شيخ الأزهر يوجه رسالة لقادة العالم الإسلامي المجتمعين في الرياض.. طالبهم بوقف “البغي الصهيوني” على أهل غزة

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/10 الساعة 21:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/10 الساعة 21:57 بتوقيت غرينتش
شيخ الأزهر أحمد الطيب - رويترز

وجَّه شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، الجمعة 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، رسالة إلى القادة العرب الذين سيجتمعون بالمملكة العربية السعودية، السبت، في القمة العربية الطارئة  وموضوعها الأساسي التطورات الجارية في قطاع غزة وسبل التوصل لوقف إطلاق نار عاجل وإدخال المساعدات الإنسانية وإيجاد حل جذري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وينتظر أن يشارك فيها معظم الدول العربية.

شيخ الأزهر قال في رسالته التي نشرها حسابه الرسمي في موقع إكس (تويتر سابقاً) وكذلك حسابه الرسمي في فيسبوك: "إلى قادتنا وزعمائنا العرب المجتمعين في القمة العربية غداً بمشيئة الله تعالى: ندعو الله سبحانه أن يوفق مساعيكم في وقف العدوان والإبادة التي يتعرَّض لها إخوتنا في فلسطين العزيزة، وإيصال المساعدات الإنسانية، والوصول إلى حلٍّ عاجل لوقف شلالات الدماء البريئة، التي يعلم الله والناس جميعاً في الشرق والغرب أنها بريئة، ووضع حد لهذه القسوة التي لا تحتملها طاقة بشر".

أضاف شيخ الأزهر في رسالته: "ونحن شعوبكم نشُدُّ على أيديكم، ونقف خلفكم، وكلنا أمل وثقة بأن تسخروا كل ما آتاكم الله به من قوة وعدة وعتاد ومن حكمة وخبرة وسياسة لوقف هذا البغي الصهيوني على أهلنا في فلسطين، وتذكَّروا أن وقف العدوان عن إخوتنا في فلسطين هو واجبنا الديني والشرعي، ومسؤوليتنا جميعاً أمام الله- عز وجل- حكاماً كنا أو محكومين، {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}".

يأتي ذلك في الوقت الذي تستضيف فيه المملكة العربية السعودية 3 قمم هامة في اليومين المقبلين، موضوعها الأساسي الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

قمة سعودية أفريقية في الرياض بخصوص غزة 

القمة الأولى التي تشهدها الرياض هي القمة السعودية الأفريقية، وتضم كلاً من السعودية والدول الأفريقية، الجمعة، وتشارك فيها دول معنية بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مثل مصر، وستكون هامة فيما يتعلق بمسألة قطاع غزة.

القمة الثانية تجري السبت، بين قادة دول منظمة التعاون الإسلامي، وهي أيضاً قمة طارئة لبحث التطورات في غزة والهجمات الإسرائيلية المتصاعدة، وتترقب الأوساط الإسلامية والدولية القرارات التي يمكن أن تصدر عنها، ومن المنتظر مشاركة قرابة 57 دولة إسلامية في القمة، بحسب المعلومات المتوافرة.

القمة الثالثة هي القمة العربية الطارئة، وموضوعها الأساسي أيضاً التطورات الجارية في قطاع غزة وسبل التوصل لوقف إطلاق نار عاجل وإدخال المساعدات الإنسانية وإيجاد حل جذري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وينتظر أن يشارك فيها معظم الدول العربية.

ويشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في قمة التعاون الإسلامي، فيما تقوم السعودية بجهود كبيرة لعقد القمم الثلاث، في ظل اهتمام إعلامي كبير حول العاصمة السعودية الرياض إلى حالة من الحراك الدبلوماسي المتواصل.

كما يشارك زعماء دول عربية وإسلامية هامة بحسب المعلومات المتوافرة، يتقدمهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، ويرأسها من الجانب السعودي ولي العهد محمد بن سلمان.

أردوغان يحضر قمة التعاون الإسلامي

تحدث الرئيس أردوغان في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة خلال عودته من أوزبكستان، نشرت الجمعة، عن قمة التعاون الإسلامي التي ستعقد في الرياض لبحث "العدوان" الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن القرارات التي ستخرج عنها "ستكون خطوة كبيرة لوقف الظلم الإسرائيلي".

ومن المنتظر مشاركة الدول المؤثرة في الملف الفلسطيني وأهمها الأردن ومصر، في القمم التي ينتظر عقدها، وهي أيضاً رفضت الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ورفضت أي مخططات لتهجير الفلسطينيين.

وتعد مسألة وقف إطلاق النار بشكل فوري، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة من أبرز المواضيع التي سيتم الدعوة إليها في القمم، فضلاً عن مسألة حل القضية الفلسطينية.

