بسبب ساعة روليكس فاخرة ارتدتها.. سوسن شبلي الألمانية الاشتراكية من أصل فلسطيني تجد نفسها وسط عاصفة من التعليقات العنيفة

أثارت صورة ساعة روليكس سوسن شبلي السياسية في الحزب الاشتراكي، الألمانية من أصل فلسطيني،التي يصل سعرها لـ 7300 يورو ضجةً على شبكات التواصل الاجتماعي.

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/25 الساعة 17:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/25 الساعة 18:29 بتوقيت غرينتش

أثارت صورة نشرتها صفحة على فيسبوك، للسياسية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي سوسن شبلي ، الألمانية من أصل فلسطيني، ضجةً على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ أظهرت أنها كانت ترتدي ساعة روليكس، يصل سعرها لـ 7300 يورو، ليبدأ نقاش طويل مُزج فيه بين حياتها الخاصة وإنفاقها على ما تحب وبين تمثيلها لحزب يساري، وفيما إذا كان من الملائم أن تلبس قطعة باهظة على هذا النحو.

Alles was man zum Zustand der deutschen Sozialdemokratie 2018 wissen muss^^

Gepostet von Martin Schauerte am Freitag, 19. Oktober 2018

وكتب ناشر الصورة المُلتقَطة قبل أربع سنوات مضت: هذا كل ما ينبغي علينا معرفته عن حال الاشتراكيين الديمقراطيين في 2018.

وانتقد الكثيرون سوسن شبلي ، مستنكرين كيفية ارتداء سياسية في حزب اشتراكي يُفترض أنه يمثل الطبقة العمالية مثل هذه الساعة، ووصل الأمر بالبعض إلى اتهامها بتبديد أموال دافعي الضرائب، أو اعتبار ذلك مسيئاً لحزبها، الذي يسجل نتائج متواضعة في استطلاعات الرأي.

فكتب أحد المغردين أن الروليكس علامة على أزمة النفاق اليسارية، عبر ادعائهم بأنهم ممثلون للعمال وبنفس الوقت يرتدون على معصمهم ما يساوي أكثر من مدخول عامل.

وقال آخر إن لب المشكلة يكمن في أنها تتلقى المال من دافعي الضرائب (كونها موظفة حكومية)، وإنه في حال كانت مديرة شركة ناجحة لما كانت روليكس سوسن شبلي  بمشكلة، لذا يبقى الأمر المعيب في أنها تقتني قطعة فاخرة على حساب الآخرين.

روليكس سوسن شبلي والتمييز الجنسي

على الجانب الآخر، اعتبر بعض المدافعين عن سوسن شبلي أن المنتقدين مدفوعون من جهة بالتمييز الجنسي، متسائلين لماذا لا يتم الحديث عن ممتلكات فاخرة يمتلكها سياسيون رجال من حزبها، فأبدى مثلاً ليو كونتشر على تويتر دهشته من عدم الحديث عن المستشار السابق غيرهارد شرودر (من ذات الحزب الذي تنتمي له سوسن) ورجل الأعمال كارستن ماشماير، اللذين شقَّا طريقهما (ساخراً) ووصلا لهذا المستوى، ويقودان بفخر سيارات رياضية، ويلبسان بذلات باهظة الثمن، ويدخنان السيجار، فيما لا يفرح أحد لارتداء المرأة الشابة ساعة فحسب.

وقالت مغرِّدة أخرى إنه عندما يرتدي رجل مسن أبيض البشرة ساعة روليكس ورثها، يكون كل شيء على ما يرام، أما عندما تلبس مهاجرة شابة ساعة روليكس كسبتها بنفسها فيتم اعتبار ذلك "فضيحة"، واضعة هذا التفريق في سياق التفرقة الجنسية والعنصرية.

واستنكر البعض النقاش، فقالت الصحافية نيكول ديكمان إنه يتوجب منذ الآن على الناس تبرير ارتداء ساعة بعينها متسائلة: "إلى أي مستوى منحط يمكن أن نصل أيها الناس؟".

 وبيّن الكثيرون أن هذا النقاش مدفوع بـ"حسد ألماني نمطي"، فقال مغرد إن قصة الروليكس أظهرت ببساطة مجدداً أن الحسد والنية السيئة من الخصال الألمانية النمطية، داعياً إلى الفرح للآخرين، والعمل على تحسين أوضاعهم عوضاً عن ذلك.

وتساءلت صحيفة "بيلد" فيما إذا كان حقاً لا يجوز لسوسن شبلي -راتبها الإجمالي مع الضرائب يصل إلى 8900 يورو/شهرياً- التي تعمل على نحو خاص على إدماج اللاجئين، ارتداء ساعة فاخرة لأنها يسارية، متحدثة عن "نقاش حسد" يدور على الإنترنت.

