قالت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الثلاثاء 12 مارس /آذار 2024، إن سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعثت برسالة مناشدة إلى الشيخة موزا بنت ناصر المسند، أم أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تتعلق بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وذلك حسبما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس الإثنين 11 مارس/آذار.
في رسالة إلى الشيخة موزا، كتبت سارة نتنياهو: "يذكرنا رمضان، وهو وقت الرحمة والكرم، بالقوة التي نمتلكها عندما نكون معاً، وندعم قيم السلام والإنسانية. بهذه الروح من الوحدة والمبادئ الإنسانية المشتركة، أرجو أن أتحدث عن شأن في غاية الإلحاح والأهمية: محنة الإسرائيليين المختطفين الذين تحتجزهم حماس".
كما أضاف الخطاب: "إن آلام عائلاتهم، الذين ينتظرون عودتهم، يتردد صداها بعمق داخل قلوبنا، ويذكرنا بالقيمة النفيسة للحياة وأهمية التكاتف لحمايتها".
دعوة سارة نتنياهو لـ"تجاوز الحدود السياسية"
وفق الصحيفة نفسها، فقد ناشدت سارة نتنياهو الشيخة موزا بصورة شخصية، إذ قالت: "من امرأة إلى امرأة، من الضروري التحدث عن أن هناك 19 امرأة بين الأسرى يتحملن مصاعب لا يمكن تخيلها. إنها دعوة من أجل التحرك لتجاوز الحدود السياسية، ومخاطبة قيمنا وإنسانيتنا المشتركة".
وأكدت زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي: "أطلب منك، بروح رمضان، أن تؤثري بنفوذك الكبير للعمل نحو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. لا يمكننا أن نظل صامتين ونتراجع إلى الوراء عندما تكون كرامة النساء وأمنهم على المحك".
ويأتي خطاب نتنياهو وسط جهود متجددة في الأسابيع الأخيرة للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، حيث تتوسط قطر بقوة للوصول إلى ذلك.
قطر تؤكد مواصلة العمل من أجل التوصل لاتفاق
في سياق مرتبط، أكدت قطر، الثلاثاء، مواصلة العمل والمفاوضات للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في قطاع غزة، وذلك بحسب ما ذكره المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، محمد الأنصاري، خلال إحاطة إعلامية أسبوعية، وفق ما أوردت الوزارة عبر حسابها بمنصة "إكس".
الأنصاري قال: "كنا جميعاً ندفع باتجاه التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان، لكن (عدم حدوث) ذلك لم يمنعنا من مواصلة العمل والمفاوضات للتوصل إلى اتفاق".
كما شدد على أن الدوحة تبذل كل ما في وسعها لدفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق. وأعرب عن أسفه لعدم التوصل إلى هدنة تؤدي لوقف القتال قبل شهر رمضان، مؤكداً أن الجهود والاتصالات القطرية مستمرة مع جميع الأطراف.
وأضاف: "ولا يزال يحدونا الأمل بأن نصل لاتفاق يضمن بداية العمل نحو تهدئة قبل عيد الفطر المبارك، لكن الوضع معقد بشكل كبير جداً على الأرض".
ثم أشار إلى أن قطر تقوم بإيصال وجهات النظر دون ضغط على أحد، وتسعى لدفع الطرفين للتوصل لاتفاق.
وكانت هناك تقارير صحيفة عربية تتحدث عن محاولات مضنية بُذلت قبل ساعات من بدء شهر رمضان للتوصل لهدنة في غزة، غير أنها لم تسفر عن شيء.
عدوان إسرائيلي في رمضان
وحل شهر رمضان، الإثنين، وسط حرب إسرائيلية مدمرة تشنها تل أبيب على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، وسط وساطة مصرية قطرية أمريكية لإقرار هدنة ثانية بالقطاع.
وسبق أن أقر الوسطاء ذاتهم هدنة أولى في ديسمبر/كانون الأول الماضي، استمرت نحو أسبوع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
وبخصوص مبادرة إنشاء ممر بحري لإدخال المساعدات، أوضح الأنصاري أن الدوحة منذ اليوم الأول أعلنت دعمها لجميع الجهود التي تمكن من دخول المساعدات إلى غزة في ظل تزايد الاحتياج هناك.
وأضاف أن بلاده تدعم المقترح وستكون ضمن الداعمين لإدخال المساعدات عبر الممر البحري.
وشدد على أن هذا الشكل من إدخال المساعدات لا يجب أن يكون بديلاً عن الممرات البرية التي نطالب دائماً باستمرار فتحها وعملها وإدخال المساعدات عبرها.
والجمعة، أعلن رئيس قبرص الرومية نيكوس خريستودوليدس، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اقتراب فتح ممر بحري لنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اقترح رئيس قبرص الرومية في مؤتمر للمساعدات الإنسانية في باريس، إنشاء ممر بحري لإيصال المساعدات إلى غزة.
ووسط تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة شمال قطاع غزة، تواصل دول عربية مثل مصر والإمارات والأردن وقطر وسلطنة عمان والبحرين، تنفيذ عمليات مشتركة لإسقاط مساعدات غذائية على القطاع، لكنها لا تلبي حجم الاحتياجات الهائلة الناجمة عن الكارثة التي خلقتها إسرائيل.