أثار قرار الحكومة المصرية معاودة تنظيم فصل الكهرباء، أو ما يعرف بـ"تخفيف الأحمال"، الجدل والغضب، بعد أن أوقفت الحكومة انقطاع الكهرباء خلال شهر رمضان، وقد بدأ العمل بجدول تخفيف الأحمال، الإثنين، 14 أبريل/نيسان 2024، حيث يتم فصل الكهرباء بمدة تبلغ ساعتين لكل منطقة، فيما تم استثناء 4 مناطق ومحافظات من خطة تخفيف الأحمال، وهي محافظات مطروح، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، والبحر الأحمر، وذلك وفق ما نشرته "وسائل إعلام مصرية"، وكافة الأماكن الحدودية لأغراض أمنية واستراتيجية.
من هنا، كان لا بدَّ من تقديم صورة أوسع عن خريطة الكهرباء في مصر، وكيفية حصول مصر على ما تحتاجه من طاقة كهربائية، وما هي المصادر التي تعاني حالياً أكثر من غيرها، وتسببت في لجوء الحكومة إلى خطط تخفيف الأحمال.
بداية تجربة تخفيف الأحمال في مصر
كانت بداية لجوء الحكومة إلى خطة "تخفيف الأحمال"، أو فصل الكهرباء عن المحافظات المصرية في أوقات متغيرة تحددها الحكومة، في التاسع عشر من يوليو/تموز 2023، حين أعلنت وزارة الكهرباء أنها أعدت خطة لتخفيف الأحمال، بهدف تخفيض استهلاك الغاز الطبيعي بنسبة 25 في المئة.
في حين قال وزير الكهرباء، محمد شاكر، وقتها، إن خطة تخفيف أحمال الكهرباء "مؤقتة"، وسيتم إيقافها بمجرد توافر الوقود والغاز اللازمين لزيادة حجم الإنتاج لاستيعاب حجم الطلب، فيما أكد أن مصر تمتلك قدرات ضخمة من الإنتاج الكهربائي بفائض يتراوح بين 12 و13 ألف ميغاوات، وفقاً لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
خريطة الكهرباء في مصر
كشفت بيانات رسمية أن إجمالي توليد الكهرباء في مصر يصل إلى 60 ألف ميغاوات تحصل عليها القاهرة من مصادر عدة من أهمها:
أولاً: إنتاج الكهرباء بالغاز في مصر
تظهر بيانات معهد الطاقة البريطاني أن إجمالي توليد الكهرباء في مصر تراجع خلال 2023 إلى 200.8 تيراوات/ساعة، مقابل 209.7 تيراوات/ساعة في عام 2021، أي بنسبة هبوط سنوية 4.2%.
ورغم تراجع حصته في عام 2023 لا يزال الغاز هو أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في مصر بنسبة تجاوزت 79%، ولكنها أقل من العام السابق له والبالغة 82.9%. وانخفضت الكهرباء المولدة بالغاز الطبيعي خلال 2023 إلى 159.3 تيراوات/ساعة، مقابل 174 تيراوات/ساعة في عام 2021، بنسبة هبوط 8.5%.
محطات الغاز في مصر
اكتشفت مصر خلال السنوات الماضية عدداً من حقول الغاز، ساهمت في زيادة احتياطيات البلاد ووضعها على قائمة الدول المصدرة للغاز الطبيعي، باحتياطيات تقدر بـ42 تريليون قدم مكعب، ومن أهم حقول الغاز الطبيعي في مصر:
1ـ حقل ظُهر
تم الإعلان عنه عام 2015 ويقع في منطقة امتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط، وتقدر احتياطيات الحقل "داخل الخزان" بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، والمشغل الرئيسي للحقل شركة "إيني" الإيطالية.
2ـ حقول شمال الإسكندرية
تقع في البحر المتوسط، وتضم حقول "تورس وليبرا وفيوم وجيزة وريفين، باحتياطيات داخل الخزان تتجاوز 5 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي، المشغل الرئيسي للمشروع شركة "بريتش بتروليم" البريطانية.
3ـ حقل نرجس
تم الإعلان عن اكتشافه الشهر الجاري، ويقع في البحر المتوسط، باحتياطيات مبدئية معلنة 3.5 تريليون قدم مكعب، المشغل الرئيسي شركة "شيفرون" الأمريكية.
