طالبت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، مساء الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لمنع قصف مستشفى القدس في غزة، مبينةً أنه يؤوي 400 مريض، فيما أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة أن 16 فلسطينياً استشهدوا جراء القصف الصهيوني على القطاع، في حين يقول الجيش الإسرائيلي إن الحرب مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ستستمر أسابيع طويلة
ناشدت الكيلة، في بيان اطلعت عليه الأناضول، "المجتمع الدولي وكافة المنظمات الحقوقية الدولية التدخل العاجل وحماية مستشفى القدس في غزة، من خطر القصف من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي".
مناشدات بتدخلات دولية لمنع قصف مستشفى فلسطيني
وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، أضافت أنه "من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بسرعة؛ لمنع وقوع مأساة أخرى مماثلة لمأساة المستشفى الأهلي المعمداني (الثلاثاء)، حيث قُتل نحو 500 مدني فلسطيني، بينهم أطفال، بغارة جوية إسرائيلية". وذكرت الكيلة أن جمعية الهلال الأحمر التي تدير مستشفى القدس، تلقت "إخطاراً من قبل سلطات الاحتلال لإخلاء المستشفى تحت التهديد بالقصف".
وأشارت إلى أن المستشفى "يؤوي حالياً أكثر من 400 مريض، ونحو 12 ألف مدني لجأوا إليه بعد تهجيرهم بسبب العدوان الإسرائيلي".
وفي وقت سابقٍ الجمعة، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني تلقيه "تهديداً من قبل سلطات الاحتلال بقصف مستشفى القدس والمطالبة بإخلائه فوراً". وطالب العالم "بالتحرك الفوري والعاجل لمنع وقوع مجزرة جديدة كالتي حدثت في مستشفى الأهلي المعمداني".
والأربعاء، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن غارة إسرائيلية على المستشفى الأهلي المعمداني الثلاثاء، أودت بحياة 471 فلسطينياً.
تحذيرات من إبادة جماعية تطال الفلسطينيين
في إطار مواز، حذر خبراء أمميون من تعرض الفلسطينيين لـ"إبادة جماعية"، داعين إلى الحيلولة دون ذلك. جاء ذلك في تقرير أعده فريق خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وصفوا فيه القصف الإسرائيلي للمدارس والمشافي في فلسطين بأنه "جرائم ضد الإنسانية".
وأوضح التقرير أن القصف الإسرائيلي للمستشفى الأهلي المعمداني في غزة، يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفر عن مقتل أكثر من 470 مدنياً وإصابة مئات آخرين جراء بقائهم تحت الأنقاض.
وأضاف أن قصف المستشفى الأهلي المعمداني جاء بعد تحذيرين أصدرتهما إسرائيل. وأشار إلى أن اليوم نفسه شهد قصف مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ومخيمين للاجئين مكتظتين بالسكان.
الخبراء الأمميون أعربوا عن قلقهم من أن يؤدي تشديد إسرائيل حصارها المتواصل منذ 16 عاماً على غزة، وحرمان قرابة 2.2 مليون شخص من الاحتياجات الأساسية، إلى "نتائج إنسانية وقانونية كبيرة".
كما أفاد التقرير بأن هناك خطر إبادة جماعية ضد الفلسطينيين بالنظر لتصريحات قادة إسرائيل وحلفائهم. ودعا الخبراء إلى الحيلولة دون تعرض الفلسطينيين لـ"إبادة جماعية"، مؤكدين ضرورة "إنهاء احتلال إسرائيل لفلسطين".
تحذير من تكرار مجزرة "المعمداني"
في الوقت نفسه حذر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة سلامة معروف، الجمعة، من تكرار "مجزرة" المستشفى الأهلي المعمداني التي راح ضحيتها مئات الأشخاص بينهم أطفال.
جاءت تصريحات معروف تعليقاً على إعلان جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني أن إسرائيل أنذرت "بإخلاء" مستشفى "القدس" جنوبي مدينة غزة، وتفريغه من المرضى والنازحين "تمهيداً لقصفه".
وقال معروف إن "إدارة مستشفى القدس والأطقم الطبية ترفض تنفيذ الإنذار الإسرائيلي بالإخلاء، لصعوبة نقل المرضى والمصابين"، محذراً من تكرار "مجزرة" "المعمداني" في حالة قصف الجيش الإسرائيلي للمستشفى.
وأوضح أن "مستشفى القدس بات أيضاً ملجأ لنحو 12 ألف نازح هربوا من منازلهم"، على خلفية الحرب الإسرائيلية الدائرة.
الحرب طويلة مع المقاومة
من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن الحرب مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ستستمر أسابيع طويلة. وقال المتحدث باسمه دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي نقلته هيئة البث الإسرائيلي (رسمية)، إن "الحرب مع فصائل غزة ستستمر أسابيع طويلة، وبانتظارنا أيام صعبة".
وأردف: "نعمل بكل الطرق الممكنة على تحديد مواقع المختطفين في غزة، وإطلاق سراحهم". وتابع هاغاري أن "استعادة كل المختطفين من قطاع غزة على سلم أولوياتنا". وزاد: "القوات الإسرائيلية مستمرة في غاراتها ضد قطاع غزة، وكل من كانت له يد في هجوم السبت (7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري) دمه مهدور".
وفي رده على سؤال أحد الصحفيين بشأن الحرب البرية في غزة، قال هاغاري: "نواصل الاستعداد للخطوات التالية".
وفي وقت سابقٍ الجمعة، أعلن "أبو عبيدة" متحدث "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، إطلاق سراح محتجزتين أمريكيتين "لدواع إنسانية"، استجابة لجهود قطرية.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان: أنه "تم الإفراج عن يهوديت رعنان، ونتالي شوشانا رعنان، اللتين احتجزتهما منظمة حماس".
يذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وخلفت 4137 قتيلاً، بينهم 1524 طفلاً، إضافة إلى 13 ألف مصاب، وفق أحدث إحصائية لوزارة الصحة في غزة، الجمعة.
في الوقت نفسه أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.