قالت صحيفة "يني شفق" التركية، إن أعمال بناء المنازل في مناطق دمرها زلزال 6 فبراير/شباط 2023؛ تجري على قدم وساق، وإن بعضها أوشك على الانتهاء رغم مضي بضعة أشهر فقط على وقوع الزلزال، لافتة إلى أن تسليم المنازل جاهزة من المتوقع أن يكون في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
أضافت الصحيفة أن أعمال البناء قد اكتملت بالفعل في 1918 منزلاً بمنطقتي بازارجيك ودولكادير أوغلو بمدينة كهرمان مرعش التي تعتبر مركز الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، مشيرة إلى أن تلك المنازل زُوّدت بمختلف المرافق اللازمة وضمن ذلك تمديد أنابيب الغاز الطبيعي.
ونقلت عن مصادر أن 70% من المنازل المبنية هناك قد اكتمل بناؤها، تزامناً مع تأكيد السلطات أن العمل يجري على قدم وساق لتسليم المنازل إلى ضحايا الزلزال وتيسير استقرارهم فيها بلا عوائق.
وذكرت السلطات أنها ستتحقق من جميع المعايير والاختبارات -مثل المسطحات الخضراء واختبارات تسرب المياه- مرتين أو ثلاث مرات؛ وأعلنت عن تجديد بناء الطرق في المنطقة، وتوجيه مركبات النقل العام للوصول إلى هذه المناطق.
ومن المقرر تسليم المنازل المبنية في يوكاري بازارجيك بكهرمان مرعش للمواطنين على عدة مراحل تبدأ من أكتوبر/تشرين الأول، وتمتد إلى ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري.
البناء يتقدم على النحو المخطط
من جانبه، قال سرهات كوجباي، المسؤول عن الإنشاءات في بازارجيك، إنهم قد فرغوا بالفعل من وضع الأساسات في معظم المنازل، مشيراً إلى أن "العمل يتقدم على النحو المخطط له"، وفق ما نقلته صحيفة Akşam التركية.
وأضاف: "سنُسلم جميع المباني إلى ضحايا الزلزال قبيل العام الجديد. لقد اضطررنا نحن أيضاً إلى الإقامة في الحاويات المؤقتة، وندرك الصعوبات التي تعرَّض لها أهالينا المتضررون من الزلزال. ولهذا السبب، فإننا نعمل بكل قوّتنا لتسليم منازلهم في الموعد المحدد".
على المنوال ذاته، تتسارع وتيرة بناء المنازل في حي كاراكاسو، وكان العمل بهذه المباني قد بدأ في 27 فبراير/شباط، أي بعد 21 يوماً فقط من وقوع الزلزال.
يبلغ عدد المنازل في الحي 628 منزلاً، تتكون من دور أرضي و4 طوابق عليا. وقد تحولت المنطقة التي تبلغ مساحتها 97 ألف متر مربع، إلى موقع ممتد لبنايات قائمة بالفعل.
وتنقسم منازل الحي إلى 113 منزلاً (الشقق فيها مكونة من غرفتين وصالة)، و515 منزلاً (شققها مكونة من 3 غرف وصالة). وقد انتهت أعمال الحفر في سائر أنحاء المنطقة، واكتملت كذلك تدابير عزل المياه، وإنشاء الأساسات والخرسانة المسلحة، ولم يتبق إلا أعمال التشطيب الخارجية.
بدء العمل في مواقع بناء جديدة
وفي الوقت الذي توشك فيه السلطات على تسليم المباني ببعض المواقع، فإن التجهيزات جارية لبدء العمل في مواقع بناء أخرى، حيث بدأت أعمال الحفر لوضع أساسات المباني الجديدة.
وأوضحت السلطات أن المباني سترتفع في هذه المنطقة على مراحل، وأن هدفها هو تشطيب المباني في المناطق التي بدأ العمل فيها خلال عام واحد.
إقامة مصانع قريبة لتسريع وتيرة البناء
من جانب آخر، أنشأت السلطات مصانع قريبة لتوريد مواد البناء. فقد أقيم مصنع خلط للخرسانة بجوار مساكن الزلزال. وبهذه الطريقة، تمكن العاملون من تقصير مدة نقل المواد، والتعجيل بأعمال البناء.
حيث يبدأ صب الأسمنت في الصوامع في الساعة الثامنة صباحاً، وبعد ساعة واحدة، يُسكب في شاحنات خلط الخرسانة، ويصل إلى موقع البناء بعد 5 دقائق. وبعد تجهيز الخرسانة، تجري عملية الصب في أقل من 10 دقائق.
في الوقت ذاته، ذكر المسؤولون أنهم يسعون إلى تسليم المنازل بأسرع طريقة ممكنة، لكن من دون تهاون في مراعاة القواعد العلمية، وقالوا إن أعمال البنى التحتية وإقامة المسطحات الخضراء للمباني تجري في الوقت ذاته.
في سياق متصل، نقلت صحيفة Akşam التركية عن غولكان كايالار، أحد ضحايا الزلزال، قوله: "لقد بدأ العمل في غضون أسبوع واحد من إعلان رئيسنا عن البدء في إنشاء المنازل للمتضررين من الزلزال، وشاهدنا بأعيننا الشاحنات وهي تتوالى على مواقع البناء. العمل يجري بسرعة كبيرة. وقد أوشكوا تقريباً على إتمام الإنشاءات".
فيما قال حسين قنطرجي، إنهم سرعان ما بدأوا العمل بعد الزلزال، و"لَمْ نتوقع أن يجري العمل بهذه السرعة. ورؤية المباني وهي تُبنى من الصفر تمنحنا مزيداً من الثقة".