قال مصدران أحدهما ينتمي للواء 444 والآخر لقوة الردع الخاصة إن القوة أفرجت، الثلاثاء 15 أغسطس/آب 2023 عن محمود حمزة قائد اللواء الذي أدى اعتقاله الإثنين، إلى اندلاع قتال عنيف في العاصمة طرابلس. وقال شهود في المدينة إن دوي القتال لم يهدأ في مناطق وسط طرابلس بعد الإفراج عن حمزة مباشرة.
في السياق ذاته، فقد نقلت وكالة الأناضول عن المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أنه تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في العاصمة الليبية طرابلس.
حيث أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، الثلاثاء، اتفاق رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة مع أعيان منطقة "سوق الجمعة" بطرابلس على وقف إطلاق النار وتسليم آمر اللواء 444 محمود حمزة إلى جهة محايدة. جاء ذلك في تصريح أدلى به الناطق باسم الحكومة محمد حمودة للأناضول.
وقال حمودة للأناضول، إن الدبيبة "اتفق مع أعيان سوق الجمعة على وقف الاشتباكات وتسليم آمر اللواء 444 محمود حمزة إلى جهة أمنية محايدة" دون إضافة تفاصيل. وتعد سوق الجمعة من أكبر مناطق العاصمة طرابلس وينحدر منها آمر قوة الردع الخاصة عبد الرؤوف كارة.
بدوره، أكد وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بحكومة الدبيبة وليد اللافي للأناضول، أنه "تم تسليم آمر اللواء 444 إلى جهة محايدة"، دون أن يذكرها. وحتى الساعة 17:10 (ت.غ)، لم يصدر عن المجلس الرئاسي تعليق حول الأمر.
دعوات أوروبية وغربية لوقف التصعيد في طرابلس
في سياق متصل، فقد سبق أن أطلق الاتحاد الأوروبي وعدة دول غربية، الثلاثاء، دعوات تطالب بوقف التصعيد في العاصمة الليبية طرابلس، وتجنب العنف، حفاظاً على الأرواح.
وتلا الدعوات الدولية نداء أعلنه المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي، في وقت سابق من اليوم، حث فيه "جميع الأطراف (في طرابلس) على وقف التصعيد، واحترام رغبة الشعب الليبي وتطلعه إلى السلام والاستقرار".
واندلعت مواجهات مسلحة، مساء الإثنين، في أحياء طرابلس بين "جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب" التابع للمجلس الرئاسي الليبي، و"اللواء 444″ التابع لحكومة الوحدة الوطنية.
قال سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا خوسيه ساباديل، في بيان نشر على منصة "إكس"، إن البعثة تدعم بشكل كامل نداء التخفيف من التصعيد وحماية الأرواح.
وأضاف: "الليبيون لا يريدون رؤية الحرب مرة أخرى"، محملاً الممثلين السياسيين والجهات الأمنية "مسؤولية ضمان عدم استخدام العنف، لتحقيق منافع سياسية أو شخصية".
قلق أوروبي بسبب الاشتباكات في طرابلس
من جهتها، أعربت سفارات فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لدى ليبيا عن "قلقها البالغ" إزاء الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في طرابلس، وتأثيرها على السكان المدنيين.
وقالت السفارة الفرنسية في بيان: "نضم صوتنا إلى دعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والمطالبة بتجنب التصعيد والوقف الفوري للأعمال العدائية".
وفي السياق، شددت السفارة البريطانية في منشور على منصة "إكس" على أن حماية أرواح المدنيين "أمر بالغ الأهمية".
بدورها، طالبت السفارة الأمريكية عبر منشور على المنصة ذاتها، بـ"التراجع الفوري عن التصعيد، من أجل الحفاظ على المكاسب الليبية الأخيرة نحو الاستقرار والانتخابات".
دعوات لوقف إطلاق النار في ليبيا
في وقت سابق الثلاثاء، دعا مجلسا النواب والأعلى للدولة في ليبيا، الأطراف المتحاربة بالعاصمة طرابلس إلى الوقف الفوري لإطلاق النار و"تغليب صوت العقل وحل الإشكاليات بالطرق السلمية والقانونية".
ووفق مراسل الأناضول، أسفرت الاشتباكات المستمرة بمناطق جنوبي طرابلس، عن مقتل عدة أشخاص، وجرح آخرين.
ولم تصدر أي حصيلة رسمية حول عدد ضحايا الاشتباكات حتى الساعة (16:00 ت.غ)
يذكر أنه وفي 28 مايو/أيار 2023 شهدت طرابلس اشتباكات استمرت لساعات بين جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب واللواء "444" على خلفية اعتقال الأول لأحد القادة التابعين للواء "444".
وتشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع بين الحكومة التي عيَّنها مجلس النواب مطلع 2022، وحكومة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب.
وفي مسار حل تلك الأزمة، يجري المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب مفاوضات تهدف إلى عقد تلك الانتخابات، خلال عام 2023، يرافقها أيضاً جهود أممية بقيادة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبد الله باتيلي.