أعلن مقاتلو العشائر العربية في سوريا، صباح الجمعة، 1 سبتمبر/أيلول 2023، السيطرة على مقر عسكري تابع للنظام السوري في قرية المحسنلي بريف منبج شرقي محافظة حلب، في إطار الاشتباكات الدائرة ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بحسب مقاطع مصورة تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وخاض مقاتلو العشائر اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من أمريكا، والتي تسيطر على شمال شرقي سوريا ومناطق في شمال غربي البلاد.
يأتي ذلك ضمن جبهة جديدة ضد "قسد" فتحها مقاتلو العشائر الموجودون في مناطق يسيطر عليها ما يعرف بـ"الجيش الوطني السوري" المعارض المدعوم من تركيا، إلى جانب مقاتلي العشائر الموجودين في مناطق سيطرة "قسد"، والذين يقاتلونها منذ نحو أسبوع بعد اعتقال قائد عربي.
وحصد الاقتتال الجاري ما لا يقل عن 40 مقاتلاً من الجانبين، فضلاً عن 15 مدنياً، بحسب ما أفاد شهود ومصادر محلية لرويترز.
ويدور القتال شمال غربي سوريا ضمن حزام نفطي استراتيجي بقلب منطقة العشائر العربية، شرقي نهر الفرات، والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
واندلع القتال يوم الأحد 27 أغسطس/آب، بعد أن اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية أحمد الخبيل، الملقب بـ"أبو خولة"، والذي كان يرأس مجلس دير الزور العسكري التابع لها.
وكان الخبيل أيضاً قائداً عربياً بارزاً في قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف شكّلته الولايات المتحدة من مسلحين، وتُمثل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن أبو خولة اعتقل وعُزل من منصبه بتهمة الاشتراك في جرائم عديدة تشمل تهريب المخدرات والإخفاق في التعامل مع تهديد تنظيم داعش في المحافظة.
جبهة جديدة في شمال غربي سوريا
تزامناً مع تلك الاشتباكات، أعلن مقاتلو العشائر في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري بريف حلب، الخميس 31 أغسطس/آب، فتح جبهة جديدة ضد قوات "قسد" التي تسيطر على مناطق بارزة مثل منبج وتل رفعت بريف حلب، دعماً لأهالي دير الزور.
لكن "قسد" أرسلت بدورها تعزيزات عسكرية إلى ريف حلب الشرقي تضم آليات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة، وبحسب الأنباء المتداولة، نشرت "قسد" قناصات في نقاط استراتيجية على طول نهر الساجور شمالي منبج تحسباً لتقدم مقاتلي العشائر، وفق ما نقل "تلفزيون سوريا".
وسيطر مقاتلو العشائر ليل الخميس-الجمعة على قريتي البوهيج والمحسنلي، إضافة إلى تلة عرب حسن على جبهة منبج، وأجزاء من الطريق الدولي "إم-4" في ريف الرقة.
بدورها، شنّت طائرة روسية، الجمعة، غارة على قرية المحسنلي بريف منبج، بعد سيطرة مقاتلي العشائر على مقر تابع للنظام السوري المدعوم من روسيا عليها.
بحسب "تلفزيون سوريا"، نقلاً عن مصدر محلي، فإن القصف الجوي السوري تزامن مع قصف بالمدفعية والهاون مصدره نقاط قوات النظام و"قسد" القريبة.
أمريكا "قلقة" والتحالف الدولي يدعو للتهدئة
في سياق متصل، عبّرت الخارجية الأمريكية في بيان، الجمعة، عن "قلقها العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة بما في ذلك الخسائر في الأرواح في دير الزور"، داعية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وحل الوضع سلمياً.
وأشار البيان إلى أن واشنطن تركز على "تخفيف معاناة الشعب السوري بما في ذلك عملها لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش من خلال الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية".
أضاف: "نحن ندعم الجهود الجارية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة وضمان تعايش جميع شعوبها بسلام".
كان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة داعش دعا في بيان له أمس الخميس، إلى وضع نهاية للاشتباكات بين "قسد" ومقاتلي العشائر العربية في شمال شرق سوريا.
وقال التحالف في بيان: "العنف في شمال شرق سوريا لا بد أن يتوقف"، مضيفاً أن هذا "الإلهاء" عن قتال الخلايا النائمة لتنظيم داعش يثير مخاوف عودة التنظيم.
وتضم محافظة دير الزور السورية والغنية بالنفط عدة قبائل عربية كبيرة، وأدى اعتقال أبو خولة إلى اندلاع اشتباكات بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية.
وساعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية التي يتشكل قوامها من مقاتلين أكراد في المجمل وتضم عدداً قليلاً من المسلحين العرب؛ على طرد تنظيم داعش من مساحات شاسعة من الأراضي في شمال وشرق سوريا على مدى السنوات السبع الماضية.
وفقد تنظيم داعش الباغوز آخر معقل له في دير الزور، في عام 2019 أمام قوات سوريا الديمقراطية، لكن لا يزال التنظيم يدير خلايا نائمة في أنحاء من سوريا تنفذ هجمات كر وفر، بحسب رويترز.