صرح نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، بأن عقد توريد منظومة الدفاع الروسية "إس-400" للهند سيتم باستخدام العملة الروسية الروبل وفي وقت سابق، ذكر بأن روسيا ستقوم ببيع وإغلاق صفقاتها العسكرية باستخدام العملة الروسية "الروبل"، في محاولة للتخلص من استخدام "الدولار".
بوريسوف صرح، قبل ذلك بالقول بأن عقد توريد منظومة الدفاع الصاروخية "إس-400" بين الهند وروسيا مبني على أساس من التعاون لسنوات طوال بين البلدين.
لكن واشنطن، عقبت على الأمر ولمحت للتصعيد ضد الهند، حيث لمح مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون آسيا والمحيط الهادئ، راندل شرايفر، إلى إمكانية فرض عقوبات صارمة على الهند بسبب قيامها بشراء أسلحة من روسيا، وخصوصاً بعد رفض الطلب الأميركي الأخير بعدم شراء منظومات "إس-400" الروسية.
ليرد عليه رئيس أركان القوات البرية الهندية، Bipin Rawat قائلاً: "نعم قد تقوم الولايات المتحدة بفرض عقوبات علينا، لكن لدينا سياسة مستقلة ولا أحد يملي علينا أوامره".
ليست المحاولة الأولى في ترك التعامل بالدولار
حيث نقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية "إرنا" عن مسؤول هندي رفيع المستوى بأنّ نيودلهي وطهران ستستخدمان الروبية والريال في تنفيذ مشروع ميناء جابهار (جنوب شرق إيران) لمواجهة الجولة الجديدة من الحظر الأميركي الذي سيُفرض على إيران اعتباراً من 4 نوفمبر/تشرين الثاني.
وكتبت صحيفة "هندو بيزنس لاين" نقلاً عن غوبال كريشنا مساعد وزير الملاحة البحرية والنقل البري الهندي: إنّ نيودلهي تخطط لإنجاز عملية التبادل المالي بالروبية والريال الإيراني في تنفيذ مشروع جابهار وإبعاد اليورو والدولار عن التبادل المالي فيه.
واضافت الصحيفة أنّ هذا المسؤول الهندي قد ناقش الموضوع مع الجهة الإيرانية خلال زيارة مساعد وزير الطاقة ورئيس شركة الموانئ الايرانية محمد راستاد لنيودلهي الأسبوع الماضي.
وأكّد هذا المسؤول الهندي عزم بلاده مواصلة التعاون مع إيران في تنفيذ مشروع جابهار حتى إن لم تنجح مساعي بلاده في الحصول على إعفاء بشأن الحظر المفروض علي إيران من جانب واشنطن وتوظيف عُملَتي البلدين في التبادل المالي.
وقد اختارت الهند شركة "كاوَه" لتقديم خدمات الموانئ كمقاول لها في ميناء جابهار لفترة 18 شهراً حتى تحديد شركة هندية تتولى شؤون المشروع وستدفع الهند لهذه الشركة الإيرانية بالروبية والريال.
وكان وزير الملاحة الهندي "نيتين غادكاردي" قد أكّد في الآونة الأخيرة على الأهمية الاستراتيجية التي يتمتع بها ميناء جابهار الإيراني، معلناً أنّ الهند على وشك إنشاء مرفأ كبير فيه.
واعتمدت الهند رغم ذلك تسهيلاً للتبادل التجاري مع أفغانستان عبر بحر عمان باستثمار قدره 500 مليون دولار لتنمية ميناء جابهار الإيراني واستثمار آخر قدره مليار ونصف المليار دولار لإنشاء طرق برية وسككية في إيران.
وسيُحدث مشروع جابهار تطورات كثيرة في المناطق المجاورة له ويُحرز نجاحاً للبلدين سيُقلَّص من تكاليف سلع التصدير الهندي الي الثلث.
وكانت الجولة الأولى من الحظر الأميركي ضد البلاد بدأت في 6 أغسطس/آب 2018 وستبدأ الجولة الثانية بعد أيام في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام.
كانت تركيا وروسيا أيضاً قد تناقشوا في هذا الأمر
حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقت سابق العام الحالي، إن بلاده تدعم استخدام العملة المحلية بدلاً من الدولار في تجارتها مع تركيا، لكنه لم يصدر تعهدات أكيدة بمساعدة أنقرة على الفور في تجاوز أزمة عملتها.
وأجرى لافروف مباحثات في أنقرة مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بعد أيام من هبوط الليرة التركية إلى أدنى مستويات على الإطلاق مقابل الدولار، في الوقت الذي فقد فيه الروبل الروسي نحو عشرة بالمئة في أيام معدودات من غشت.
وقال لافروف خلال مؤتمر مشترك مع تشاووش أوغلو في أنقرة: "استخدام العملات الوطنية في التبادل التجاري ظل لسنوات عديدة إحدى المهام التي حددها رئيسا روسيا وتركيا".
بيد أن لافروف لم يعلن عن التزام فوري بالتخلي عن الدولار في التجارة مع تركيا أو تقديم مساعدة مالية لها، وهو ما جعل المراقبين يلجأون للتخمينات بشأن ما إذا كان البلدان اللذان تعرضا لعقوبات أميركية قد توصلا إلى أي اتفاق ثنائي.