أبهر قمر دموي اللون مراقبي النجوم في كثير من أنحاء العالم مساء الجمعة 27 يوليو/تموز 2018 وهو يدخل رويداً رويداً في ظل الأرض في أطول خسوف بالقرن الحادي والعشرين.
ومن رأس الرجاء الصالح حتى الشرق الأوسط ومن الكرملين إلى ميناء سيدني شخصت أبصار الآلاف نحو السماء لرؤية القمر الذي أعتم ثم تحول لونه إلى البرتقالي والبني والقرمزي لدى توغله في ظل الأرض.
وتقول إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إن الخسوف الكلي استغرق ساعة و42 دقيقة و57 ثانية لكن سبقه وتلاه خسوف جزئي مما يعني أن القمر قبع ثلاث ساعات و54 دقيقة في الجزء المعتم من ظل الأرض.
وحدث الخسوف التام في الساعة 2022 بتوقيت غرينتش وأمكن رؤيته في أوروبا وروسيا وإفريقيا والشرق الأوسط ومعظم أنحاء آسيا واستراليا، رغم أن السحب حجبت القمر في بعض الأماكن.
ولن تتسنى مشاهدة الخسوف في أميركا الشمالية ومعظم أنحاء المحيط الهادي.
وتابعت رويترز الخسوف في مختلف أنحاء العالم وصورت القمر البرتقالي ثم الأحمر فوق القاهرة وفوق معبد بوسيدون في كيب سونيون قرب أثينا وفوق قرية رايشتينج في ألمانيا وعلى ساحل ريو في البرازيل وفي جوهانسبرغ.
وفي نيروبي، شاهد الكينيون القمر معتماً.
وقال تيدي موثوسي وهو يشاهد القمر من حديقة أوهورو في نيروبي "هذا هو معنى الحياة: اللحظات السحرية مثل هذه.. إنه جميل ويستحق ذلك".
وعلى ضفاف نهر الغانج في الهند، أغلقت المعابد قبل الخسوف. وشاهد المتحمسون الظاهرة عبر تلسكوبات في سنغافورة وفي مرصد السديم للفضاء وعلم الفلك بالوثبة قرب أبوظبي.
ودفع المئات في أستراليا بالفعل مقابل مشاهدة الخسوف من مرصد سيدني قبل شروق الشمس.
في الوقت نفسه يقترب المريخ من الأرض أكثر مما حدث في عام 2003 لذلك قد يشاهد بعض المتابعين ما يبدو أنه نجم يتراوح لونه بين الأحمر والبرتقالي الذي سيكون في الواقع الكوكب الأحمر (المريخ).
وقال روبرت ماسي نائب المدير التنفيذي للجمعية الملكية البريطانية لعلماء الفلك "إنها مصادفة غير مألوفة بالمرة أن يحدث خسوف كامل للقمر بينما يكون المريخ في الجانب المقابل خلال نفس الليلة".
ومنذ آلاف السنين يجول الإنسان بنظره في السماء بحثاً عن بشير خير أو نذير شؤم.
لكن علماء الفلك قالوا إنه لا يوجد ما يستدعي القلق.