قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، إن المملكة قد تعترف بإسرائيل حال التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن إقامة دولة للفلسطينيين.
أضاف بن فرحان، خلال جلسة نقاشية بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "متفقون على أن إقرار السلام الإقليمي يشمل السلام لإسرائيل، لكن لا يمكن حدوث ذلك إلا من خلال تحقيق السلام للفلسطينيين عبر إقامة دولة فلسطينية".
ورداً على سؤال عما إذا كانت المملكة يمكن أن تعترف بعد ذلك بإسرائيل في إطار اتفاق سياسي أوسع، أجاب: "بالتأكيد"، حيث قال إن تحقيق السلام الإقليمي عن طريق إقامة دولة فلسطينية هو "أمر نعمل على إنجازه بالفعل مع الإدارة الأمريكية، وهو أكثر أهمية بالنظر إلى الأوضاع في غزة".
تجميد خطط التطبيع
في سياق متصل، نقلت "رويترز" عن مصدرين مطلعين على رؤية الرياض أن المملكة جمَّدت خططاً تدعمها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في معاودة ترتيب سريعة لأولوياتها الدبلوماسية بعد اندلاع الحرب على غزة.
أضاف المصدران لرويترز أن المحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة بشأن تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية ستشهد بعض التأخير.
وترى السعودية أن التطبيع خطوة رئيسية لتأمين ما تعتبره الجائزة الحقيقية في المقابل وهو اتفاق دفاعي أمريكي.
وقبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أشار قادة إسرائيليون وسعوديون إلى أنهم يتحركون بثبات نحو إقامة علاقات دبلوماسية كان من الممكن أن تعيد تشكيل الشرق الأوسط.
دعوة لوقف النار في غزة
من جانب آخر، علق الوزير السعودي على الوضع في غزة، قائلاً إنه لا أدلة على أن الأهداف الإسرائيلية لحربها على غزة قريبة التحقيق، داعياً لإفساح المجال لمسار يمكِّن السلطة الفلسطينية ويسمح بالمضي قدماً نحو السلام.
واوضح أن "أولويتنا إيجاد مسار للتهدئة عبر تفاعل حقيقي في المنطقة، ويجب التركيز على تخفيف حدة التوترات من خلال وقف إطلاق النار في غزة".
وبينما أعرب عن سروره "لانضمام أصوات دولية إلى المطالبة بوقف إطلاق النار لوضع حدّ للمعاناة الإنسانية الناتجة عن الحرب في غزة"، اعتبر أن "الدعوات غير كافية" وطالب "بتكثيفها وجعلها أكثر جديةً لتحقيق مطلب وقف الحرب والمعاناة".
التوترات الإقليمية
وبخصوص التوترات الإقليمية في سياق تداعيات الحرب على غزة، قال بن فرحان: "نحن قلقون بشأن الأمن الإقليمي وحرية الملاحة بالبحر الأحمر، والأولوية للتهدئة وتقليل التصعيد"، مشدداً على أنه "يجب التركيز على الوضع في غزة؛ لأنه يؤثر على المنطقة ويزيد التوتر في البحر الأحمر".
وتابع: "يجب أن تكون الأولوية لخفض التصعيد في البحر الأحمر والمنطقة بأكملها"، معتبراً أن "استمرار المعاناة في غزة غالباً سيخلِّف دوائر لا تنتهي من العنف"، بحسب تقييمه.
وتضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، شنَّت جماعات موالية لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية وأمريكية.
غير أن أبرز تطوّر كان في اليمن، حيث يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل، الأمر الذي قوبل بتحرك عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة تحت اسم "حارس الازدهار".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلّفت حتى الثلاثاء 24 ألفاً و285 شهيداً و61 ألفاً و154 مصاباً، وتسبَّبت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.