أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وجود أعداد كبيرة من الفلسطينيين تحت أنقاض منازلهم التي "دمرتها طائرات الاحتلال على رؤوس ساكنيها، في عدة مناطق من قطاع غزة منذ الليلة الماضية (الثلاثاء)".
ومنذ السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول، تواصل المقاتلات الإسرائيلية شن غاراتها على مناطق متفرقة من القطاع، أسفرت عن دمار هائل بالمناطق السكنية وخسائر كبيرة في الأرواح وحالة نزوح جماعي.
وأضاف الدفاع المدني الفلسطينية بغزة أن طواقمه "عاجزة عن التعامل مع الكم الهائل من البيوت المدمرة، وليس لديها ما يكفي من آليات ومعدات ثقيلة لإخراج العالقين من تحت الأنقاض، ما ينذر بارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير".
أشار البيان إلى أن "الاحتلال تعمد استهداف طواقم الدفاع المدني في أكثر من منطقة، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من عناصرنا، وتسبب بإعاقة عملنا في إغاثة أبناء شعبنا، وزاد من خطورة الوضع الكارثي".
كما أوضح أن "تداعيات هذا العدوان تظهر إمعان قوات الاحتلال في استهداف المواطنين الآمنين داخل بيوتهم، وتدمير أحياء سكنية كاملة ومحوها عن الخريطة وتشريد سكانها".
"لا مكان آمن" في غزة
في سياق متصل، قالت رئيسة المكتب الإقليمي لمنظمة "أطباء بلا حدود"، إنه "لا مكان آمن" في قطاع غزة بسبب استمرار القصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الفرق الطبية "غير قادرة على التحرك بحرية" في القطاع.
أضافت في تصريحات لشبكة "الجزيرة"، الأربعاء، أن قطاع غزة يعيش تحت "حصار يزداد سوءاً مع الغارات الإسرائيلية"، وأوضحت أن هناك "تضييقاً وهدم منازل في مختلف المناطق الفلسطينية".
كما نقلت الشبكة نفسها عن المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية، أن التجهيزات الطبية في كل مستشفيات غزة "بدأت تنفد"، مشدداً على أن "الهجمات تستهدف المنشآت الصحية والفرق الطبية".
ودعا المتحدث الأممي إلى ضرورة توفير ممرات إنسانية آمنة في غزة لإخلاء الجرحى، وأردف: "إن لم نحصل على الإمكانيات فلن نستطيع مساعدة الناس في غزة".
قتل المسعفين
أضاف: "نريد أن تتوقف المعاناة والأعمال العدائية في قطاع غزة"، داعياً إلى ضرورة العمل ليحظى من يساعد الناس في غزة بالحماية، فيما عبَّر عن أمله في أن تكون هناك "ترتيبات لتسهيل عملنا وإنقاذ الناس في غزة".
وشدد المتحدث الأممي على أن مقتل المسعفين "يتنافى مع القانون الدولي الإنساني"، مؤكداً أن "موظفينا يبلغوننا بقتل العاملين بالمجال الإنساني في غزة"، في إشارة إلى استهداف غارات الاحتلال سيارات إسعاف في قطاع غزة؛ ما تسبَّب باستشهاد مسعفين على مدار أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء.
كانت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة أطلقت، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول، عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.