4ـ حقل نورس
يقع بمنطقة الدلتا، وتم الإعلان عن اكتشافه في 2015، ويبلغ إجمالي احتياطي الحقل نحو 2 تريليون قدم مكعب من الغاز، المشغل الرئيسي شركة "أيوك" التابعة لشركة إيني الإيطالية.
5ـ حقل أتول
تم اكتشافه في عام 2015، ويقع بمنطقة امتياز شمال دمياط البحرية، شرق دلتا النيل بالبحر المتوسط. وتبلغ احتياطيات حقل أتول 1.5 تريليون قدم مكعب، المشغل الرئيسي شركة "بريتش بتروليم" البريطانية.
6- حقل أبو ماضي:
أول حقل بريٍّ تم اكتشافه سنة 1967م في دلتا النيل في مركز بلقاس، محافظة الدقهلية، على يد شركة بلاعيم للنفط، وهو يعتبر بوابة الاستكشافات الكبرى للغاز الطبيعي.
7- حقل أبو قير
تم اكتشافه سنة 1969م في البحر الأبيض المتوسط شمال شرق مدينة الإسكندرية، ويعد أول حقل بحري للغاز الطبيعي يتم اكتشافه،[١] وبلغ إنتاجه 50 ألف برميل مكافئ يومياً.
8- حقل سلامات
يتواجد هذا الحقل في شمال مدينة دمياط في البحر الأبيض المتوسط، ويعد الأعمق على الإطلاق من الآبار المحفورة في دلتا النيل وأول بئر في امتياز شمال دمياط البحري.
ثانياً- إنتاج الكهرباء بالطاقة المائية في مصر
من جهة أخرى، فقد انخفضت الكهرباء المولدة من الطاقة المائية خلال 2023 إلى 13.8 تيراوات/ساعة، مقابل 14.3 تيراوات/ساعة في عام 2021، أي بنسبة تراجع 3.4%.
وتراجعت بوتيرة طفيفة الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة خلال 2023 إلى 10.2 تيراوات/ساعة، مقابل 10.5 تيراوات/ساعة في عام 2022، بنسبة هبوط 2.8%. وعند حساب حصة الطاقة المتجددة والمائية -كونها مصادر نظيفة- من إجمالي الكهرباء المولدة خلال 2023، بحسب بيانات معهد الطاقة نجد أن النسبة بلغت 12%.
توليد الكهرباء من السد العالي
بخصوص إنتاج الكهرباء من السد العالي، يضم السد العالي أكبر محطة مائية لتوليد الكهرباء في أفريقيا، لذلك يمثل إنتاجه نحو 7.2% من إجمالي الكهرباء في مصر، وهو ما يُسهِم في إحداث توازن بالشبكة على مستوى الدولة وتسعى الحكومة لزيادة إنتاجه لنحو 2400 ميغاوات، بحلول عام 2027.
جدير بالذكر أن توليد الكهرباء من الماء في مصر يشكّل أقلّ من 10% فقط من إنتاج الكهرباء في مصر، وأن السد العالي هو المصدر الرئيسي لتوليد الطاقة الكهرومائية في مصر؛ إذ يولِّد 2100 ميغاوات من الكهرباء، وأن إنتاج السد في مصر ثابت منذ سنة 1968، إذ يشكّل فقط 5% من أصل 7% هي إجمالي إنتاج الطاقة الكهرومائية في مصر.
في حين قال تقرير التنمية البشرية في مصر 2021 والصادر من قِبل وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن سد النهضة الإثيوبي الكبير سوف يؤثر تأثيراً سلبياً في إنتاج السد العالي من الطاقة الكهرومائية، فمثلاً حال استغرقت عملية ملء سد النهضة 5 سنوات ستصل التكلفة المرتبطة بانخفاض إنتاج السد العالي من الطاقة الكهرومائية بعد 10 سنوات من عملية الملء إلى نحو 16.4 مليار دولار، مما يعيق قدرة مصر على ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الموثوقة والمستدامة.
ثالثاً- إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
ذكر تقرير لمنظمة "غلوبال إنرجي مونيتور" أن مصر أعلى الدول العربية إنتاجاً للكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ بإنتاج يبلغ 3.5 غيغاوات، ومستهدف وصوله إلى 6.8 غيغاوات في 2024، مقسمة بين 1.6 غيغاوات من طاقة الرياح و1.9 غيغاوات من محطات الطاقة الشمسية.
