في أحدهما لا يمكن أن ينادي العضو زميله باسمه! ما الفارق بين مجلسي النواب والشيوخ بأميركا؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/08 الساعة 21:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/09 الساعة 06:50 بتوقيت غرينتش
People walk by the U.S. Capitol building in Washington, U.S., February 8, 2018. REUTERS/ Leah Millis

زاد الحديث الأسابيع الماضية، تزامناً مع انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس الأميركي، عن الفرق بين مجلسي "الشيوخ" و"النواب" داخل البرلمان الأميركي، وما هي اختصاصات كل منهما.

وبحسب موقع Difference Between، فإن الكونغرس هو الهيئة التشريعية الرئيسية للحكومة الأميركية، ويتألف من مجلسين: مجلس الشيوخ ومجلس النواب. وظيفة الجهاز التشريعي الأساسية في الحكومة هي وضع القوانين، لكنَّ الكونغرس مسؤول أيضاً عن الموافقة على تعيين القضاة الفيدراليين، واعتماد ميزانية البلاد، ومساعدة رئيس الولايات المتحدة في شؤون السياسة الخارجية.

وتنص المادة الأولى من دستور الولايات المتحدة على "أنَّ كل السلطات التشريعية المذكورة هنا تُمنح إلى كونغرس الولايات المتحدة، الذي يتألف من مجلس الشيوخ ومجلس النواب". وفي حين أنَّ مشاركة كلا المجلسين ضرورية لتفعيل العملية التشريعية، تمنح بقية بنود المادة الأولى من الدستور المجلسين سلطات مميزة ومختلفة.

فما هو مجلس النواب؟

مجلس النواب (أو المجلس الأدنى) هو المجلس الأكثر ديمقراطية بين المجلسين، ويُعنى أكثر بالشؤون الداخلية للدولة. وعندما جرت صياغة الدستور الأميركي لأول مرة، رأى المشرعون أنَّه يجب أن يكون للحكومة ذراع أو جانب ديمقراطي على الأقل؛ ولذلك جرى تأسيس مجلس النواب لتمثيل المواطنين بشكلٍ مباشر وليكون مسؤولاً أمام الشعب. والملامح الرئيسية لمجلس النواب هي:

  • التمثيل النسبي (مدة شغل المقعد عامين): يجب أن يكون أعضاء وعضوات مجلس النواب مسؤولين بشكلٍ مباشر أمام منتخبيهم؛ ولذلك يجب أن يكونوا أكثر استجابة للمطالب الشعبية.
  • يُنتخب أعضاء وعضوات مجلس النواب مدة عامين في منطقة جغرافية (دائرة انتخابية) محددة من الولاية.
  • يلتزم أعضاء مجلس النواب بالخدمة في لجان المجلس المختلفة، بالإضافة إلى تقديم مشروعات القوانين واقتراح التعديلات عليها.
  • يضم مجلس النواب 435 عضواً؛ لذلك يُعد هو المجلس الأكبر في الكونغرس.
  • لكل ولاية عدد مختلف من الممثلين في مجلس النواب، حسب عدد الأشخاص الذين يعيشون بالولاية.
  • يجب ألا تقل سن المرشح لعضوية مجلس النواب عن 25 سنة، ويجب أن يكون قد عاش في الولايات المتحدة 7 سنوات؛ ما يعني لا يشترط أن يكون قد وُلد في الولايات المتحدة.
  • يتولى أحد أعضاء مجلس النواب رئاسة المجلس، رغم أنَّ الدستور لا يحدد هذا الأمر بدقة.
  • تشمل رئاسة مجلس النواب أيضاً زعماء الأغلبية والأقلية ومساعدي الزعماء وحاملي السوط والتكتلات الحزبية، أي إنَّ مجلس النواب يعمل بطريقة منظمة وهرمية أكثر من مجلس الشيوخ.
  • لا يتدخل مجلس النواب في تعيين السفراء والقضاة الفيدراليين وأعضاء الإدارة الأميركية.
  • مناقشات محدودة: نظراً إلى عدد الأعضاء الكبير، توجد أوقات محددة للتحدث يجب احترامها خلال المناقشات في المجلس.
  • العزل: ينص البند الثاني من المادة الأولى في دستور الولايات المتحدة على أنَّ مجلس النواب يملك السلطة الوحيدة لعزل رئيس البلاد.
  • يجب إصدار جميع مشروعات القوانين المتعلقة بعائدات الضرائب في مجلس النواب من خلال عمليةٍ ديمقراطية.

