بلينكن يصل إسرائيل للقاء قادة الاحتلال.. وزير الخارجية الأمريكي: التطبيع بين تل أبيب والعرب يتطلب إنهاء حرب غزة

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/08 الساعة 21:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/08 الساعة 22:25 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن - رويترز

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن التطبيع الإسرائيلي العربي يتطلب "إنهاء الصراع في غزة وطريقاً قابلاً للتطبيق نحو دولة فلسطينية". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها في المطار، الإثنين 8 يناير/كانون  الثاني 2024، قبيل توجهه إلى إسرائيل في إطار زيارته للشرق الأوسط، بحسب شبكة "أيه بي سي" الإخبارية.

وأشار بلينكن إلى أن النقطة المشتركة للقاءاته ضمن جولته الشرق أوسطية، "تتمحور حول المساعدة في تحقيق استقرار غزة وإعادة إحيائها". وذكر أن "التطبيع والتكامل" الإسرائيلي العربي تمت مناقشته خلال زيارته المملكة العربية السعودية، لافتاً  إلى أن ذلك يتطلب "إنهاء الصراع في غزة وطريقاً قابلاً للتطبيق نحو دولة فلسطينية".

بلينكن في إسرائيل

في سياق متصل، وصل أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، مساء الإثنين، في زيارته الخامسة لتل أبيب منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لبحث محاولات منع التصعيد العسكري بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، وفق إعلام عبري.

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "بلينكن وصل إلى إسرائيل، ومن المقرر أن يجتمع صباح الثلاثاء مع الرئيس يتسحاق هرتسوغ، وفي وقت لاحق مع وزير الخارجية يسرائيل كاتس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومجلس الحرب".

بلينكن الحرب على غزة نتنياهو
وزير الخارجية الأمريكية بلينكن ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، أكتوبر 2023/ رويترز

وأضافت أن "وزير الخارجية الأمريكي قد يلتقي أيضاً عائلات المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة، فيما سيلتقي رئيسَ المعارضة يائير لابيد، صباح الأربعاء".

وتابعت: "على خلفية اغتيال المسؤول الكبير في حماس صالح العاروري في بيروت، واغتيال قائد قوة الرضوان في حزب الله وسام طويل، من المتوقع أن يبحث بلينكن مع القيادة الإسرائيلية محاولات منع التصعيد في الشمال، والاتصالات من أجل تسوية دبلوماسية، من شأنها أن تبعد حزب الله عن الحدود".

الصفدي يهاجم نتنياهو

من جانبه قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الإثنين، إنه من غير المقبول أن يسمح المجتمع الدولي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بجر الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية أوسع.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الصفدي، قوله لنظيرته الفرنسية كاترين كولونا، خلال اتصال هاتفي، إن خطر امتداد الحرب "يزداد مع كل يوم يستمر فيه القتل والدمار الذي تلحقه إسرائيل بغزة".

وأضاف الصفدي أن حكومة نتنياهو القومية اليمينية تسعى إلى توريط الغرب بشكل مباشر في حرب إقليمية ستدفع مصير المنطقة "لمزيد من الصراع والدمار".

وقال الصفدي: "العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوز كل الحدود الإنسانية والقانونية والأخلاقية بشكل يسقط أي محاججة تستخدم لعدم اتخاذ مجلس الأمن قراراً ملزماً بوقفه".

وأردف الوزير الأردني قائلاً إنّ فشل مجلس الأمن الدولي حتى الآن في فرض وقف إطلاق النار "يعكس ازدواجية معايير، وانتقائية خطيرة في تطبيق القانون الدولي".

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي/رويترز

وقال الصفدي إن الأردن وفرنسا وقفتا ضد التهجير الجماعي للفلسطينيين خارج غزة، واتفقتا على أنه ينبغي أن تسمح إسرائيل لسكان القطاع الذين دفعتهم إلى الفرار من شمال غزة والتكدس في الجنوب بالقرب من الحدود المصرية، بالعودة إلى ديارهم.