وتوقعت منظمة "غلوبال إنرجي مونيتور"، في تقريرها حول وضع الطاقة المتجددة في المنطقة العربية، أن مصر تفوقت على الإمارات العربية المتحدة بنحو 2.6 غيغاوات، ثم المغرب بنحو 1.9 غيغاوات، والأردن بنحو 1.7 غيغاوات، تليها المملكة العربية السعودية بحجم إنتاج 0.78 غيغاوات.
رابعاً- إنتاج الكهرباء بالنفط في مصر
في حين قفزت حصة النفط في توليد الكهرباء خلال 2023 وهو ما يرجع إلى اتباع مصر خطة تستهدف ترشيد استهلاك الغاز، بهدف زيادة الكمية المصدرة منه واستبداله بالمازوت في توليد التيار الكهربائي وارتفعت كمية الكهرباء المولدة بالنفط خلال 2023 إلى 17.6 تيراوات/ساعة، مقابل 10.9 تيراوات/ساعة في عام 2021، بنسبة نمو 61.2%.
ما هي محطات الكهرباء المهمة في مصر؟
أما بخصوص خريطة محطات الكهرباء في مصر فيجب الإشارة إلى أن هناك 80 محطة كهرباء، وفقاً لتقرير الشركة القابضة لكهرباء مصر عام 2020 ـ 31% من هذه المحطات تعمل بالغاز الطبيعي إضافة إلى السولار بعدد 25 محطة، وربع هذه المحطات يعمل بالغاز الطبيعي والمازوت معاً (19 محطة)، و15% من المحطات تعمل بالسولار (12 محطة)، أما الغاز الطبيعي فقط فتعمل به (11) محطة، والمازوت فتعمل به محطة .
في حين لا توجد في مصر سوى ثلاث محطات كهربائية تعمل بالرياح، ومحطتين شمسيتين، إضافة إلى محطة شمسية أخرى تعمل بالغاز الطبيعي، أما المحطات المائية فعددها ست محطات. وتملك مصر حوالي 59 ألفاً و500 ميغاوات من القدرات الاسمية لمحطات الكهرباء، وتعني القدرات الاسمية، تلك الإمكانية أو القدرات التي تستطيع تلك المحطات توليدها في حال عملها بسعتها القصوى. (55%) من هذه القدرات تملكها محطات الدورة المركبة التي تعمل بالغاز الطبيعي، إضافة إلى المازوت أو السولار، والثلث للمحطات البخارية 29%، أما المحطات الغازية فنسبة قدراتها 7% فقط.
أهم محطات توليد الكهرباء في مصر فهي كالتالي:
- محطة كهرباء شمال القاهرة: تعمل من خلال نظام الـ(وحدتين غازيتين ووحدة بخارية) بقدرة 1500 ميغاوات ويتم إنتاج الكهرباء بالغاز والديزل.
- محطة كهرباء 6 أكتوبر: تعمل بقدرة إجمالية 1518.5 ميغاوات ويتم إنتاج الكهرباء باستخدام الغاز والديزل.
- محطة كهرباء التبين: تحتوي على وحدتين بخاريتين بقدرة إجمالية 700 ميغاوات ويتم إنتاج الكهرباء بالغاز والمازوت.
- محطة كهرباء غرب القاهرة: تعمل بقدرة إجمالية 2010 ميغاوات ويتم إنتاج الكهرباء باستخدام الغاز والديزل.
- محطة كهرباء شبرا الخيمة: تعمل بقدرة إجمالية 1290 ميغاوات ويتم إنتاج الكهرباء باستخدام الغاز والديزل.
- محطة كهرباء شمال الجيزة: تعمل بقدرة إجمالية 2250 ميغاوات ويتم إنتاج الكهرباء باستخدام الغاز والديزل.
- محطة كهرباء جنوب القاهرة: تعمل بقدرة إجمالية 150 ميغاوات. ويتم إنتاج الكهرباء باستخدام الغاز والديزل.
- محطة كهرباء السد العالي: يتم توليد الكهرباء فيها باستخدام الطاقة المائية حيث تحتوي على 12 وحدة توليد مائية بقدرة إجمالية 2100 ميغاوات.
