد من كبار الأعضاء الديمقراطيين.

قال مساعدان ديمقراطيان لموقع The Intercept إنَّ مشروع قانون خانا من أجل وقف انخراط الولايات المتحدة في الحرب باليمن يحتاج إلى حوالي 30 صوتاً جمهورياً ليمر، وأنَّهم كانوا متفائلين بالحصول على هذا العدد.

وقال إيريك إيكنبيري، مدير السياسة والدفاع في مشروع السلام في اليمن، لموقع The Intercept في رسالة بالبريد الإلكتروني: "اضطرت قيادة الجمهوريين للقضاء على مشروع قانون  لوقف انخراط الولايات المتحدة في الحرب باليمن بشكل مباغت، وهي مناورة خبيثة".

وأضاف إذا لم يفعلوا ذلك، فإنَّهم سيخاطرون بتبني مزيد من الأعضاء الجمهوريين العاديين للمشروع والتصويت عليه أمام المجلس، وهو احتمال لا يمكن أن تسمح به قيادة الجمهوريين، التي كانت دائماً عازمة على ضمان إفلات الإدارة الأميركية من المساءلة".

بعد حضورهم القوي في انتخابات التجديد النصفي الأسبوع الماضي، يمكن للديمقراطيين إحياء قرار خانا بعد شهر يناير/كانون الثاني المقبل، عندما يتحوَّل مجلس النواب إلى سيطرة الديمقراطيين، إذ أن أكبر عضو ديمقراطي في لجنة القوانين، جيم ماكغوفرن عن ولاية ماساشوستس، هو أحد مؤيدي مشروع القانون.

بدأت المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة حملتهما في اليمن في مارس/أذار 2015، بهدف استعادة العاصمة من قبضة الحوثيين. وقفت إدارتا ترمب وأوباما إلى جانب التحالف، إذ وفَّرَتا الأسلحة والمعلومات الاستخبارية، وإعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود جواً.

وذكرت صحيفة Washington Post يوم الجمعة 9 نوفمبر/تشرين الثاني أنَّ إدارة ترمب سوف تتوقف عن إعادة تزويد الطائرات بالوقود في الجو وسط نوبات الغضب المتزايدة، لكنَّ ذلك لم يُرضِ الكثير من منتقدي الحرب داخل الكونغرس.

تحميل المزيد