مع ترقب دخول الدفعة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ، الاثنين 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وضع الرئيس الأميركي إيران أمام خيار ما بين تغيير نهجها أو مواجهة تدهور اقتصادها، وجدد عرضه الموافقة على لقاء حسن روحاني لكن بشروط جديدة
وقال دونالد ترمب في بيان، مساء الجمعة، إن "الهدف هو إرغام النظام على القيام بخيار واضح: إما أن يتخلى عن سلوكه المدمر، أو يواصل على طريق الكارثة الاقتصادية".
ويردد الرئيس الجمهوري أنه على استعداد للقاء قادة الجمهورية الإسلامية للتفاوض بشأن اتفاق شامل على أساس تلبية 12 شرطاً أميركياً، أبرزها فرض قيود أكثر تشدّداً على القدرات النووية الإيرانية مما هو وارد في اتفاق عام 2015، وفرض قيود على انتشار الصواريخ الباليستية الإيرانية، وعلى ما تعتبره واشنطن "النشاطات الإيرانية المزعزعة للاستقرار" في العديد من دول الشرق الأوسط مثل سوريا واليمن ولبنان.
وكرر ترمب ذلك إذ أكد في بيانه "نبقى على استعداد للتوصل إلى اتفاق جديد أكثر تكاملاً مع إيران".
وبعد 6 أشهر من سحب ترمب بلاده من الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، ورغم الاحتجاجات الإيرانية وانتقادات الحلفاء الأوروبيين وروسيا والصين، أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، رسمياً إعادة فرض الشريحة الثانية من العقوبات على هذا البلد اعتبارا من الإثنين.
وكانت واشنطن أعادت فرض الشريحة الأولى من العقوبات في آب/أغسطس الماضي.
والقرار الأميركي يعني منع كل الدول أو الكيانات أو الشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأميركية في حال قرّرت المضي قدماً بشراء النفط الإيراني أو مواصلة التعامل مع المصارف الإيرانية.
وأكد ترمب في بيانه أن تحرك الولايات المتحدة موجه ضد النظام الإيراني "وليس ضد الشعب الإيراني الذي يعاني منذ زمن طويل".
وأوضح أن هذا ما حمل على استثناء سلع مثل الأدوية والمواد الغذائية من العقوبات "منذ وقت طويل".
ووصف البيت الأبيض هذه العقوبات بأنها "أشد عقوبات أقرت حتى الآن" ضد إيران.
إيران ترى عكس ذلك
حيث قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، السبت 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، نقلاً عن التلفزيون الرسمي الإيراني إن الولايات المتحدة فشلت في إعادة فرض هيمنتها على إيران منذ الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه المدعوم من واشنطن عام 1979.
ونسب التلفزيون إلى خامنئي قوله خلال اجتماع مع آلاف الطلاب "هدف أميركا هو إعادة تأسيس الهيمنة التي كانت تفرضها (قبل 1979) لكنها فشلت. أميركا هُزمت من قبل الجمهورية الإسلامية طيلة الأربعين عاماً الماضية".
هذا ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني أوروبا إلى التعاون مع إيران لمواجهة النزعة الأحادية الأميركية.
وحذر روحاني في مقال نشرته صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، نقلته وكالة تسنيم الإيرانية الخميس 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، من أن سلوك أميركا يعرض الاستقرار الدولي إلى الخطر، داعياً أوروبا إلى التعاون مع إيران لمواجهة النزعة الأحادية الأميركية.
وأضاف الرئيس روحاني أن التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأوروبا يضمن مصالح طويلة الأمد لكلا الجانبين، كما يضمن السلام والاستقرار الدوليين.
وأوضح أن العالم يواجه مجموعة تحديات بما فيها القضايا الاقتصادية والأزمات الاجتماعية ومعضلة اللاجئين والإرهاب والتطرف، وأن أوروبا لم تكن مستثناة من ذلك وباتت تواجه هذه المشاكل كل يوم.
الخارجية الإيرانية تتحرك
حيث تحدث وزير الخارجية الإيراني، الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، هاتفياً مع فيدريكا موغريني، مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ووزراء خارجية ألمانيا هايكو ماس، والسويد، ووزير الخارجية الدنماركي هانتر سامويلسون.
وتبادل محمد جواد ظريف، وفقاً لتقرير الوكالة الرسمية الإيرانية إرنا، في المحادثات الهاتفية مع المسؤولين الأوروبيين، حول الإجراء الأميركي لإعادة فرض الحظر ضد إيران والجهود الأوروبية للتعامل مع هذه الإجراءات.
الشروط الإيرانية مقابل الشروط الأميركية
كان خامنئي عرض شروطاً 7 في مايو الماضي قال إن على الدول الأوروبية تنفيذها لكي تواصل طهران الالتزام بالاتفاق النووي، وذلك بعد أيام من إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو 12 شرطاً لإبرام اتفاق جديد مع إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق الأصلي وهي: استصدار قرار يدين انتهاك الولايات المتحدة للاتفاق النووي والتعهد بعدم السعي لإجراء مفاوضات بشأن برنامج إيران الصاروخي وأنشطتها بالشرق الأوسط، ومواجهة أي نوع من العقوبات الأميركية على إيران، وحماية مبيعات النفط الإيرانية، وشراء النفط الإيراني للتعويض عن أي أضرار محتملة تسببها الولايات المتحدة، وتوفير تأمين من البنوك الأوروبية للتجارة مع إيران، وحماية البنوك الإيرانية.
وذلك رداً على شروط أميركا التي أعلنها بومبيو في مايو 2018 12 شرطاً للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران، وهي:
1- الكشف أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن كافة تفاصيل البرنامج النووي الإيراني، ومحطة العمل الذي توقفت عنده.
2- السماح للوكالة بالدخول لكافة المنشآت النووية الإيرانية، وإغلاق مفاعلات الماء الثقيل.
3- وقف إنتاج الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية.
4- إطلاق سراح كافة المواطنين الأميركيين ومواطني الدول المتحالفة مع واشنطن المسجونين في إيران.
5- إنهاء دعم المنظمات "الإرهابية" مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.
6- سحب القوات الإيرانية من جميع أنحاء سوريا.
7- وقف دعم طالبان وألا تكون ملاذاً لكبار قادة القاعدة.
8- التوقف عن تهديد حلفاء أميركا وعلى رأسهم إسرائيل والسعودية والإمارات.
9- سحب القوات الإيرانية من جميع بلدان المنطقة، ووقف دعم الحوثيين.
10- وقف نشاطات فيلق القدس خارج الأراضي الإيرانية.
11- وقف تهديد خطوط الملاحة الدولية.
12- احترام سيادة العراق ووقف تدفق المليشيات العسكرية الإيرانية.