نقلت وكالة "رويترز" عن خمسة مصادر مطلعة لم تسمّها، الخميس 1 فبراير/شباط 2024، أن الحرس الثوري الإيراني قلَّص نشر كبار ضباطه في سوريا بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية المميتة، وسيعتمد أكثر على فصائل شيعية متحالفة مع طهران للحفاظ على نفوذه هناك.
وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني إقليمي كبير على اطلاع من جانب طهران، إن قادة إيرانيين كباراً غادروا سوريا مع عشرات الضباط ذوي الرتب المتوسطة، واصفاً ذلك بأنه تقليص لحجم الوجود.
ولم يذكر المصدر عدد الإيرانيين الذين غادروا، ولم يتسنَّ لرويترز تحديد ذلك بشكل مستقل، كما لم تتمكن وكالة الأنباء من الوصول إلى الحرس الثوري للحصول على تعليق، كما لم ترد وزارة الإعلام السورية على أسئلة عبر البريد الإلكتروني بخصوص هذا الموضوع.
إيران تتجنب الانجرار للصراع
وقالت ثلاثة من المصادر لرويترز إنه بينما يطالب غلاة المحافظين في طهران بالثأر، فإن قرار إيران سحب كبار الضباط مدفوع جزئياً بحرصها على ألا تنجر إلى صراع يحتدم في أنحاء الشرق الأوسط.
وبينما قالت المصادر إن إيران ليست لديها نية للانسحاب من سوريا، وهي جزء أساسي من دائرة نفوذ طهران، فإن إعادة التفكير تسلط الضوء على كيف تتكشف العواقب الإقليمية للحرب الإسرائيلية على غزة.
في الوقت ذاته، قالت ثلاثة من المصادر إن الحرس الثوري سيدير العمليات السورية عن بُعد بمساعدة حليفته جماعة حزب الله، في حين لم ترد الجماعة اللبنانية على الفور على طلب للتعليق، وفق رويترز.
وقال مصدر آخر، وهو مسؤول إقليمي مقرب من إيران، إن من لا يزالون في سوريا غادروا مكاتبهم وأماكن إقامتهم وابتعدوا عن الأنظار، وأضاف: "الإيرانيون لن يتخلوا عن سوريا، لكنهم قللوا وجودهم وتحركاتهم إلى أقصى حد".
وذكرت المصادر أن التغييرات لم يكن لها تأثير على العمليات حتى الآن، فيما قال أحد المصادر، وهو إيراني، إن تقليص الحجم "سيساعد طهران على تجنب الانجرار إلى الحرب بين إسرائيل وغزة".
إسرائيل تستهدف الحرس الثوري
وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الحرب السورية، وبينما كان بين هؤلاء أعضاء من الحرس الثوري، يعملون رسمياً في دور مستشارين، كان الجزء الأكبر من الفصائل المسلحة الشيعية من أنحاء المنطقة.
ويتعرض الحرس الثوري لواحدة من أكثر الفترات صعوبة في سوريا منذ وصوله قبل عقد من الزمن لمساعدة رئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2023، قتلت الضربات الإسرائيلية أكثر من ستة من أعضائه بينهم أحد كبار قادة المخابرات في الحرس الثوري.
وسعت إيران إلى أن تنأى بنفسها عن الصراع حتى في وقت تدعم فيه جماعات دخلت المعركة من لبنان واليمن والعراق وسوريا، في إطار ما يسمى "محور المقاومة" المناهض لإسرائيل والمصالح الأمريكية.
ومنذ اندلاع حرب غزة، صعّدت إسرائيل حملة الضربات الجوية المستمرة منذ سنوات بهدف تحجيم الوجود الإيراني في سوريا ومهاجمة كل من الحرس الثوري وحزب الله، الذي يتبادل بدوره إطلاق النار مع إسرائيل عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ونادراً ما تعلق إسرائيل على هجماتها في سوريا، ولم تعلن مسؤوليتها عن أحدث الضربات هناك، في حين قال الجيش الإسرائيلي، رداً على أسئلة لرويترز، إنه لا يعلق على تقارير إعلامية أجنبية.