أعلن متحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أن أكثر من 70 شهيداً سقطوا وهم ينتظرون مساعدات إنسانية، إثر مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين قرب دوار النابلسي، شمالي قطاع غزة، صباح الخميس 29 فبراير/شباط 2024، في حين تجاوزت حصيلة الشهداء في قطاع غزة 30 ألفاً.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن الاحتلال الإسرائيلي قصف شارع الرشيد، قرب دوار النابلسي، شمالي قطاع غزة، وأصاب شاحنةً محملةً بالمساعدات للأهالي هناك، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
مجزرة مروعة
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في بيان، الخميس، مقتل أكثر من 70 فلسطينياً وإصابة ما يزيد عن 250 آخرين جراء استهداف إسرائيل لفلسطينيين ينتظرون مساعدات إنسانية جنوب مدينة غزة.
وقال الإعلام الحكومي إن الاحتلال ارتكب هذه المجزرة المروعة مع سبق إصرار في إطار الإبادة الجماعية لأهالي القطاع، حيث كان يعلم بوصول الضحايا إلى المنطقة للحصول على مساعدات، لكنه قتلهم بدم بارد.
وحمّل الإعلام الحكومي في غزة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية مسؤولية قتل المدنيين بالقطاع، في ظل تجويعهم على يد إسرائيل، مؤكداً أن "لدى إسرائيل نية مبيتة لارتكاب المجزرة المروعة ضد فلسطينيين ينتظرون مساعدات إنسانية جنوبي مدينة غزة".
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عدداً من الفلسطينيين على متن الشاحنة بين شهيد وجريح، عقب استهدافهم بقصف الاحتلال.
🎥- شاحنة مخصصة لنقل المساعدات صارت لنقل الشهداء والجرحى، بعد مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال بحق الأهالي الفلسطينيين على دوار النابلسي في #غزة pic.twitter.com/gJnVEpcokI
— عربي بوست (@arabic_post) February 29, 2024
"قتل الجوعى"
إلى ذلك، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال يصعّد عمليات قتل الفلسطينيين الجوعى على أطراف مدينة غزة، لدى انتظارهم الإمدادات الإنسانية، بالتزامن مع تصعيد أوامر التهجير.
وأضاف المرصد في بيان: "قوات الاحتلال استهدفت آلاف المدنيين أثناء انتظارهم إمدادات إنسانية في غزة فجر اليوم، وقتلت ما لا يقل عن 70 منهم، وجرحت نحو 600 آخرين، بعدما استهدفتهم بالقذائف المدفعية وإطلاق النار المباشر".
المرصد أكد: "وثقنا اقتراف جيش الاحتلال مجزرةً داميةً بإطلاق الدبابات الإسرائيلية القذائف والنار بشكل مباشر تجاه آلاف المدنيين الجوعى، الذين انتظروا منذ ساعات وصول شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي غزة".
وتابع البيان: "عملية إطلاق القذائف والنار استهدفت المدنيين بمجرد وصول الشاحنات التي تقل المساعدات، والعشرات سقطوا بعد صعودهم على الشاحنات لمحاولة أخذ كيس طحين، فيما استُهدف عشرات وهم يحملون كيس الطحين أو معلبات لإطعام أفراد أسرهم الذين أنهكهم الجوع".
كما أوضح البيان "مئات المصابين والقتلى وصلوا إلى مستشفى الشفاء الذي يعمل بطاقة جزئية، ولا توجد طواقم طبية كافية، وهناك تدافع كبير، واضطر مواطنون للتعامل مع الجرحى ومحاولة تقديم الإسعافات الأولية، وسط حالة كارثية ومؤلمة".
في السياق، قالت الخارجية الفلسطينية إن "المجزرة" التي ارتكبتها إسرائيل في غزة جزء لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا".
تجاوز الضحايا 30 ألفاً
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الخميس، أن عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع تجاوز 30 ألفاً، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
قال المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة: "تجاوز عدد الشهداء جراء العدوان على غزة أكثر من 30 ألفاً، منذ أكتوبر الماضي"، مضيفاً: "الاحتلال ارتكب الخميس مجزرةً راح ضحيتها حوالي 70 شهيداً، كانوا يسعون للحصول على مساعدات قرب دوار النابلسي غرب مدينة غزة".
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة، ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليونَي فلسطيني.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، ودماراً هائلاً في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ ما استدعى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".