وجّه حاخام يهودي خطاباً متشدداً موقّعاً بالنيابة عن عشرات الحاخامات والمدارس الدينية، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمثابة فتوى لجيش الاحتلال بأنه "لا مانع من قصف مستشفى الشفاء في غزة، رغم علمهم باحتمالية وقوع أضرار بين المدنيين"، وفق ما نقل موقع JDN، الإثنين 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الحاخام الذي يدعى مائير مزوز، مدير مدرسة "كرسي الرحمة" الدينية، وقّع على الخطاب بالنيابة عن حاخامات ومدارس دينية، من بينها تلك المنتمية للمجتمع الديني القومي.
إذ أكّد الحاخامات على التالي في الخطاب: "يجب توضيح أنه عندما يختبئ العدو خلف 'درعٍ بشري'، فليس هناك أي مانع في الشريعة اليهودية أو أي مانع أخلاقي أو قانوني لقصف العدو، بعد تقديم التحذيرات المسبقة الكافية، كما هو الحال في المعلومات الواردة عن مقرات الإرهابيين بمستشفى الشفاء في غزة. وإذا أسفر تحرك كهذا عن إراقة دماء الأبرياء، فسيقع اللوم على رأس القتلة المتوحشين ومؤيديهم فقط".
"هذا وقتُ ضِيق على يعقوب"!
أضاف البيان: "من قلب الانكسار الكبير والألم العظيم، سننهض لنستقوي بعون الله. 'هذا وقتُ ضِيق على يعقوب، وَلكنه سيخلص منه' -وسيقف شعب إسرائيل بشجاعةٍ ليضرب الأعداء كما قال داود ملك إسرائيل: 'أطارد أعدائي فأدركهم ولا أعود حتى أفنيهم'".
وينطبق الأمر ذاته على رئيس الوزراء وجنود جيش الدفاع، إذ أردف الخطاب: "سنشد بكل إخلاص من أزر قادة الجنود والوزراء ورئيس الوزراء حتى يقاتلوا بشجاعة وحكمة في حرب الله حتى النصر، دون خوف أو جزع من الأعداء ومن ضغوط أمم العالم، وسينجحون بعون الله في تحرير الأسرى بسلام".
ثم اختتموا الخطاب بكتابة أن "القدوس تعالى 'ملك الحروب' سيحمي جميع المقاتلين والمواطنين من أي ضرر، وسيُعيد المخطوفين إلى منازلهم في سلام، وسيمهد طريقنا نحو النصر الحقيقي. وندعو بالشفاء الكامل للمصابين، والراحة لأهالي الضحايا، وأن يبارك الرب ويُنعم على شعبه بالسلام".
الاحتلال يمهد لاستهداف مستشفى الشفاء
يُذكر أن الناطق باسم جيش الاحتلال زعم، مساء الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول، أن قيادة العمليات المركزية لـ"حماس" تتحصن بأنفاق تحت مستشفى الشفاء في غزة، وهو ما نفته الحركة، وحذرت من استخدامه ذريعة لقصف المستشفى وتكرار جريمة مجزرة المستشفى المعمداني الأهلي.
حيث قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن "حماس تستخدم البنى التحتية الإنسانية في قطاع غزة لغرض ممارسة نشاطاتها، وخصوصاً أسفل مستشفى "الشفاء" الذي يقع في قلب مدينة غزة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على الأحياء السكنية في قطاع غزة أحدثت دماراً هائلاً، وقتل خلالها أكثر من 8796 فلسطينياً بينهم 3648 طفلاً، وأصاب 22219، كما قتل 126 فلسطينياً واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، حسب مصادر فلسطينية رسمية.
وتقطع إسرائيل، منذ اندلاع الحرب، إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.