عمليات الحوثي تعرقل حركة الملاحة بالبحر الأحمر.. مجموعة بحرية تعلق جميع رحلاتها، وسفن تخفي مواقعها

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/19 الساعة 11:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/19 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
سفينة الشحن جالاكسي ليدر ترافقها قوارب الحوثيين في البحر الأحمر/ أرشيفية - رويترز

أعلنت مجموعة "ولينيوس فيلهلمسن" البحرية، الثلاثاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، تعليق "جميع الرحلات بالبحر الأحمر حتى إشعار آخر"، وفق بيان أفادت فيه بأنها تعيد توجيه جميع السفن المقرر أن تعبر البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح؛ "بسبب تدهور الوضع الأمني ​​في المنطقة". 

ولفت البيان إلى أن الشركة البحرية نجحت في تحويل مسار عدة سفن كان من المزمع أن تعبر من البحر الأحمر، وأضاف: "ليس لدينا سفن في المنطقة أو متجهة إليها"، متوقعاً زيادة عملية إعادة التوجيه زمن الرحلات من أسبوع إلى أسبوعين.

يأتي ذلك وسط عمليات تقوم بها جماعة "الحوثي" اليمنية، تستهدف من خلالها السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل لدى مرورها بمضيق باب المندب، "تضامناً مع قطاع غزة" الذي يتعرض لحرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

سفن تخفي مواقعها

على ضوء ذلك، يرسو عدد من سفن الحاويات في البحر الأحمر، في حين أوقف عدد آخر أنظمة التتبع لديه بينما يعدل التجار مسارات رحلاتهم وأسعارها بسبب عمليات الحوثي على طريق التجارة الرئيسي بين شرق العالم وغربه.

في الوقت ذاته أظهرت البيانات أن أربع سفن حاويات تابعة لشركة "إم.إس.سي" في البحر الأحمر أوقفت تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال لديها، منذ الـ17 من الشهر الجاري، حتى لا يرصد أحد مكان وجودها على الأرجح.

فيما قال إيوانيس باباديميتريو، كبير محللي الشحن في فورتيكسا إن بعض السفن تحاول إخفاء مواقعها عن طريق إرسال إشارات تظهر أنها في مواقع أخرى، كإجراء احترازي عند دخول الساحل اليمني.

وأثارت العمليات التي قامت بها الجماعة اليمنية ضد عدد من السفن في البحر الأحمر، مخاوف من تعطل التجارة الدولية مجدداً على غرار ما حدث في أعقاب الاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد-19. 

تحالف بقيادة أمريكا

كما دفعت لتشكيل قوة دولية بقيادة الولايات المتحدة للقيام بدوريات في المياه بالقرب من اليمن.

لكن جماعة الحوثي قالت عبر منشور على منصة "إكس"، إن التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة ضدها "لن يوقف عملياتنا بالبحر الأحمر".

وأمس الإثنين، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، مبادرة لتشكيل قوات متعددة الجنسيات من 10 دول باسم "حارس الازدهار"، بهدف ردع هجمات جماعة "الحوثي" بالبحر الأحمر وتهديدها لرحلات التجارة البحرية.

وقال متحدث الحوثيين: "عمليات اليمن البحرية بهدف مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والحصار على غزة، وليست استعراضاً للقوة ولا تحدياً لأحد، ومن يسعى لتوسيع الصراع فعليه تحمّل عواقب أفعاله".

أضاف: "التحالف المشكَّل أمريكياً هو لحماية إسرائيل وعسكرة للبحر دون أي مسوغ، ولن يوقف اليمن عن مواصلة عملياته المشروعة دعماً لغزة". 

وأردف: " كما سمحت أمريكا لنفسها بأن تساند إسرائيل بتشكيل تحالف وبدون تحالف، فشعوب المنطقة لها كامل المشروعية لمساندة الشعب الفلسطيني، وقد أخذ اليمن على عاتقه أن يقف إلى جانب الحق الفلسطيني ومظلومية غزة الكبيرة".

ويرتبط البحر الأحمر بالبحر المتوسط ​​عن طريق قناة السويس، التي تشكل أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا. ويمر نحو 12 بالمئة من حركة الشحن العالمية عبر القناة.

هجمات متصاعدة

من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي، في بيان صدر مساء الإثنين، بينما كان في زيارة رسمية لإسرائيل، إن الهجمات المتصاعدة التي يشنها الحوثيون "تهدد التدفق الحر للتجارة وتعرض البحّارة الأبرياء للخطر وتنتهك القانون الدولي". 

ويهدف التحالف إلى "مواجهة التحديات الأمنية بشكل مشترك في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، بهدف ضمان حرية الملاحة لجميع البلدان وتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين"، بحسب أوستن. 

البعثة ستضمّ قوات من 10 دول، هي المملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا والبحرين، إلى جانب الولايات المتحدة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت حتى مساء أمس الإثنين، 19 ألفاً و453 شهيداً، إضافة إلى 52 ألفاً و286 جريحاً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

تحميل المزيد