كشف تقرير لموقع Jeune Afrique الفرنسي، الثلاثاء 12 مارس/آذار 2024، أن مصر باتت تشدد سياسات استقبال اللاجئين السودانيين، وأن العاصمة القاهرة كانت مسرحاً لتقاطع مثير للوفود السودانية لبحث هذه القضية، في وقت تتعثر فيه مبادرات السلام في السودان بعد نحو عام من الحرب.
الموقع أشار إلى أن رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، زار القاهرة في 8 مارس/آذار الحالي، على رأس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم"، بدعوة من رئيس الدولة المصرية، عبد الفتاح السيسي.
وقبلها في 29 شباط/فبراير، استقبل الرئيس السيسي في قصر الاتحادية، رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي يحظى بدعم الحكومة المصرية.
تأتي هذه اللقاءات الدبلوماسية في وقت تتعثر فيه مبادرات السلام، بعد ما يقرب من عام من الحرب المدمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي".
وفي مواجهة حجم الكارثة الإنسانية، دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم زيارة عبد الله حمدوك إلى القاهرة، إلى وقف الأعمال العدائية خلال شهر رمضان، لكن هذه الزيارة يمكن أن تكون بداية خطوة في اتجاه حل يشمل الجنرال البرهان تحت رعاية القاهرة، في حين أكد علاء الدين نقد، المتحدث الرسمي باسم حركة التقدم المدنية التي يقودها عبد الله حمدوك، أنَّ "مصر جزء من حل الأزمة".
قضية اللاجئين السودانيين تتصدر المباحثات
الموقع ذاته أفاد أن قضية اللاجئين السودانيين كانت على جدول أعمال اللقاءات بين الجانبين المصري والسوداني، حيث تستقبل مصر ما يقرب من ثُلث اللاجئين السودانيين الذين فروا من الحرب خارج السودان.
بحسب وزارة الخارجية المصرية، عَبَر أكثر من 460 ألف سوداني الحدود منذ أبريل/نيسان 2023، بينما يعيش أكثر من 4 ملايين سوداني في البلاد من قبل الحرب.
وفي 2 مارس/آذار الحالي، تحدث وزير الداخلية السوداني الفعلي، الفريق خليل باشا سيرين، مع نظيره المصري حول ظروف إقامة السودانيين في جارتهم الشمالية، وخلال هذه المقابلة، طالب العميد سيرين بتسهيل دخول كبار السن والأطفال والمرضى.
يُذكر أنه في مواجهة تدفق المهاجرين، أنهت السلطات المصرية في يونيو/حزيران 2023 الإعفاءات من التأشيرة التي كانت حتى ذلك الحين تستفيد منها النساء والرجال الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً، والذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، في وقت تشهد فيه مصر أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها.
بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب، ردد عمرو أديب، الصحفي الأعلى مشاهدة في مصر، مخاوف جزء من السكان بشأن الوصول الجماعي للسودانيين، حيث قال مقدم برنامج "الحكاية" الحواري: "كل شيء يتدهور، الأسعار وإمدادات الغذاء والأدوية"، محذراً من عواقب معدلات الهجرة غير المسبوقة.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، وعلى هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ذكّر وزير الخارجية المصري سامح شكري المجتمع الدولي بواجب التضامن، بعد أن سلَّط الضوء تحديداً على ثقل مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين على الخدمات العامة في البلدان المجاورة للسودان.