دانت موسكو، السبت 20 أكتوبر/تشرين الأول، توجيه واشنطن التهمة إلى امرأة روسية بالتدخل في انتخابات منتصف ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلة إن الاتهامات "اختلقت" بهدف فرض مزيد من العقوبات على روسيا.
وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في بيان: "نفهم أن واشنطن تختلق ذريعة بهدف فرض عقوباتها سيئة السمعة مجدداً على بلدنا".
وأضاف أنه بعد الاتهامات السابقة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي فاز بها دونالد ترمب "يحاولون في واشنطن الآن لعب نفس الورقة مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية" في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر حين يصوّت الأميركيون في انتخابات الكونغرس في منتصف ولاية الرئيس الجديد.
وجّهت وزارة العدل الأميركية، أمس الجمعة، الاتهام إلى إيلينا إليكسيفنا خوسيانوفا (44 عاماً) بتمويل حملة دعاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير في مجريات الانتخابات التشريعية والمحلية المقبلة. لتكون أول شخص يُتهم في الولايات المتحدة بمحاولة التدخل في هذه الانتخابات الحاسمة.
واتُّهمت الروسية بأنها كانت المديرة المالية في عملية نُفذت انطلاقاً من سان بطرسبورغ وموَّلها رجل الأعمال إيفغيني بريغوجين، وفق بيان وزارة العدل الأميركية.
واتهم ريابكوف "بعض السياسيين الأميركيين" بشن "حملة تشهير معيبة" من أجل تسجيل تقدم سياسي و"في الوقت نفسه الضغط على روسيا".
وحذرت موسكو واشنطن من أنه "من خلال إبداء العداء" فإنها "لن تحصل سوى على رد أقوى".
وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، حذر الجمعة 10 أغسطس/آب 2018، من أن روسيا ستعتبر فرض دفعة ثانية محتملة من العقوبات الأميركية عليها "إعلان حرب اقتصادية" وسترد عليها بكل الوسائل المتاحة.
وأعلنت الولايات المتحدة، الخميس، عن عقوبات اقتصادية جديدة تستهدف روسيا في قضية تسميم عميل مزدوج سابق روسي بغاز الأعصاب نوفيتشوك في بريطانيا، وتحدثت عن احتمال فرض دفعة ثانية من العقوبات "المشددة" في المستقبل.
وقال مدفيديف كما نقلت عنه وكالة إنترفاكس: "إذا تلت ذلك أمور مثل حظر أنشطة هذا المصرف أو ذاك أو استخدام هذه العملة أو تلك، فيجب تسمية الأمور بوضوح: إنه إعلان حرب اقتصادية".
وتابع رئيس الوزراء الروسي: "وبالتالي يجب أن نرد بالتأكيد على هذه الحرب، عبر وسائل اقتصادية وسياسية، وإذا لزم الأمر عبر وسائل أخرى".
وأضاف: "على أصدقائنا الأميركيين أن يفهموا ذلك".
وأفادت شبكة "إن بي سي نيوز" بأن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وقّع على قرار يقر بـ"انتهاك روسيا القانون الدولي بتسميم سيرغي سكريبال وابنته (يوليا) في مارس/آذار 2018".
وحسب الشبكة ذاتها، فإن العقوبات ستكون على شطرين: الأولى تحدُّ من الصادرات الروسية، خصوصاً ما يتعلق ببيع الأسلحة.
أما الشطر الثاني، حسب الشبكة ذاتها، فيشمل خفض التمثيل الدبلوماسي مع روسيا، وتعليق رحلات شركة الطيران الروسية "إيروفلوت" نحو الولايات المتحدة، والحد من الصادرات والواردات مع روسيا.
وتخضع روسيا لعقوبات غربية تم تشديدها منذ قيامها بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014. كما ساهم تراجع أسعار المحروقات في تسجيلها انكماشاً استمر سنتين وخرجت منه في نهاية 2016.
كما واصلت الولايات المتحدة تعزيز عقوباتها في السنوات الماضية على خلفية اتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية رغم وعود الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتحسين العلاقات.