عائلات أسرى إسرائيليين تحتج على جلسة للكنيست ناقشت إعدام فلسطينيين: ذوونا بخطر وأيديكم ملطخة بالدماء

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/20 الساعة 18:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/20 الساعة 18:22 بتوقيت غرينتش
نتنياهو في الكنيست (أرشيفية)/ رويترز

عمّ الصخب وتبادل الاتهامات جلسة لجنة برلمانية إسرائيلية، الإثنين 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بحثت مشروع قانون إعدام فلسطينيين قدمه حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف برئاسة إيتمار بن غفير، حيث يطالب بفرض عقوبة الإعدام على أسرى فلسطينيين متهمين بقتل إسرائيليين في هجمات. 

وقال الكنيست الإسرائيلي في تصريح مكتوب، إن الجلسة "سريعاً ما تحولت إلى جلسة صاخبة"، وأضاف: "دعا ممثلو عائلات المخطوفين والمفقودين إلى عدم المضي قدماً في سن القانون". 

ووجّه أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة، وفق بيان الكنيست، انتقادات إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، حيث قال غيل ديكمان، الذي أُسرت ابنة عمته بقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لـ"بن غفير": "لقد توسلت إليك بأن لا تقوم بالمتاجرة بآلامنا الآن، توسلت بأن ما يمكن القيام به هو أن يتم بهدوء". 

أضاف: "أنا أقول لكم: ليس الآن، ليس الآن هو وقت الحديث حول المشانق وعقوبة الموت. ليس في الوقت الذي لا تزال فيه حياة فلذات أكبادنا على كف عفريت، حيث إن السيوف مسلطة على رقابهم". 

وتابع ديكمان: "أنا أؤمن بأنه يمكن إنقاذ الحياة، ولكنهم في هذه اللحظة بالذات وأنتم تعلمون أن المهنيين في هيئة الأمن القومي يقولون إن هذا ليس هو الوقت المناسب، فإنكم تقومون بذلك، كيف يمكنكم القيام بذلك؟"، في إشارة إلى إصرار بن غفير على طرح مشروع القانون. 

"الدماء تلطخ يديك يا بن غفير"

وخلال المناقشة أيضاً، كان عضو الكنيست الإسرائيلي ألموغ كوهين (عن حزب عوتسما يهوديت) غاضباً أيضاً، وقال موجهاً كلماته إلى ممثل عائلات الضحايا والإعلامي الإسرائيلي "هن أفيغدوري"، الذي أُسرت زوجته وابنته: "ليس لديكم تفويض للألم. لدي كثير من الأصدقاء الذين قُتلوا وأُسروا". 

ورد أفيغدوري على بن غفير وكوهين قائلاً: "الدماء تلطخ يديك يا بن غفير، أريد التزاماً منك بأنه إذا حدث شيء لهم فسوف تستقيل".

وشن زعيم المعارضة يائير لابيد هجومه على كوهين، وقال: "عائلات الأسرى يصرخون من آلامهم وآلام البلاد كلها. ليس هناك حدود لجهل وخزي أعضاء الائتلاف المهمل الذين يعطون العائلات نصائح أخلاقية. ما فعله ألموغ كوهين اليوم سيكون في الذاكرة إلى الأبد. عليه أن يخجل من نفسه"، وفق ما نقلته صحيفة Maariv الإسرائيلية.

فيما رد كوهين على لابيد قائلاً: "يائير، تعرف كم كانت حصتي في السبت الأسود. دفنت نحو 50 صديقاً ظلوا بجواري لأكثر من 24 ساعة. قاتلت مع رجال شرطة في ظل وجود خطر حقيقي على الحياة. أعيش الصدمة كل دقيقة وكل ليلة. حساسيتي تجاه عائلات الأسرى هي دائماً الأولوية الأهم، ولكن عندما قيلت عبارة (لقد قتلتم ما يكفي من العرب)، رددت بواقعية. من العار أن سياسياً مثلك، لا يعرف أيضاً كيف يمسك سلاحاً، يحاول استغلال الموقف باستخفاف لجني ربح سياسي. لا تعطيني نصائح أخلاقية".

