وثق فلسطينيون مشاهد مروعة لقصف إسرائيلي السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، طال عائلات فلسطينية وهي تحاول الهروب من الاحتلال الذي استهدف منازلهم في قطاع غزة، وقد سعوا إلى النجاة بالتوجه إلى مناطق الجنوب. في الوقت نفسه واصلت إسرائيل تكثيف ضرباتها لغزة وسط نفاد للخبز، وشح مياه الشرب وعدم قدرة أفراد الأسر على شحن هواتفهم المحمولة للاطمئنان على ذويهم بسبب انقطاع الكهرباء.
مقطع الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، وثق قيام الطيران الإسرائيلي بقصف سيارات كانت تقلّ عائلات فلسطينية على أحد الطرق، وهي في طريقها إلى الجنوب، ما تسبب في انفجار هائل، أدى إلى تدمير عدد كبير من السيارات، واشتعال النيران فيها.
استمرار نزوح فلسطينيين في غزة هرباً من الاحتلال
الاستهداف دفع باقي السيارات التي كانت تقلّ عائلات فلسطينية في طريقها إلى مناطق الجنوب للتوقف والعودة خوفاً من قصف إسرائيلي يطالها، في حين واصلت مئات العائلات الفلسطينية، السبت، نزوحها لليوم الثاني على التوالي، من مناطق شمال القطاع ومدينة غزة لمناطق الجنوب، بعد تحذيرات الجيش الإسرائيلي بإخلاء تلك المناطق.
إذ إن عائلات كثيرة نزحت مشياً على الأقدام وفي سيارات وشاحنات، من مناطق شمال القطاع ومدينة غزة، إلى مناطق ما بعد وسط قطاع غزة، كما أن تلك العائلات حملت معها القليل من الفراش والمياه وأوراق ثبوتية.
وقال محمود المصري (39 عاماً)، من سكان مدينة غزة، للأناضول: "خرجنا خشية على أولادنا من قصف الاحتلال". وأضاف "نذهب لمكان مجهول ولا أدري مصيري ومصير عائلتي، وأتمنى العودة لمنزلي بعد انتهاء الحرب".
بدوره، قال عماد عبد السلام (35 عاماً)، "ننزح من بيوتنا على صوت الصواريخ، مصيري ومصير عائلتي مجهول". وأضاف "نتمنى أن نجد مكاناً آمناً في مناطق وسط غزة".
وأشار إلى أنه حمل القليل من الملابس والفراش، بالإضافة لبعض الأوراق الثبوتية المهمة خلال نزوحه. وتتكون أسرة عبد السلام من 13 فرداً مع والدته وأمه وشقيقته، بحسب قوله.
والجمعة، دعا الجيش الإسرائيلي في بيان عبر منصة "إكس"، سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً "من أجل سلامتهم الشخصية"، على حد قوله.
إسرائيل تواصل قصفها على قطاع غزة
في سياق متصل، واصلت إسرائيل تكثيف ضرباتها لغزة وسط نفاد للخبز وشح مياه الشرب وعدم قدرة أفراد الأسر على شحن هواتفهم المحمولة للاطمئنان على ذويهم بسبب انقطاع الكهرباء.
وقال إياد أبو مطلق (45 عاماً) في خان يونس بجنوب غزة، وهي منطقة تعج بآلاف الفارين من الشمال خوفاً من الغزو الإسرائيلي، "هناك أزمة في الكهرباء والغذاء والمياه وفي كل شيء".
وأضاف بعد جولة في 4 مخابز تصطف أمامها طوابير طويلة، أو لا يوجد بها خبز، ولا سبيل لحل هذه المشكلة. وقال "الحل من عند الله".
وأدى تدفق من وصلوا إلى جنوب غزة، بعد أن طلبت منهم إسرائيل أمس الجمعة المغادرة من الشمال، إلى استنزاف موارد هي بالأساس ضعيفة.
وحثت الأمم المتحدة إسرائيل على "تجنب وقوع كارثة إنسانية" في قطاع غزة الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة، ويقع بين إسرائيل ومصر، ويطل على البحر المتوسط.
وفي ردها على الهجوم الذي شنّته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فرضت إسرائيل "حصاراً كاملاً" وأوقفت إمدادات الغذاء وقطعت الكهرباء عن غزة. وبعد أسبوع من تطبيق تلك الإجراءات، بدأت العديد من السلع تنفد من المتاجر.