- محطة كهرباء أسوان الأولى: يتم توليد الكهرباء فيها باستخدام الطاقة المائية حيث تحتوي على 7 وحدات توليد مائية بقدرة إجمالية 322 ميغاوات.
- محطة كهرباء أسوان الثانية: يتم توليد الكهرباء باستخدام الطاقة المائية حيث تحتوي على 4 وحدات توليد مائية بقدرة إجمالية 270 ميغاوات.
- محطة كهرباء إسنا: يتم توليد الكهرباء باستخدام الطاقة المائية حيث تحتوي على 6 وحدات توليد مائية بقدرة إجمالية 85.68 ميغاوات.
- محطة كهرباء نجع حمادي: يتم توليد الكهرباء باستخدام الطاقة المائية حيث تحتوي على 4 وحدات توليد مائية بقدرة إجمالية 64 ميغاوات.
- محطة كهرباء أسيوط: يتم توليد الكهرباء باستخدام الطاقة المائية حيث تحتوي على 4 وحدات توليد مائية بقدرة إجمالية 32 ميغاوات.
- محطات شركة شرق الدلتا لإنتاج الكهرباء: تتكون من 16 محطة تعمل بقدرة إجمالية 10204.54 ميغاوات، ويتم إنتاج الكهرباء باستخدام الغاز والديزل.
- محطات شركة غرب الدلتا لإنتاج الكهرباء: تتكون من 7 محطات بقدرة إجمالية تصل إلى 5773 ميغاوات ويتم إنتاج الكهرباء باستخدام الغاز والديزل.
- محطات شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء: تتكون من 9 محطات بقدرة إجمالية تصل إلى 47800 ميغاوات، ويتم إنتاج الكهرباء باستخدام الغاز والديزل.
- محطات شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء: تتكون من 7 محطات بقدرة إجمالية 11604 ميغاوات، ويتم إنتاج الكهرباء باستخدام الغاز والديزل.
بالتفاصيل.. كيف أثَّر الغاز على الكهرباء في مصر؟
احتياطيات الغاز في مصر
احتياطيات مصر من الغاز بلغت 2.2 تريليون متر مكعب خلال 2023 وهو الرقم المسجل نفسه في عام 2021، بحسب التقرير السنوي لمنظمة أوبك، في حين تظهر بيانات معهد الطاقة أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي تراجع إلى 64.5 مليار متر مكعب خلال العام الماضي، مقابل 67.8 مليار متر مكعب في عام 2021، أي بمقدار 3.3 مليار متر مكعب على أساس سنوي.
يُشار إلى أن قطاع توليد الكهرباء هو الأكثر استهلاكاً للغاز في مصر بنسبة تتجاوز 58%، وأرقام صادرة عن مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي) تراجع إنتاج الغاز الطبيعي في مصر إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، وانخفض إنتاج الغاز الطبيعي من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار 2023 بواقع 9% على أساس سنوي و12% مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2021.
انخفاض في إنتاج حقل ظُهر
من جانبها، قالت الحكومة في وقت سابق من شهر يوليو/تموز 2023 إن إنتاج حقل ظُهر بلغ 2.3 مليار قدم مكعب يومياً، وقد شهد انخفاضاً كبيراً؛ حيث كان ينتج 2.7 مليار قدم مكعب يومياً في 2019. وقال محللون ومصدر في قطاع الغاز إن الإنتاج تقلص بسبب مشكلات تتعلق بتسرب المياه في حقل ظهر، والذي تُقدر احتياطياته من الغاز بنحو 30 تريليون قدم مكعب وتبلغ قدرته الإنتاجية 3.2 مليار قدم مكعب يومياً، حسبما ذكرت شركة "بي.إم.آي ريسيرش" للأبحاث.
ما هي معدلات إنتاج الغاز في مصر؟
بلغ متوسط إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال النصف الأول 2023 إلى مستوى 5.07 مليار متر مكعب، مقابل 5.6 مليار متر مكعب في المدة المقابلة من العام السابق له (2022). وعند المقارنة مع متوسط الأشهر الـ6 الأولى من 2021، البالغ 5.79 مليار متر مكعب، فإن إنتاج الغاز في مصر تراجع بأكثر من 12%، وفق حسابات وحدة أبحاث الطاقة، التي اعتمدت على بيانات "جودي".
