قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية دولة مستقلة هو الخطوة الوحيدة والأكثر فاعلية التي ستسهم في حل القضية القبرصية، مجدداً تأكيده على ضرورة "إصلاح" بنية الأمم المتحدة.
تصريحات أردوغان للصحفيين، جاءت في ختام زيارته لولاية نيويورك الأمريكية، الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2023، حيث شارك في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
فيما يتعلق بقضية الحل في جزيرة قبرص، اعتبر الرئيس التركي أن الاعتراف "بجمهورية شمال قبرص التركية دولة مستقلة من بلد تلو آخر، سيخدم السلام والاستقرار في شرق المتوسط"، واصفاً ذلك بأنه "الخطوة الوحيدة والأكثر فاعلية" للحل، مضيفاً: "نحن لا نعترف بالخيارات الأخرى".
وتابع: "لقد كان نهجنا تجاه القضية القبرصية واضحاً منذ مدة طويلة، وقد أصبح من المفهوم الآن بوضوح أن صيغ الاتحاد غير واقعية ولن تنجح، ورفض هذه الحقيقة ليس سوى فرض طريق مسدود على الجزيرة". واستطرد: "لقد سعينا جاهدين لإيجاد حل الدولتين العادل والدائم في قبرص، وقد دعونا محاورينا إلى تحقيق ذلك".
وأكد بالقول: "عازمون على صون حقوق جمهورية شمال قبرص التركية حتى النهاية، في إطار حق الضامن الذي يمنحه لنا القانون الدولي"، معرباً عن توقعه أن يستمر المسار الذي فتحه انضمام جمهورية شمال قبرص التركية إلى منظمة الدول التركية عضواً مراقباً.
أضاف: "تتضمن خريطة الطريق التالية لنا خطوات فعالة يجب اتخاذها نحو الحماية الكاملة لحقوق جمهورية شمال قبرص التركية واندماجها في النظام الدولي".
العلاقات بين تركيا واليونان
ورداً على سؤال عن تصريحات رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بخصوص بدء حوار جديد في منتدى سالونيك، ولقائه معه في نيويورك؟ أجاب أردوغان: "سيجتمع وزير خارجيتنا هاكان فيدان مع وزير الخارجية اليوناني بشأن هذه القضية، وبالمثل، سيعمل كبير مستشاريّ للسياسة الخارجية والأمن السفير عاكف جاغاطاي قليج، مع محاوره اليوناني، هدفنا هو تبديد الأجواء المضطربة في بحر إيجة".
وتابع: "لكن الخطوة الأهم بالنسبة إلينا الآن هي قمة سالونيك إن شاء الله، وستكون بمثابة قفزة مهمة إلى الأمام بين تركيا واليونان، سيقوم وزيرا خارجيتينا بالتحضيرات الأولية وسنعقد هذه القمة في سالونيك، ونأمل أن تكون في 7 ديسمبر/كانون الأول، ومن خلال هذه القمة، نأمل أن نرى أن أشياء كثيرة قد تغيرت".
وبيّن: "في الآونة الأخيرة، تعرض كلا البلدين لتحديات الكوارث الطبيعية، هذه الأوضاع السلبية جعلت بلدينا أقرب إلى بعضهما من حيث التعاون، كما أن زيادة الاتصالات رفيعة المستوى في الفترة الأخيرة دعمت الأجواء الإيجابية الحالية، وآمل أن تؤدي اتصالاتنا التشاورية بعد قمة سالونيك في الفترة المقبلة إلى جعل المسار أكثر إيجابية".
وأردف: "تركيا واليونان بحاجة إلى الابتعاد عن الخطوات والتصريحات التي من شأنها الإضرار بأجواء الثقة، وعلينا أن نتخذ خطوات معاً في هذا المجال حتى يمضي المسار المقبل بأمان".
إصلاح بنية الأمم المتحدة
في سياق آخر، جدد الرئيس التركي تأكيده ضرورة إجراء إصلاحات جذرية في بنية الأمم المتحدة، قائلاً: "إذا لم تتمكن الأمم المتحدة من إجراء إصلاحات وتكييف نفسها مع روح العصر، فلن تستطيع إنجاز مهمة حفظ السلام، والحرب بين روسيا وأوكرانيا خير مثال على ذلك".
وأوضح أن دعوات تركيا لإصلاح بنية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تحظى بقبول العديد من دول العالم.
وأشار أردوغان إلى أن النظام العالمي المؤسَّس وفقاً للظروف الدولية للحرب العالمية الثانية قد أظهر الآن بوضوح عدم كفايته في الوقت الراهن.
كما أكد أن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة هو منصة تتم فيها مناقشة المواجهات، وليس السلام، مضيفاً: "تصبح منظمة الأمم المتحدة غير فعالة عندما يصبح أعضاء مجلس الأمن التابع لها جهات فاعلة في الحرب".
على صعيد آخر، لفت أردوغان إلى تصدير 33 مليون طن من الحبوب بفضل مبادرة الحبوب عبر البحر الأسود، المبرمة بوساطة تركية أممية.
وفي رده على سؤال عن العلاقات مع موسكو، قال أردوغان: "سنواصل علاقاتنا مع روسيا بطريقة إيجابية. لأن الموضوع الذي يهمنا كثيراً هو أننا نهتم بأن تكون منطقة تراقيا مركزاً للغاز الطبيعي".
ولفت إلى أن تركيا تستورد حالياً قرابة نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا، ويمكنها زيادة الكمية.