كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، السبت 2 أغسطس/آب 2024، اعتقال أكثر من 20 شخصاً بإيران، من بينهم ضباط استخبارات ومسؤولون عسكريون وموظفون في دار الضيافة التابعة للجيش في طهران، على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
حيث نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين إيرانيين، أن وحدة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري المتخصصة بعمليات التجسس تولت التحقيق وتعمل الآن على تعقب مشتبه بهم الذين تأمل أن يقودوها إلى أعضاء فريق الاغتيال.
يشار إلى أن أنباء الاعتقالات الواسعة ظهرت بعد إعلان الحرس الثوري في بيان أن "نطاق وتفاصيل هذا الحادث قيد التحقيق وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب."
بحسب الصحيفة، فإن عناصر الأمن داهموا مجمع دار الضيافة التابع للحرس الثوري، والذي كان يقيم فيه هنية بشكل متكرر بنفس الغرفة أثناء زيارته إلى طهران.
وتم وضع كافة موظفي دار الضيافة تحت الاحتجاز، ومصادرة كافة الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الشخصية.
فيما استجوب فريق منفصل مسؤولين عسكريين واستخباراتيين كباراً كانوا مسؤولين عن حماية العاصمة طهران، ووضع عدداً منهم قيد الاعتقال إلى حين استكمال التحقيقات، وفقاً للمصدرين الإيرانيين.
المسؤولان الإيرانيان، قالا إن عناصر الأمن عندما داهمت مجمع دار الضيافة، قاموا بتمشيطه بالكامل، وفحصوا كاميرات المراقبة التي يعود تاريخها إلى أشهر، فضلاً عن قوائم الضيوف.
كما فحص عناصر الأمن حركة موظفي دار الضيافة الذين يخضعون لفحص صارم قبل التوظيف، ويتم اختيارهم من بين صفوف الحرس الثوري وقوات الباسيج.
كما يركز التحقيق أيضاً على مطارات طهران الدولية والمحلية، حيث يتابع الجهات المختصة أشهراً من اللقطات المسجلة على كاميرات من صالات الوصول والمغادرة، وفحص قوائم الرحلات الجوية.
فيما أشار المسؤولان الإيرانيان إلى أن طهران تعتقد بأن أعضاء فريق الاغتيال التابع للموساد ما زالوا في البلاد، والهدف هو اعتقالهم.
البروتوكلات الأمنية تم تعديلها
من جهته، قال أحد أعضاء الحرس الثوري الإيراني، إنه لا علم له بالاعتقالات، لكنه قال إن البروتوكولات الأمنية قد تم تعديلها بالكامل خلال اليومين الماضيين بالنسبة لكبار المسؤولين.
كما تغيَّرت تفاصيل الأمن الخاصة بكبار المسؤولين، وتبدَّلت المعدات الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة، فيما تم نقل بعض كبار المسؤولين إلى أماكن مختلفة.
والسبت، رجّح ممثل حركة حماس في إيران خالد القدومي، أن تكون عملية اغتيال هنية في طهران، قد نُفِّذت بصاروخ أو مقذوف من الخارج ضرب مكان إقامته.
يأتي ذلك بينما تحدثت تقارير صحفية أمريكية نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن الاغتيال جرى عبر زرع قنبلة بغرفة هنية.
وقال القدومي في تصريحات لوكالة الأناضول: "نظرا لتدمير جدران الغرفة المطلة على الخارج وتدمير سقفها (جراء الانفجار)؛ لذلك على الأرجح تم ضرب المكان من الخارج بصاروخ أو مقذوف، وهذا يُترك للتقارير الفنية".
والأربعاء، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان، فيما لم تتبن تل أبيب ذلك حتى الساعة.
وتوعدت كل من حماس وإيران بالرد على اغتيال هنية، فيما تتواصل اتصالات ومساع دولية للتهدئة خشية توسع الصراع بالمنطقة.