وتسبّبت ضغوط الحكومة المصرية في تطوير حقل ظهر -الذي يمثّل 40% من الإنتاج المصري- في مشكلات فنية تتعلق بتسرب المياه، وكانت مسؤولة جزئياً عن تراجع إنتاج الغاز في مصر، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن مصادر مُطّلعة، إلّا أن الحكومة نفت ذلك. وفي يناير/كانون الثاني 2023، تراجع إنتاج الغاز في مصر إلى 5.47 مليار متر مكعب، مقابل 5.96 مليار متر مكعب في الشهر نفسه من عام 2022، و5.79 مليار متر مكعب في يناير/كانون الثاني 2021.
واستمر إنتاج مصر من الغاز الطبيعي في التراجع خلال فبراير/شباط الماضي إلى 4.78 مليار متر مكعب (أدنى مستوى منذ مايو/أيار 2022)، مقابل 5.14 مليار متر مكعب خلال الشهر المقابل من 2022، و5.47 مليار متر مكعب في فبراير/شباط 2021.
وعلى أساس شهري، ارتفع إنتاج الغاز في مصر خلال مارس/آذار إلى 5.28 مليار متر مكعب، ورغم ذلك، ظلّ متراجعاً عند مقارنته بالشهر ذاته من 2022، الذي بلغ فيه 5.86 مليار متر مكعب، وكذلك بإنتاج مارس/آذار 2021، البالغ 6.13 مليار متر مكعب.
انخفاض جديد في إنتاج الغاز في مصر
لم يتوقف الأمر عند ذلك، لكن ومع بداية الربع الثاني 2023، عاد إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى الانخفاض في أبريل/نيسان، على أساس شهري وسنوي، ليبلغ 4.97 مليار متر مكعب، مقابل 5.54 مليار متر مكعب في الشهر المقابل من 2022، و5.8 مليار متر مكعب في أبريل/نيسان 2021. وارتفع إنتاج الغاز في مصر على أساس شهري في مايو/أيار 2023 إلى 5.06 مليار متر مكعب، ولكنه ظل متراجعاً عند مقارنته بإنتاج الشهر نفسه من العام الماضي البالغ 5.6 مليار متر مكعب، و5.84 مليار متر مكعب في مايو/أيار 2021.
وخلال يونيو/حزيران 2023، عاد إنتاج الغاز في مصر إلى الانخفاض على أساس شهري وسنوي ليبلغ 4.91 مليار متر مكعب، مقابل 5.5 مليار متر مكعب في الشهر المقارن من 2022، ونحو 5.73 مليار متر مكعب في يونيو/حزيران 2021.
نسبة استهلاك الغاز في توليد الكهرباء
وفق التقارير الرسمية الصادرة عن وزارة الكهرباء المصرية، فقد وصل استهلاك الغاز الطبيعي في مصر بقطاع توليد الكهرباء والتدفئة (استهلاك الكهرباء يمثل الغالبية العظمى) خلال النصف الأول من 2023 إلى 2.73 مليار متر مكعب، مقابل 2.78 مليار متر مكعب في المدة نفسها من 2022، ونحو 3 مليارات متر مكعب في الأشهر الـ6 الأولى من 2021.
وفي فبراير/شباط 2023 استمر تراجع استهلاك الغاز في محطات توليد الكهرباء إلى 2.31 مليار متر مكعب، مقابل 2.52 مليار متر مكعب في الشهر نفسه من 2022، و2.67 مليار متر مكعب في فبراير/شباط 2021.
في حين سجّل استهلاك الغاز في محطات الكهرباء خلال أبريل/نيسان 2023 نحو 2.6 مليار متر مكعب، مقابل 2.59 مليار متر مكعب في الشهر المقابل من 2022، و2.89 مليار متر مكعب خلال أبريل/نيسان 2021. وارتفع استهلاك محطات الكهرباء من الغاز على أساس شهري خلال مايو/أيار 2023 ليبلغ 2.92 مليار متر مكعب، مقارنة مع 2.81 و3.26 مليار متر مكعب خلال الشهر نفسه من 2022 و2021 على التوالي.