"يمكنكم القيام بكل شيء"!

من جهته قال النائب السابق للمستشار القضائي راز نيزري: "لا توجد أي حاجة لتعديل القانون القائم، يوجد في قانون العقوبات بند يتحدث عن الحالات الخطيرة مثل تلك التي حدثت مع هجوم حماس". 

وتساءل نيزري: "لماذا يجب بحث القانون الآن؟ يمكنكم القيام بكل شيء، كنت في مئات الجلسات بهذه القاعات، كانت هناك جلسات عبثية، وكانت هناك نقاشات حمقاء ويمكن القيام بنقاشات غبية، ولكن هذا النقاش أحمق وخطير". 

واعتبرت أدفا أدار، التي أسرت جدتها بقطاع غزة، أن "هذا النقاش لا يحترمنا، ولا يجب أن يحدث الآن على ظهر ودم هؤلاء المخطوفين". 

في حين وجّه حين أفيغدوري، الذي أُسرت زوجته شارون وابنته نوعام في قطاع غزة، انتقادات حادة إلى عضو الكنيست من حزب "القوة اليهودية" ألموغ كوهين، حيث قال: "بدلاً من الحديث عن قتل العرب، عليك أن تتحدث عن إنقاذ اليهود". 

"فرض عقوبة الإعدام ممكن"

وفي أعقاب هذا النقاش قامت عائلات وممثلو المخطوفين بمغادرة الجلسة بشكل احتجاجي، فيما ذكر كبار عائلات الأسرى أن "عقوبة الإعدام مسألة حساسة يجب أن تُناقش في نقاشات مغلقة بمحافل مهنية".

أضافت أنه "في كل الأحوال، يعد فرض عقوبة الإعدام ممكناً حتى في يومنا هذا ولا يتطلب تعديلات تشريعية. وفي ظل هذه الظروف، لا يمكن لمناقشات اليوم أن تحمل عواقب عملية. ووجودها في هذا الوقت يعرض حياة أصدقائنا الأحباء للخطر، أكثر من الخطر الموجود في كل الأحوال، وبدون أن يعزز أي مصلحة عامة. ومن ثم، فإن قرار خوضها غير ذي صلة. أوضحنا موقفنا أمام رئيس اللجنة، لكن هذا لم يسفر عن إلغاء المناقشات".

وأكدت عائلات الأسرى طلبها إيقاف المناقشات ورددوا معاً: "من أنقذ روحاً واحدة فكأنما أنقذ العالم بأسره". 

وأيدت عضو الكنيست الإسرائيلي، ميراف بن آري، دعواتهم وسألت رئيس لجنة الأمن القومي في الكنيست زفيكا فوجل، قائلة: "كنت رئيسة اللجنة مثلك، إذا كنت أجلس في هذا المقعد وأخبرتني عائلة واحدة بأن (القانون) يعرض حياة ذويها للخطر، فسوف أغلق النقاش. هذه مسؤوليتك. أشعر بالخجل". 

في حين رد فوجل على ميراف بأن لديها شيئاً بالفعل يجعلها تشعر بالخجل، "لأن كل شيء فعلتِه، أنت وأصدقاؤك، قادنا إلى هذا الموقف". 

​وكان بن غفير اعتبر في تغريدة على منصة "إكس"، الإثنين، أن قانون عقوبة الإعدام "لم يعد مسألة يمين ويسار"، وقال إن هؤلاء "النازيين اللعينين لديهم قانون واحد فقط. وهو الموت"، وفق تعبيره. 

وكانت إسرائيل أعلنت اعتقال فلسطينيين من غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، بتهمة المشاركة في الهجوم الذي أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي بين مدني وشرطي وعسكري، ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حركة "حماس" أسرت 239 إسرائيلياً من غلاف قطاع غزة في اليوم ذاته.

تحميل المزيد