مجلس الشيوخ

صُمم مجلس الشيوخ (أو المجلس الأعلى) ليكون أكثر أرستقراطية من مجلس النواب. في الواقع، وحينما جرت صياغة الدستور الأميركي لأول مرة، قبل التعديل السابع عشر، كان المشرعون ينتخبون أعضاء مجلس الشيوخ في كل ولاية بشكلٍ غير مباشر، بدلاً من انتخابهم بشكلٍ مباشر في تصويتٍ شعبي. والملامح الرئيسية لمجلس الشيوخ الأميركي هي:

  • عضوان في مجلس الشيوخ لكل ولاية: بما أنَّ الهدف من تأسيس هذا المجلس كان تكوين المجلس الفيدرالي، تحظى كل ولاية -بغض النظر عن مساحتها- بالقدر ذاته من التمثيل في مجلس الشيوخ؛ ما يعني أنَّ ولايتي كاليفورنيا ووايومنغ لهما العدد ذاته من الأعضاء في مجلس الشيوخ.
  • مدة شغل المقعد 6 سنوات، لكن يجري انتخاب ثلث الأعضاء كل عامين.
  • صُمم مجلس الشيوخ ليكون مجلساً منفصلاً، حيث يمكن مناقشة المعاهدات وشؤون السياسة الخارجية على طريقة مجلس الشيوخ الروماني، لكن دون تدخل دائم من الرأي العام. وبهذه الطريقة، بإمكان أعضاء مجلس الشيوخ أن يقرروا ويفعلوا ما هو في مصلحة البلاد، حتى لو لم يكن ذلك بالضرورة الخيار الأكثر قبولاً شعبياً.
  • يضم مجلس الشيوخ 100 عضو (سيناتور)، أي إنَّه المجلس الأصغر في الكونغرس.
  • يجب ألا تقل سن المرشح لعضوية مجلس الشيوخ عن 30 عاماً، ويجب أن يكون قد عاش في الولايات المتحدة 9 سنوات على الأقل، دون الحاجة إلى أن يكون قد وُلد في الولايات المتحدة.
  • يتولى نائب رئيس الولايات المتحدة -الذي لا يكون عضواً في مجلس الشيوخ- رئاسة المجلس. ويتمتع نائب الرئيس بسلطة التصويت لكسر التعادل بين الأصوات، لكن لا يحق له التصويت لتحقيق تعادل بين الأصوات.
  • نظراً إلى تقاليده الأرستقراطية وكونه المجلس الأصغر، لا توجد أوقات محددة للتحدث خلال المناقشات في مجلس الشيوخ.
  • الكياسة في التعامل: نظراً إلى التقاليد الأرستقراطية، لا يشير أعضاء مجلس الشيوخ بعضهم إلى بعض بأسمائهم.
  • التصديق على التعيينات الرئاسية: يُلزَم مجلس الشيوخ بالموافقة على الترشيحات الرئاسية للقضاة الفيدراليين والوزراء والسفراء. بعبارةٍ أخرى، تحدث عملية التعيين فقط بمشورة وموافقة مجلس الشيوخ، وإذا لم يحصل الرئيس على تصويت أغلبية المجلس، لا يُعيَّن مرشحوه.
  • يتمتع مجلس الشيوخ بسلطة التصديق على المعاهدات التي تفاوَض عليها الرئيس أو رفضها، من خلال تصويت ثلثي الأعضاء.
  • يساعد مجلس الشيوخ رئيس البلاد في دوره الدبلوماسي. ومجلس الشيوخ هو المجلس الوحيد الذي يساعد الرئيس في شؤون السياسة الخارجية (تحليل المعاهدات الدولية واتخاذ القرارات المتعلقة ببدء الحروب أو إنهائها).

يتمتع مجلس الشيوخ الأميركي بسلطة قوية للغاية في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية للبلاد. على سبيل المثال، شارك الرئيس الأميركي وودرو ويلسون عام 1919 في صياغة معاهدة فرساي وأصبح مؤيداً قوياً لعصبة الأمم. ومع ذلك، وعلى الرغم من الدعم الشعبي، رفض مجلس الشيوخ التصديق على المعاهدة؛ ولذلك لم تنضم الولايات المتحدة إلى عصبة الأمم قط.

ونظراً إلى أبعاده الأصغر، يتمتع مجلس الشيوخ بقواعد أكثر مرونة، ويحافظ على سماته الأرستقراطية التقليدية، وضمن ذلك نظام المماطلة أو الإعاقة (Filibuster). وفقاً لهذا النظام، بإمكان أي عضو يصعد على المنصة ويحصل على دوره في الحديث أن يستمر في التحدث عن كل ما يريد طالما رغب في ذلك، حتى لو كان كلامه غير متعلق بموضوع المناقشة.

وقد أدت هذه الحرية إلى وقائع مثيرة للاهتمام في الماضي. على سبيل المثال، بثلاثينيات القرن الماضي، استمر السيناتور هيوي بيرس لونغ، عن ولاية لويزيانا، في التحدث أكثر من 15 ساعة، لكنَّ الرقم القياسي يعود إلى السيناتور جيمس ستروم ثورموند، الذي استخدم هذا الحق مدة 24 ساعة و18 دقيقة، مجادلاً ضد قانون الحقوق المدنية عام 1957 (وخسر الجدال في نهاية المطاف). ويُعد الحصول على حق الحديث والاحتفاظ به ساعات أسلوباً يُستخدم لدفع أعضاء مجلس الشيوخ الآخرين إلى التسوية، ويعكس حقيقة أنَّه بإمكان الأقليات السيطرة على مجلس الشيوخ في بعض الأحيان. ومع ذلك، لم يكن هذا هو الحال مع السيناتور ثورموند.