منع اتساع نطاق الحرب

كان بلينكن قد قال يوم الإثنين 8 يناير/كانون الثاني 2024، إنه وجد الزعماء في الشرق الأوسط عازمين على منع اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.

وأضاف بلينكن للصحفيين ، عقب ختام رحلته إلى السعودية ، أن جميع من تحدث إليهم يدركون حجم التحديات، "ولا أحد يعتقد أن شيئاً سيحدث بين عشية وضحاها".

وتابع أن هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر يجب أن تتوقف، وأن الدول أوضحت أنه يجب أن تكون هناك عواقب إذا استمرت تلك الهجمات. وأضاف بلينكن للصحفيين في السعودية، أن واشنطن تفضل أن يستوعب الحوثيون هذه الرسالة ويوقفوا الهجمات.

السعودية تؤكد أهمية وقف حرب غزة 

في سياق متصل أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الإثنين، أهمية وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة. جاء ذلك في لقاء جمع بن سلمان مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في المخيم الشتوي بمحافظة العلا (الشمال الغربي للمملكة)، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وبحث اللقاء "أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة ومجالات التعاون المشترك وسبل تطويره". كما جرى تبادل الآراء حول "تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار، خاصةً مستجدات الأحداث في غزة ومحيطها والمساعي بشأنها"، وفق المصدر ذاته.

غزة شركات أجنبية السعودية
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان – رويترز

وفي هذا الصدد، أكد ولي العهد السعودي "أهمية وقف العمليات العسكرية، وتكثيف مزيد من الجهود على الصعيد الإنساني".

ودعا إلى "العمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم".

وظهر بن سلمان وبلينكن قبيل اللقاء، في خيمة عربية تراثية عادةً ما تشهد مجالس عربية، وفق صورة للقاء نشرتها وكالة الأنباء السعودية.

ووصل بلينكن إلى السعودية، قادماً من الإمارات في إطار جولة بالمنطقة شملت تركيا والأردن وقطر، وينتظر أن يزور إسرائيل والضفة الغربية ومصر.

الغرب - عزة
وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن / رويترز

مرحلة جديدة من حرب غزة 

في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين، البدء في "مرحلة جديدة" من الحرب بقطاع غزة، أقل كثافة في القتال، وتشمل "قوات برية وهجمات جوية أقل". جاء ذلك وفق تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وقال هاغاري إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "بدأ مرحلة جديدة وأقل كثافة في القتال". وأوضح أن المرحلة الجديدة "ستشمل قوات برية وهجمات جوية أقل"، بحسب المصدر ذاته.

تصريحات هاغاري جاءت قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل ضمن جولة شرق أوسطية تهدف إلى منع الصراع في غزة من التوسع إلى حرب إقليمية، وفق الصحيفة.

جيش الاحتلال الإسرائيلي غزة
عناصر من جيش الاحتلال في غزة/رويترز

وقال هاغاري إن إسرائيل "ستواصل تقليل عدد القوات في غزة، وهي عملية بدأت في وقت سابق من الشهر الجاري".

وزعم أن "شدة العمليات في شمال غزة قد بدأت بالفعل في الانحسار"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي "سيركز الآن على معاقل حماس في جنوبي ووسط القطاع، خاصة حول مدينتي خان يونس ودير البلح".

وقال هاغاري إن إسرائيل "تهدف أيضاً إلى السماح بمزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضمن ذلك الخيام لإيواء النازحين".

وتقول الأمم المتحدة إنه اعتباراً من نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023 تم إجبار ما يقرب من 85% من سكان القطاع، أو نحو 1.9 مليون شخص على ترك منازلهم، وسط عملية برية إسرائيلية وقصف جوي عنيف.

غزة

ونفى هاغاري ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية، قائلاً إنها "اتخذت كل الاحتياطات لتجنب الوفيات المدنية، وكانت تحاول زيادة تسليم المساعدات إلى غزة".

جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الأحد 22 ألفاً و835 قتيلاً و58 ألفاً و416 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

تحميل المزيد