أفادت القناة 13 الإسرائيلية، في تقرير لها يوم الإثنين 18 مارس/آذار 2024، بأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، هددا بترك الحكومة، وذلك على خلفية مغادرة وفد المفاوضات الإسرائيلي إلى قطر لعقد مباحثات حول خطة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. في الوقت نفسه قال البيت الأبيض إن جو بايدن حذَّر بنيامين نتنياهو من أن تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية في رفح سيؤدي إلى تفاقم الفوضى بغزة، مشيراً إلى أنهما اتفقا على أن يجتمع وفدان من الجانبين في واشنطن لبحث الأمر.
مباحثات حول خطة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين
بحسب القناة 13 الإسرائيلية، قال الوزيران: "إذا أُفرج عن عشرات الإرهابيين الملطخة أيديهم بالدماء، فلن نبقى في الحكومة".
تقول القناة إن هناك دعماً واسعاً لهذا الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه، وضمن ذلك داخل صفوف القيادات التي تتضمن رئيس الموساد دافيد برنياع، ورئيس الشاباك رونان بار، والمسؤول عن الجهود الاستخباراتية المتعلقة بملف الأسرى الإسرائيليين اللواء في الاحتياط نيتسان ألون، وأيضاً على المستوى السياسي، حيث يدعم غالبية الوزراء في الكابينيت وفي الحكومة الإطار العام للاتفاق. ومع ذلك، يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لم يصل بعد إلى قرار حول الموضوع.
وفي غضون ذلك، وافق الكابينيت في الساعات الأولى من اليوم الإثنين 18 مارس/آذار، على تفويض الوفد الإسرائيلي الذي يقوده رئيس الموساد، والذي وصل قبل قليل إلى العاصمة القطرية الدوحة.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة Times of Israel الإسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي بقطر سيكون في الفندق نفسه الذي يقيم به وفد حماس، وذلك وفقاً لما أفادت به تقارير صحفية عبرية.
وتشير التقارير إلى أنه برغم ذلك، لن يكون هناك اتصال مباشر، وسوف ينتقل الوسطاء جيئةً وذهاباً بين الغرفتين، اللتين يفصلهما رواق.
وقد بدأت المحادثات هذا المساء، وقال المسؤولون الإسرائيليون إنهم يتوقعون أن تستمر المحادثات ليومين على أقل تقدير، ويعتقدون أن وفد حماس سوف يحيل كل قرار إلى يحيى السنوار، الذي يُعتقد أنه موجود داخل أنفاق في غزة.
تحذير أمريكي لنتنياهو
في سياق موازٍ قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية في رفح سيؤدي إلى تفاقم الفوضى بغزة، مشيراً إلى أنهما اتفقا على أن يجتمع وفدان من الجانبين في واشنطن لبحث الأمر.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، للصحفيين إن البلدين سيجريان مباحثات شاملة تتعلق بسبل المضي قدماً في غزة حيث تشتد أزمة إنسانية بعد ستة أشهر من القتال. وأضاف سوليفان أن الاجتماع قد يُعقد هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وأنه لن تُنفذ أي عملية في رفح قبل المحادثات.
فوضى في بعض مناطق غزة
ذكر سوليفان، ملخصاً رسالة بايدن إلى نتنياهو: "الفوضى تسود المناطق التي طهَّرها الجيش الإسرائيلي، لكن (الوضع) لم يستقر" في غزة، وستتفاقم الأزمة الإنسانية إذا مضت إسرائيل قدماً في هجومها على رفح.
وأضاف: "أجرينا العديد من المباحثات على مختلف المستويات بين جيشينا وجهازي المخابرات لدينا ودبلوماسيينا وخبراء الشؤون الإنسانية، لكن لم تتح لنا الفرصة بعد لإجراء مناقشة استراتيجية شاملة ومتكاملة".
وتشهد العلاقات بين بايدن ونتنياهو توتراً متزايداً بسبب الوضع في غزة. ووصف سوليفان المكالمة الهاتفية بأنها "عملية"، وقال إن بايدن لم يهدد بتقليص المساعدات الأمريكية لإسرائيل.
وذكر سوليفان أن بايدن أبلغ نتنياهو أنه يحتاج إلى استراتيجية محكمة تجاه غزة، "بدلاً من أن تقتحم إسرائيل رفح". وأكد مجدداً دعم الولايات المتحدة للجهود الإسرائيلية للقضاء على مسلحي حماس الذين هاجموا جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما أكد سوليفان أن مروان عيسى، الرجل الثالث في صفوف حماس، قُتل في عملية إسرائيلية الأسبوع الماضي. ولم تعلق الحركة.
وهذه المكالمة هي الأولى بين الزعيمين منذ 15 فبراير/شباط 2024، وتأتي في غمرة توترات محتدمة بين إسرائيل وأقرب حلفائها، بشأن أسلوب تعامل نتنياهو مع الحرب الدائرة في غزة.
وقال نتنياهو إنه ناقش مع الرئيس الأمريكي التزام إسرائيل بتحقيق جميع الأهداف التي حددتها للحرب وهي: القضاء على حماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل بعد ذلك. وأضاف في بيان، أن هذا سيُنفَّذ "مع تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة التي تساعد على تحقيق هذه الأهداف".
في حين دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، وهو مؤيد دائم لإسرائيل وأرفع مسؤول أمريكي يهودي منتخب، في كلمة ألقاها يوم الخميس، إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، وقال إن نتنياهو يمثل عقبة أمام السلام. وأشاد بايدن بالخطاب في اليوم التالي، وقال إن مخاوف شومر يشاركه فيها كثيرون من الأمريكيين.
وردَّ نتنياهو محتداً الأحد، وقال في حديث لشبكة "سي.إن.إن"، إن خطاب شومر "غير لائق بالمرة"، وأكد نتنياهو مرة أخرى في اجتماع لمجلس الوزراء، الأحد، أن القوات الإسرائيلية ستتوغل في رفح، التي تمثل آخر مكان آمن نسبياً في قطاع غزة الصغير المزدحم، وذلك على الرغم من الضغوط الدولية على إسرائيل للحيلولة دون سقوط مزيد من القتلى المدنيين.
يُذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلَّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".