قُتل 13 مدنياً وأصيب 62 آخرون، بينهم نساء وأطفال، جرّاء ضربات انتقامية للنظام السوري شنّها على ريفي حلب وإدلب، منذ مساء أمس الخميس وحتى اليوم الجمعة 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق ما ذكر الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء".
ويُنظر لهجمات النظام السوري على أنها رد على هجوم استهدف الكلية الحربية بمحافظة حمص، عبر طائرات مسيّرة، وأوقع عشرات القتلى والجرحى.
وأوضح الدفاع المدني أن القصف المستمر منذ أمس الخميس، استهدف الأسواق الشعبية والأحياء السكنية و4 مدارس، ومسجداً ومركز إسعاف ومرفقاً للكهرباء ومحطة محروقات، ما أسفر عن إصابة 62 آخرين بينهم 18 طفلاً و13 امرأة.
"قصف انتقامي"
في السياق، قال متحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، مساء الخميس، إن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش يشعر بقلق بالغ، إزاء الانفجار الذي وقع في الكلية الحربية بحمص، وما تبعه من "قصف انتقامي" شنته قوات النظام على مدن وبلدات شمال غربي سوريا.
وقال دوجاريك للصحفيين إن "الأمين العام يدين بشدة جميع أعمال العنف في سوريا، ويحثّ كل الأطراف على احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي".
وعلى مدار الأيام الثلاثة الأخيرة، تصاعدت وتيرة قصف النظام السوري على مناطق وأرياف بمحافظتي حلب وإدلب، تسيطر عليها قوات معارضة للأسد، ما تسبب بقتلى وجرحى بين المدنيين.
وزادت وتيرة هذا القصف منذ مساء أمس الخميس، عقب الهجوم بطائرات مسيرة على الكلية الحربية بحمص خلال حفل تخريج ضباط، بعد دقائق فقط من مغادرة وزير الدفاع بالنظام السوري علي محمود عباس.
إلغاء صلاة الجمعة بسبب القصف
في سياق متصل، أعلنت لجنة الأوقاف بمدينة الأتارب غربي حلب، إلغاء صلاة الجمعة في المدينة بسبب قصف النظام السوري الذي يستهدف مناطق شمال غربي سوريا، وفق موقع "تلفزيون سوريا".
وقال الدفاع المدني السوري في منشور على "إكس"، إن قصف النظام تجدد اليوم الجمعة، مستهدفاً منازل المدنيين بإدلب وخياماً متفرقة لعوائل من متضرري الزلزال وبالقرب من مخيم للمهجرين ومدرسة بالقرب من المكان يقطنها مهجرون.
أضاف في بيان عبر موقعه الرسمي: "تصاعدت الهجمات العسكرية لنظام الأسد بشكل ملحوظ خلال الأيام الثلاثة الماضية، واستهداف الأبرياء والمرافق الحيوية في عدة مناطق في ريفي حلب وإدلب، بهدف فرض حالة من عدم الاستقرار، في وقت لا يزال فيه السكان يكافحون لمواجهة آثار الزلزال المدمر، بعد 12 عاماً من الحرب عليهم، وأزمة إنسانية غير مسبوقة".
ووصف الهجمات "الإرهابية" بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر صراحة استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، وإن الاستهداف المتعمد للأسواق والأحياء السكنية والمدارس والمرافق العامة وفرق الإنقاذ، هو عمل يدل على تجاهل كامل لحياة الإنسان وتعمد لقتل المدنيين وكافة مسببات استقرارهم وسبل عيشهم".
وطالبت "الخوذ البيضاء" المجتمع الدولي "بإيجاد صيغة تضمن توقف نظام الأسد عن الاستهداف الممنهج للسكان، في ظل عدم التزامه بأي إطار يدعم عملية الحل السياسي".
وأكد البيان "ضرورة محاسبته (النظام) على هذه الهجمات الشنيعة والانتهاكات الجسيمة، واتخاذ إجراءات حاسمة لوضع حدّ لهذه الهجمات المتواصلة على أرواح الأبرياء، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.