View this post on Instagram

#SawsanChebli ist die wohl schillerndste Staatssekretärin Deutschlands – und immer wieder heftigen Anfeindungen ausgesetzt. Jetzt gab es Kritik wegen ihrer #Rolex-Armbanduhr, Modell "Datejust 36", Neuwert rund 7300 Euro! Chebli arbeitet als Staatssekretärin in der Berliner Regierung (8900 Euro brutto/Monat), setzt sich besonders für die Integration von Flüchtlingen ein. Darf sie deshalb keine Luxus-Uhr tragen? Im Netz begann sofort eine heftige Neid-Diskussion, in der sich Chebli schließlich selbst an ihre Kritiker richtete: "Wer von Euch Hatern hat mit 12 Geschwistern in 2 Zimmern gewohnt, auf dem Boden geschlafen & gegessen, am Wochenende Holz gehackt, weil Kohle zu teuer war? Wer musste Monate für Holzbuntstifte warten? Mir sagt keiner, was Armut ist." Foto: picture alliance / dpa

A post shared by bild (@bild) on

وقال كرستيان ليندنر، رئيس الحزب الليبرالي، المعروف بتأييده لأصحاب الدخل المرتفع ورجال الأعمال، إن ما تكسبه سوسن شبلي في الخدمة العامة معروف، ويمكن اتخاذ قرارات بشأن عملها بطريقة ديمقراطية، أما الذي تفعله بالمال الذي تكسبه في حياتها الخاصة، فليس من شأن أحد، مهما كان عدد ساعات الروليكس التي ترتديها، مضيفاً أنه لا ينبغي أن يكون المرء فقيراً كي يكون ضد الفقر.  

وبينت السياسية البارزة في حزب الخضر، ريناته كوناست، أن رئيسة كتلة حزب البديل لأجل ألمانيا اليمين المتطرف، ترتدي أيضاً ساعة روليكس، قائلة: "هل سيتم تجريدها من منصبها فوراً؟"، في إشارة إلى عدم إثارة أحد نقاشاً حول ذلك سابقاً.  

والبعض أرجع انتقادها لكونها مسلمة

 وتساءلت النسخة الألمانية من موقع هاف بوست هل يجوز الجمع بين الانتماء لحزب عمالي وارتداء ساعة ثمينة، وردّت بالقول "نعم، إلا عندما تحاول سيدة مسلمة ذلك"، مشيرة إلى أن سوسن شبلي تعد منذ فترة طويلة شخصية مكروهة على نحو خاص في الأوساط اليمينية.

وكذلك رأى أحد المغردين أن هذا الانفعال بشأن الساعة مصطنع بشكل واضح، وأن السبب الحقيقي يكمن في أنها امرأة ومسلمة وذات خلفية مهاجرة، وتنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي ولا تصمت حيال اليمينيين، لذا لا يستطيع العنصريون واليمينيون المتطرفون كبت أنفسهم، على حد وصفه.

شبلي: لا يقول لي أحد ما هو الفقر

وردَّت شبلي من جانبها على الانتقادات بالقول: "من منكم أيها الكارهون عاش مع 12 من الأخوات والإخوة في غرفتين، وأكل ونام على الأرض، وقطع الخشب في عطلة نهاية الأسبوع لأن الفحم كان باهظاً؟ من كان يتوجب عليه انتظار أقلام التلوين الخشبية لأشهر؟ لا يقول لي أحد ما هو الفقر".

وقالت إحدى المعلقات إن غالبية المنتقدين لها ليسوا بالضرورة "كارهين" لها، مشيرة إلى أن من يستطيع تحمل تكاليف ساعة مثل هذه، يعيش في عالم آخر مختلف عن ذلك الذي يعيش فيه العمال العاديون، الذي يأملون مثلاً في ألّا تأتي فاتورة التكاليف الإضافية للشقة بمفاجأة سيئة.

ورداً على تغريدة للمذيعة صوفي باسمان، كتبت فيها إنه لو لم ترتد الساعة لكان حزبها الاشتراكي الديمقراطي يحكم وحده دون الحاجة لحلفاء، قالت شبلي إنها ستقدم الساعة ومعها أحذيتها وملابسها وكل شيء تملكه كهدية، في حال حكمهم البلاد وحدهم.

وانتشر هاشتاغ روليكس على موقع تويتر، للحديث عن ساعة سوسن شبلي، التي ولدت في غربي برلين في العام 1978، وكانت حتى عمر الـ15 عاماً من دون جنسية قبل أن تصبح ألمانية وتدرس وتترقى السلم السياسي لتصبح نائبة للناطق باسم الخارجية الألمانية بين عامي 2014 و2016، والآن مفوضة في حكومة ولاية برلين للشؤون المجتمعية والدولية، ومفوضة لدى الحكومة الاتحادية.

عطلت حسابها على فيسبوك بسبب رسائل الكراهية

وتحدث توماس فوست، رجل الأعمال المتخصص في إدارة الأصول، على موقع تويتر، يوم الإثنين عن "لحظة ضيق" خلال جلسة نقاش في مجلس الولايات "بوندسرات"، عندما قالت "شبلي" فيها إنها تعيش عواصف من التعليقات الناقدة يومياً، وإنها عطلت حسابها على فيسبوك لعدم قدرتها على تحمل مشاهدتها.

وقال سيمون شرور، الباحث المتخصص في علم الاجتماع في جامعة هومبولدت ببرلين، إن شبلي عطلت حسابها على موقع فيسبوك لعدم قدرتها على مراقبة العدد الكبير من رسائل الكراهية، التي وصلتها، ثم التبليغ عنها، مشيراً إلى أن فيسبوك لم يقم بحذفها من تلقاء نفسه، معتبراً ذلك مثالاً على الانتصارات الكثيرة للكراهية والتحريض الإلكتروني.

علامات:
تحميل المزيد