وفي يونيو/حزيران 2023، ارتفع الاستهلاك إلى 3.26 مليار متر مكعب، مقابل 3.27 و3.36 مليار متر مكعب، خلال الشهر نفسه من 2022 و2021 على الترتيب. ويعدّ استهلاك محطات الكهرباء من الغاز في يونيو/حزيران أعلى معدل سجلته خلال النصف الأول من 2023 وقد شهد ارتفاعاً كبيراً خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب 2023، لزيادة درجة الحرارة، التي أدت إلى أزمة بقطاع الكهرباء المصري.
اللجوء إلى ضخ المزيد من الغاز والمازوت
نتيجة لتزايد استهلاك الغاز في توليد الكهرباء في مصر بسبب ارتفاع درجة الحرارة، لجأت وزارة البترول المصرية في نهاية 2023 إلى رفع إجمالي كميات الوقود "غاز ومازوت" التي يتم ضخها إلى محطات الكهرباء على مستوى الجمهورية بنحو 12% بعد تراجعها نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023 5- 8% عقب توقف واردات الغاز الطبيعي من الخارج.
في حين وصل إجمالي شحنات الغاز الموجهة إلى محطات الكهرباء ما بين 90 و100 مليون متر مكعب يومياً مع توافر كميات من الغاز عقب استئناف الواردات من إسرائيل؛ ما يُعزز إنتاجية الكهرباء وتقليص مدة تخفيف الأحمال، وبسبب انخفاض إنتاج الغاز في مصر فقد حاولت الحكومة تعويض محطات الكهرباء بكميات من المازوت تراوحت بين 10 و17 ألف طن يومياً كحد أقصى لتعويض النقص الذي حدث في كميات الغاز الموجه إلى محطات الكهرباء التقليدية.
في سياق موازٍ فإن الاحتياطي الاستراتيجي لوزارة الكهرباء من المازوت حالياً –بخلاف الإمدادات اليومية من وزارة البترول المصرية- يبلغ 150 ألف طن، والإمدادات اليومية الواردة من وزارة البترول بشأن المازوت تتراوح بين 10 إلى 12 ألف طن مازوت، بحسب المسؤولين.
في سياق موازٍ، فإنه حسبما نشرت "بي بي سي"، فإنه لا يوجد فارق بين الغاز الطبيعي والمازوت فيما يتعلق بكمية الطاقة المولدة أو سرعة توليدها، فـ"الأمر يعتمد على الوقود المتوفر". ومع ذلك، يتميز الغاز الطبيعي بكونه أفضل بيئياً في الاستهلاك، فهو "لا يصدر عوادم ولا توجد به نسبة شوائب مرتفعة، ويحافظ على العمر الافتراضي للمعدات".
وعلى العكس، يعد المازوت ملوثاً للبيئة بعوادمه، كما أنه يؤثر على العمر الافتراضي للمعدات على المدى الطويل؛ حيث "يؤدي إلى تراكمات في معدات تسخينه خلال مراحل توليد الكهرباء، وهو أمر يتطلب صيانة دورية بسبب الشوائب والعوادم الصلبة".
يُذكر أنه في سبتمبر/أيلول 2018، أعلنت مصر تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، لكن بحساب تكلفة الفرصة البديلة، أي إمكانية تصدير الغاز بدلاً من توريده لمحطات الكهرباء، أصبح من المكلف الاستمرار في توليد الكهرباء بالمعدلات السابقة ذاتها.
دفع ذلك الحكومة في أغسطس/آب 2022 إلى تنفيذ خطة لترشيد الاستهلاك الكهربائي، واستغلال الغاز في التصدير لتلبية الطلب العالمي المرتفع عالمياً، في أعقاب الحرب الروسية- الأوكرانية؛ ما أسفر عن نمو قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعي بنسبة 171%، لتصل إلى 8 ملايين طن بقيمة 8.4 مليار دولار خلال عام 2022.
ارتفعت بذلك واردات الوقود لحساب وزارة البترول، خلال الربع الأول من 2024، إلى 3.3 مليارات دولار بزيادة 6% عن الفترة ذاتها من عام 2023، التي بلغت 3.1 مليار دولار، لتستحوذ على نحو 70% من فاتورة الاستيراد، خلال أشهر يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط ومارس/آذار 2024.