وترى أغلب دول العالم أن مبدأ حل الدولتين على حدود العام 1967 هو أفضل الحلول للوصول إلى سلام شامل في المنطقة، ومن المنتظر أن يتم تناول هذا الحل في القمم التي تستضيفها السعودية.

مستشفى الرنتيسي غزة الاحتلال
مستشفى الشفاء في غزة/رويترز

وأعلنت السعودية، الثلاثاء، استضافة قمتين عربية وإسلامية لبحث التطورات في قطاع غزة، وتأجيل أخرى عربية-أفريقية كانت معنية بالتعاون الاقتصادي.

هذا الإعلان جاء في بيان لوزارة الخارجية السعودية التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لقمتي جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وقالت الوزارة إن تطورات غزة "استدعت الدعوة إلى انعقاد قمة عربية غير عادية وقمة إسلامية تختصان ببحث الأزمة الحالية وما تشهده من تداعيات إنسانية خطيرة"، دون تفاصيل.

قمة طارئة في الرياض

كذلك وفي يوم الإثنين، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي أنه "تقرر عقد قمة طارئة، الأحد المقبل، في الرياض؛ لبحث العدوان الإسرائيلي (على غزة)، بناءً على دعوة السعودية، بصفتها رئيس القمة الحالية".

فيما أعلنت الجامعة العربية، في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن أمانتها العامة تلقت طلباً رسمياً من فلسطين والسعودية، لعقد قمة عربية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023؛ لبحث "العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة".

والقمة العربية التي تجري في الرياض هي القمة الـ51 خلال 77 عاماً، حيث عقدت تحت مظلة الجامعة العربية 32 قمة عادية، و14 طارئة يضاف لها القمة الأخيرة لتصبح 15 طارئة، و4 قمم اقتصادية تنموية.

غزة
أم فلسطينية تحتضن ابنها الشهيد في غزة/ shutterstock

أردوغان يناقش حرب غزة مع إبراهيم رئيسي

في حين بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، مستجدات الأوضاع في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 34 يوماً، على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي في العاصمة الأوزبكية طشقند.

وبحسب بيان صادر عن رئاسة دائرة الاتصال التابعة للرئاسة التركية، فإن أردوغان ورئيسي بحثا الأزمة الإنسانية الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية على غزة والخطوات اللازمة للحل.

وأضاف أن أردوغان شدد خلال اللقاء على وجوب اتخاذ العالم الإسلامي موقفاً مشتركاً لزيادة الضغط على إسرائيل، وأن وقف الهجمات الإسرائيلية على غزة، من شأنه أن يخدم السلام في المنطقة والعالم.

وقال: "يتعين على منظمة التعاون الإسلامي بذل الجهود للتوصل إلى حل عادل في القمة الاستثنائية التي ستعقد في المملكة العربية السعودية".

وقبيل القمة، بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الخميس، تطورات الأوضاع في فلسطين وحماية المدنيين وخفض التصعيد تحقيقا للاستقرار بالمنطقة.

جاء ذلك خلال لقائهما في قصر الشاطئ بمدينة أبوظبي، بحسب بيان للديوان الأميري القطري، وجاء فيه أن الجانبين "استعرضا خلال المباحثات تطوّرات الأحداث إقليمياً ودولياً وتبادل وجهات النظر حيال عدد من القضايا الراهنة، لا سيما تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

إسرائيل تواصل قصفها لقطاع غزة لليوم 25 على التوالي – الأناضول

كما بحثا "سبل تعزيز العمل الإغاثي والإنساني وحماية المدنيين وخفض التصعيد في غزة، بما يحقق الاستقرار والأمن في المنطقة"، وفق البيان.

في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء الإماراتية، بأن الجانبين أكدا "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة لإتاحة الفرصة لإيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية من خلال توفير آليات آمنة ومستدامة".

وشدد أمير قطر ورئيس الإمارات على "أهمية العمل على تجنب اتساع دائرة العنف والتصعيد، وتفادي مزيد من الأزمات الإنسانية في المنطقة، وإيجاد أفق واضح للوصول إلى سلام دائم وعادل وشامل في المنطقة".

حرب مدمرة في غزة 

تأتي الاشتباكات على وقع "حرب مدمرة" تشنها إسرائيل منذ 35 يوماً، قتل خلالها 10 آلاف و812 فلسطينياً، بينهم 4412 طفلاً و2918 سيدة.

فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1538 إسرائيلياً وأصابت 5431، وفقاً لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيلياً ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

ومنذ اندلاع الحرب، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

وانتقدت منظمات دولية، في مقدمتها الأمم المتحدة، ممارسات إسرائيل، مؤكدةً أن "التجويع" و"العقاب الجماعي" لسكان غزة "قد يرقيان لمستوى جريمة حرب"، ومشددة على ضرورة استئناف إدخال مستلزمات الحياة إلى القطاع المحاصر.

تحميل المزيد