حمَّل مصدر مصري، الإثنين 2 سبتمبر/أيلول 2024، حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية عدم إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى، مجددا رفض بلاده لأي تواجد إسرائيلي في محور فيلادلفيا ومعبر رفح الحدودي مع مصر. في وقت قال نتنياهو خلال اجتماع وزاري إنه لن ينسحب من محور فيلادلفيا الذي وصفه بـ"شريان الحياة" للمقاومة الفلسطينية.
وبوساطة مصر وقطر ورعاية الولايات المتحدة، يجري الاحتلال وحركة "حماس" منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة، في وقت تواصل فيه تل أبيب الحرب على غزة للشهر الحادي عشر.
مصر ترفض أي تواجد إسرائيلي بمحور فيلادلفيا
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر مصري رفيع المستوى لم تسمه إن "الحكومة الإسرائيلية (برئاسة بنيامين نتنياهو) هي المسؤولة عن عدم الوصول إلى اتفاق هدنة، وتسعى لفرض واقع جديد على الأرض للتغطية على أزمتها الداخلية".
وأكد أن "استمرار الحرب الحالية (على غزة) واحتمالية توسعها إقليميا أمر في غاية الخطورة، وينذر بعواقب وخيمة على المستويات كافة".
كما جدد المصدر "تأكيد مصر على ثوابت ومحددات أي اتفاق للسلام، وفي مقدمتها رفض الوجود الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح بشكل قاطع".
نتنياهو يرفض الانسحاب
وبالتزامن تتفاقم الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت؛ جراء تمسك الأول باستمرار سيطرة الجيش على محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وفق إعلام عبري رسمي الإثنين.
ويتسبب هذا المطلب – ضمن مطالب أخرى – بعرقلة التوصل إلى اتفاق مع حركة "حماس" بشأن تبادل أسرى ووقف إطلاق نار بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي للشهر الحادي عشر.
وبوضوح، ظهرت الخلافات بين نتنياهو وغالانت خلال مناقشات أجراها المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) الأحد، حسب هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) الإثنين.
ونقلت الهيئة عن نتنياهو قوله خلال الاجتماع إن "محور فيلادلفيا هو شريانُ حياة لحماس ولا يمكن الانسحاب منه".
وتوجه غالانت إلى نتنياهو قائلا: "لقد أطلقت 1027 أسيرا (فلسطينيا) بمن فيهم (زعيم حماس يحيى) السنوار مقابل رجل واحد هو (الجندي) جلعاد شاليط" عام 2011.
ووفق الهيئة، "ينبع انتقاد غالانت اللاذع لنتنياهو من إصرار رئيس الوزراء على قضية محور فيلادلفيا ومن تصويت الكابينت الخميس لصالح استمرار سيطرة الجيش على المحور (..) وهذا يتناقض مع موقف فريق التفاوض ورؤساء الأجهزة الأمنية".
وصادق "الكابينت" على هذا القرار بأغلبية ثمانية أصوات، فيما اعترض عليه غالانت، وامتنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن التصويت.
ونقلا عن مصدر مطلع على التفاصيل لم تسمه، أضافت هيئة البث أن وزراء "الكابينت" هاجموا غالانت واقتراحه طرح قضية محور فيلادلفيا للنقاش مجددا وادعى الوزراء أن "القرار (تصويت الكابينت) يقرب التوصل إلى اتفاق؛ لأنه يوضح لحماس أنه يتعين عليها تقديم تنازلات بشأن فيلادلفيا".
و"يرى غاضبون مقربون من نتنياهو أن طلب غالانت إلغاء قرار الكابينت بشأن محور فيلادلفيا يمثل محاولة لتأجيج الاحتجاجات في الشوارع"، وفق الهيئة.
وزادت بأن المسؤولين في "مكتب نتنياهو عملوا على إطلاق تصريحات مناهضة لوزير الدفاع، مفادها: لقد فقد عقله" واستدركت: "رغم الانتقادات اللاذعة وتراجع العلاقات، تشير التقديرات في محيط نتنياهو إلى أنه لن يقيل غالانت قريبا".
ويتمسك نتنياهو بضمان إمكانية استئناف الحرب، واستمرار تواجد جيش الاحتلال الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ومعبر رفح وممر نتساريم الفاصل بين شمال وجنوب قطاع غزة.
بينما تصر "حماس" على إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل أسرى.
والإثنين، تظاهر آلاف الإسرائيليين لمطالبة نتنياهو بإبرام اتفاق لتبادل أسرى، وعمَّ إضراب عام عن العمل أنحاء البلاد، تضامنا مع عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 9,500 فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير إسرائيلي في غزة، بينما أعلنت "حماس" مقتل عشرات منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.
ومنذ أشهر، يتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بعرقلة إبرام اتفاق مع "حماس"؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه، ويطالبون باستقالته وإجراء انتخابات مبكرة.
ويهدد وزراء اليمين المتطرف، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينص على انسحاب كامل للجيش و/ أو إنهاء الحرب على غزة.
وبدعم أمريكي، يشن الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حربا على غزة، خلَّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.